* اخترنا 3 خبراء جزائريين كمستشارين ل"الفاو" في الطوغو * نبتة الكينوة جربت في الجزائر وستكون بديلا للقمح ننتظر * بفارغ الصبر تمويل مشروع الإحصاء الفلاحي ليكون نموذجا * نتمنى أن تكون الصادرات الفلاحية الجزائرية نحو دول الجنوب تعترف المنظمة العالمية للأغذية والزراعة "الفاو" بتحقيق الجزائر قفزة نوعية في مجال الإنتاج الفلاحي، وهو ما اعتبره ممثل المنظمة بالجزائر السيد نبيل عساف نتاج البرامج التنموية التي أطلقتها الوزارة بالتنسيق مع "الفاو" منذ عدة سنوات. وأعرب عساف في حوار مع "المساء"، عن سعادته لانتقاء المنظمة لأول مرة خبراء جزائريين للمشاركة في تطوير نشاط تربية الحيوانات والسقي العقلاني للمستثمرات الفلاحية في الطوغو . ❊المساء: عرف القطاع الفلاحي في الجزائر قفزة نوعية خلال السنوات الفارطة، ما سمح ببلوغ أهداف الألفية التي حددتها المنظمة العالمية للأغذية والزراعة "الفاو" قبل الموعد المحدد، في رأيكم هل كان للمنظمة دور في بلوغ هذا المستوى؟. ❊ج / نحن كمنظمة نعترف بحدوث تحول بالنسبة للإنتاج الزراعي وهو الذي يعد ثمرة للجهود التي قامت بها الدولة الجزائرية منذ سنوات، من خلال إطلاق برنامج التجدد الزراعي والريفي الذي أعطى ثمارا مشرفة سمحت بالرفع من قدرات الإنتاج والرقي لبلوغ عتبة التصدير. لكن التحدي لا يزال موجودا لأن التصدير مس كميات صغيرة، وهو ما يبشر بوجود إمكانيات للمضي قدما في تطوير هذا المجال من خلال رفع الإنتاج والإنتاجية، بالمقابل يجب الإشارة إلى أن فاتورة الاستيراد لا تزال كبيرة وهناك نية حقيقية للتقليص من هذه الفاتورة من خلال مرافقة منظمة "الفاو" للحكومة الجزائرية قصد اتخاذ جملة من التدابير تتعلق بالدعم التقني لتصويب السياسات الزراعية، والرفع من قدرات التصدير التي لا يجب أن تكون منحصرة في الدول الإفريقية بل يجب التوجه نحو الجنوب لضمان تكامل "جنوب - جنوب". أما فيما يخص دور المنظمة في تنمية القطاع الفلاحي فهذا سؤال يجب طرحه على القائمين على القطاع، لكن ما أود الإشارة إليه أن الجزائر عضو في هيئة الأممالمتحدة منذ 71 سنة، وانتسبت إلى منظمة "الفاو" فور استقلالها، وعليه مرافقة المنظمة لمحاربة الجوع وتحقيق الأمن الغذائي قديم ويعود الفضل إليه إلى دول المنظمة ومنها الجزائر. ❊س / وما هي أهم مقترحات "الفاو" للرقي أكثر بالقطاع الفلاحي؟. ❊ج / نحن سنحرص على مرافقة المهنيين لبلوغ مستوى النوعية، والرفع من القدرة التنافسية في الإنتاج خاصة بالنسبة للزراعات واسعة الاستهلاك على غرار القمح والبطاطا، كما سنوجه اهتمام الفلاحين إلى الرفع من قدرات إنتاج الثمار الحمراء مثل التوت البري وتوت الأرض والفرولة لأنها مطلوبة بالنظر لكونها مصنفة من ضمن الفواكه المضادة للأكسدة، هناك دول أصبحت رائدة في إنتاج هذه الثمار، كما أن هناك مناطق بالجزائر تخصصت في هذا المجال، والمطلوب تشجيع هذه المبادرات. ❊ س / كيف تقيمون نشاط الجزائر كعضو بارز في منظمة "الفاو"؟ ❊ ج / في حقيقة الأمر، المنظمة باشرت في تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع عبر عدد من دول العالم، وفي كل مرة نجد قبولا من الطرف الجزائري للمشاركة في تنفيذ المشاريع وتبادل الخبرات والتجارب مع باقي الدول. والجدير بالذكر أن المساعدة التي تقترحها "الفاو" للدول التي تعاني من الفقر والمجاعة تعتبر مرافقة تقنية لعدد من المشاريع المقترحة للنهوض بالقطاع الفلاحي، وذلك بسبب صعوبة إيجاد تمويل مالي للمعدات والتجهيزات التي تدخل في مجال الرفع من المردود الفلاحي. أما فيما يخص علاقة الجزائر بالمنظمة فهي محددة وفق خطة عمل مسبقة مبنية على طلبات القطاع الفلاحي، وآخر خطة تم تحديدها تعود لسنة 2015، تمتد لأربع سنوات تم إعدادها من طرف أكثر من 80 خبيرا متخصصا، وهو ما يدخل في إطار تعاون استراتيجي واعد يتطلب العديد من الإمكانيات لإعداد برامج ومشاريع تساعد على تكوين سواعد بشرية قابلة للتنفيذ من طرف المنظمة أو من قبل أي شريك. س/ فيما تتمثل المشاريع الجديدة التي تربط الجزائر بالمنظمة؟. ج/ من بين أهم المشاريع التي هي الآن في طور التنفيذ هناك مشروع يخص حرائق الغابات، وتربية الأحياء المائية، بالإضافة إلى التحضير لإطلاق مشاريع حول التنمية الريفية المتكاملة بمنطقة البيبان وثنية النصر ببرج بوعريريج وإغيل أعلي ببجاية، حيث تم الانتهاء من إعداد مسودة المشروع التي أرسلت للوزارات المعنية لاعتماده، علما أن المنظمة ساهمت ب80 ألف دولار لإعداد هذه المشاريع التي سيكون لها في بداية الأمر طابع مصغر على أن توسع تماشيا وأولويات المناطق وطلبات السكان. كما هناك مشروع إعداد استراتيجية وطنية حول المكننة الزراعية، وآخر يخص تحسين نوعية زيت الزيتون لتحول إلى زيت طبيعي، وهو ما يدخل ضمن تحضيرات الجزائر للشروع في تصدير المنتوج تحت علامة "منتوج جزائري"، بالإضافة إلى مشروع آخر يخص تقليص تبذير المياه في المستثمرات الزراعية تحت اسم "ترشيد استعمال المياه في السقي"، كون السقي اللاعقلاني من شأنه رفع ملوحة التربة. من جهة أخرى ترافق "الفاو" وزارة الفلاحة لإصدار المراسيم التنفيذية بخصوص قانون التوجيه الفلاحي. ❊ س/ وماذا بخصوص مرافقة الجزائر لإعداد الإحصاء الفلاحي؟. ❊ج/ المشروع تم إطلاق المرحلة الأولى منه، وينتظر حاليا توفير الدعم المالي، لأنه كان من المفترض أن تموله الجزائر بالنظر إلى طبيعة المرافقة التقنية، غير أن الأزمة الاقتصادية الحالية حالت دون إطلاق المشروع. سنتصل بوزارة الفلاحة لإعادة فتح الملف بالنظر إلى أهميته، كون "الفاو" أشركت في إعداده خبراء رفيعي المستوى من روما ويتوقع أن يكون نموذجا كونه لأول مرة يتم فيه توسيع التحقيقات للبلديات والقرى والمداشر للاطلاع على انشغالات السكان. من جهة أخرى أود التذكير أنه بالإضافة إلى هذا المشروع الهام، هناك مرافقة تنقية من طرف المنظمة لإعداد تحقيق حول "تبذير المنتجات الغذائية" بالتنسيق مع وزارة التجارة لإطلاق حملة تحسيسية لترشيد استهلاك المواد الغذائية. ❊ س/ أين هي نبتة الكينوة التي تم اقتراحها من طرف المنظمة لاستخلاف القمح؟. ❊ ج/ الجزائر تعتبر من بين الدول التي نجحت فيها تجارب زراعة نبتة الكينوة، في مرحلة أولى تم اختيار بعض المستثمرات الفلاحية التي زرعت فيها النبتة وأعطت مردودا فلاحيا متميزا، وفي مرحلة ثانية جلبنا أصنافا جديدة من النبتة لتحديد إنتاجية كل نوع، كما جلبنا عتادا عصريا لزراعة البذور للتجريب كمساعدة تقنية. منظمة "الفاو" لجأت إلى تشجيع الدول العربية على استبدال القمح والأرز بنبتة الكينوة التي تتم زراعتها بكميات كبيرة في أمريكا اللاتينية، وذلك بالنظر إلى مقاومتها للطبيعة وارتفاع مردودها الزراعي مقابل انخفاض تكاليف الإنتاج. وجعلنا سنة دولية للكينوة منذ 3 سنوات، وكانت الجزائر من بين الدول السباقة لتجربة زراعة هذه النبتة مع تنظيم ورشة دولية سنة 2014 لتعريف بها. ويعود اهتمام الجزائر بالكينوة إلى كونها تتأقلم مع ظروف الجفاف، وهي تشبه القمح في نوعية البروتينات وتعد غذاء كاملا، وتتحمل ارتفاع درجة الملوحة، وتوصف كثيرا للأشخاص المصابين بالحساسية لمادة النخالة. وينتظر خلال الأيام القليلة القادمة إطلاق دراسة اجتماعية تخص المستهلك لإعلامه بأهمية النبتة. ❊س/ هل تظنّون أن الكينوة ستكون السبيل نحو تقليص فاتورة استيراد القمح بالجزائر؟. ❊ج / أكيد، نحن نعمل بالتنسيق مع وزارة الفلاحة لإعلام الفلاحين بوجود بدليل عن القمح الصلب يمكن زراعته عبر كل المستثمرات الفلاحية بغض النظر على طبيعة المنطقة وملوحة التربة، وهو المنتوج المجرب اليوم عبر 8 مزارع نموذجية. كما ستسهر "الفاو" من خلال الاتفاق المبرم مع وزارة الفلاحة مع بداية السنة على توفير دعم مالي وتقني لعدد من المعاهد الزراعية الجزائرية لمواصلة التجارب بخصوص زراعة هذه النبتة. ❊س/ في اليوم العلمي للتغذية أوليتم اهتماما للفلاحة العائلية، كيف ترون هذا الطابع الفلاحي بالنسبة للجزائر؟. ❊ج / الزراعة على مستوى العائلة مهمة للحفاظ على الأمن الغذائي، خاصة إذا علمنا أنها توفر 80 بالمائة من المنتوج الفلاحي عبر العالم، البقية توفرها الزراعة الكبيرة، هي ليست زراعات تقليدية غير منتجة لأنه يمكن عبر الإرشاد رفع مردود الإنتاج عند هؤلاء الفلاحين عن طريق استغلال الخبرة في تسيير المشاريع، وهو ما يسمح لهم بالتحول من فلاحين صغار إلى مستثمرين كبار. ونحن رافقنا تدريب العديد من المرشدين الفلاحيين، مع اقتراح استراتيجية تمتد لثلاث سنوات للرفع من كفاءات الفلاحين. بالمقابل تم إشراك الجزائر في عدة مشاريع إقليمية مقترحة من طرف "الفاو" منها ما يتعلق بالعمل في الوسط الريفي وآخر حول النمو الأزرق للرفع من قدرات الصيد البحري تربية المائيات. ❊س/ ما هي التظاهرات التي سيتم تنظيمها عما قريب بالجزائر؟. ❊ج/ من خلال العمل التوعوي والمرافقة الدائمة لبرامج وزارة الفلاحة اكتشفنا عزوف الفلاحين عن إنتاج كل أنواع البقوليات، لذلك قررنا هذه السنة الاحتفال باليوم العالمي للبقوليات، بالنظر إلى مساهمتنا في الأمن الغذائي، وأبلغنا الوزارة لتنظيم عدة تظاهرات لتشجيع الفلاحين على إنتاج كل أنواع البقوليات بالنظر إلى أهميتها في تحقيق الأمن الغذائي. ❊س/ علمنا مؤخرا أن الجزائر ستشارك بخبرائها في تطوير القطاع الفلاحي بإحدى الدول الإفريقية ؟ ❊ج/ تم انتقاء مؤخرا أربعة خبراء جزائريين يشتغلون بوزارة الفلاحة للتنقل إلى الطوغو في إطار التعاون "جنوب - جنوب"، وذلك للعمل لمدة سنتين كمستشارين ل"الفاو" بالمنطقة لتدعيم مجال تربية الحيوانات وعقلنة استعمال الموارد المائية في السقي. وتعتبر هذه أول مرة يتم فيها قبول طلب انتقاء خبراء جزائريين تم تكوينهم من طرف الفاو بالجزائر للعمل كمستشارين، مع العلم أننا أرسلنا قائمة تضم 20 خبيرا ليتم اختيار ثلاثة رجال وامرأة سيسافرون قبل حلول شهر رمضان إلى الطوغو.