قررت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، تجريب زراعة نبتة الكينوا، بمرافقة تقنية من منظمة التغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، التي قررت هذه السنة مساعدة حكومات ثماني دول عربية لتجربة زراعة ما يصطلح على تسميته "الحبة العجيبة" للمساهمة في تحسين الأمن الغذائي ومكافحة الفقر، وحسب مدير التكوين والبحث والإرشاد بوزارة الفلاحة، السيد غزلان الوردي، فإن قرار تعميم زراعة هذه النبتة سيعود للباحثين والخبراء الجزائريين الذين سيجربون زراعتها بالمعاهد المتخصصة التابعة للوزارة. عرف ممثل "الفاو" بالجزائر، السيد نبيل عساف، أمس، نبتة الكينوا بالعشبة التي تزرع في الهضاب العليا لأمريكا الجنوبية منذ أكثر من 5 آلاف سنة معروفة بكونها من نفس فصيلة السبانخ والبنجر، تحتوي على الأحماض الأمينية وخالية من الغلوتين كما تتوفر على كميات كبيرة من الفيتامينات والكالسيوم، يمكن أكل أوراق النبتة على شكل سبنانخ والجذور يتم تجفيفها وطحنها لتضاف إلى الأرز والدقيق لصناعة العجائن. نظرا لأهمية النبتة -يقول السيد عساف- قررت هيئة الأممالمتحدة سنة 2013 اختيار شعار "السنة العالمية للكينوا" بهدف تعريف الدول السائرة في طريق النمو بأهمية النبتة وقدرتها على مكافحة الفقر والسهر على ضمان الأمن الغذائي، ليتم مع بداية السنة اختيار ثماني دول من شمال إفريقيا والشرق الأوسط لتجربة النبتة ويتعلق الأمر بكل من الجزائر، مصر، العراق، إيران، لبنان، موريطانيا، السودان واليمن، ولعرض المشروع نظمت ورشة تدوم يومين بالجزائر بحضور ممثلين عن الدول المختارة للحصول على معلومات دقيقة حول طريقة زراعة النبتة وخصوصياتها مع تقديم أطباق مصنوعة من الكينوا للتعرف على ذوقها. وقد أشرف مدير التكوين والبحث و الإرشاد بوزارة الفلاحة على افتتاح أشغال الورشة، حيث أكد باسم وزير القطاع أهمية تطوير العلاقات بين دول "جنوب- جنوب " لتبادل الخبرات والبحوث في مجال الزراعة وتنويع المنتجات الفلاحية بما يتماشي والطبيعة الجغرافية للتربة والمناخ بالجزائر، مشيرا إلى أن مواصفات "الكينوا" التي يمكن زراعتها بالمساحات الزراعية التي تقع بين مستوى 0 مع البحر وإلى غاية 4 آلاف متر فوق سطح البحر وتأقلمها مع درجات الحرارة التي تتراوح بين (-8) و(+ 54) ستكون الحل الأمثل للجزائر لتدعيم السد الأخضر ومكافحة التصحر من جهة وتنويع المنتجات الفلاحية بما يتماشي واستراتيجية الوزارة التي تراهن على ضمان الأمن الغذائي. من جهتها أكدت المديرة الفرعية المكلفة بالبحث بوزارة الفلاحة، السيدة حمانة مليكة قريشي، اختيار معاهد خاصة بالبحث بكل من بسكرة وسعيدة لتجربة زراعة بذور النبتة التي سيتم جلبها بدعم من "الفاو"، كما يتوقع إرسال خبراء لمرافقة الباحثين الجزائريين في مراقبة نمو "الكينوا" بالجزائر وكيفية تأقلمها مع نوعية التربة، مؤكدة أنه لا يمكن إتخاذ قرار تعميم زراعتها إلا عند الانتهاء من كل مراحل التجريب والتأكد من عدم حدوث انعكاسات سلبية على المواصفات العضوية للتربة. وفي رد السيد عساف على سؤال ل«المساء" حول سبب تأخر "الفاو" في تعميم زراعة الكينوا بعد اعتمدها "نبتة السنة " في 2013، أكد أن "الفاو" نظمت السنة الفارطة عدة ندوات ودورات للتعريف بالكينوا، ليتم في مرحلة ثانية إعداد مشاريع بالتنسيق مع عدة دول لتدعيمها بالبذور ومرافقتها تقنيا وهو ما تطلب الكثير من الوقت.