تمر الأسابيع وتتشابه في بيت جمعية وهران، الذي لا تبعث الأمور بداخله على الارتياح في غياب الانضباط أحيانا، والتشجيع المعنوي في مرات كثيرة، فالوضع لازال مهملا على أكثر من صعيد، وحتى مع استئناف التدريبات، فلا شيء يوحي بقدرة المسيرين الحاليين على التحكم في الأمور، فما كان يخشى منه الأنصار بدأ يتجسد ميدانيا، بتسجيل بداية لنزيف بشري في الفريق، حيث وبعد عمر بودومي الذي وضع حدا لمغامرته مع الجمعية، جاء دور المدافع الأيسر الهادي بلعيد الذي قرر الرحيل عن فريق "المدينة الجديدة"، مع توقع مغادرة آخرين في المستقبل القريب، خاصة بعد قرار الطاقم الفني بقيادة المدرب الشاب مرين الحاج، القاضي بعدم الاعتماد على بعض العناصر الأساسية، بحجة عدم رغبتها في إكمال الموسم، وتقديمها لأعذار صحية في كل مرة، حتى لا تلعب المباريات الرسمية، خاصة المقامة منها خارج الديار، والإشارة هنا إلى اللاعب سباح زين العابدين الذي تخلف عن سفرية قسنطينة في آخر لحظة، بداعي إصابة تلقاها على مستوى الرقبة. لذلك، من المتوقع أن يجدد المدرب مرين الثقة في نفس التعداد الذي واجه به فريق شباب قسنطينة، مع ترقية أسماء شابة أخرى لإتمام الموسم بها، وتكون فرصة لها لإبراز إمكانياتها، على أمل أن تنال ثقة مدربها أولا، وبعد ذلك منصبا في التشكيل المستقبلي للفريق الذي سيفرغ لا محالة من ما لا يقل عن ثمانية من لاعبيه الأساسيين الذين شارفت عقودهم على الانتهاء، ففضلوا التقاعس – حسب المسيرين – مادام أن الفريق سقط إلى الرابطة الاحترافية الثانية، والإدارة تماطلت في مباشرة مفاوضات جادة معهم، لتمديد بقائهم في الجمعية الوهرانية، وقبل ذلك منحهم مستحقاتهم المالية العالقة، فتثاقلت أرجلهم عن إتمام الموسم الكروي الجاري، وتشريف عقودهم مع الفريق، كما قال مرين. إضافة إلى العروض المغرية والجادة التي وصلتهم من عدة أندية، كبن تيبة الذي تتنازعه مولودية وهران وشبيبة القبائل، هذه الأخيرة التي اتصل به رسميا رئيسها محند شريف حناشي في الأيام القليلة الماضية، وهو ما أكده اللاعب نفسه ل"المساء"، لكنه رفض الاستجابة لأي من العرضين في الوقت الحالي إلى غاية نهاية الموسم، وتشريف عقده مع الجمعية الوهرانية، لكنه لم يخف رغبته في تغيير الأجواء، وحقن مشواره الكروي بتجربة جديدة مع ناد كبير يفيده ويستفيد منه، على حد قوله. ابن زرقة يفسخ عقده وقبل ذلك، استأنفت التدريبات صبيحة أمس، وكالعادة في أجواء كئيبة، لتحضير اللقاء القادم ضد شباب بلوزداد بملعب بوعقل، وقد ينضم إليها بعض اللاعبين الغائبين، كسباح وابن زرقة، هذا الأخير الذي كشف لمقربيه أنه يرغب في لقاء مسيريه للتحدث إليهم حول فسخ عقده مع الفريق، مادام أن هذا العقد يتضمن بندا يسمح للاعب المغترب بالرحيل عن الجمعية الوهرانية في حال سقطت إلى المحترف الثاني.