الحكومة تخطط للاستغناء عن القمح الفرنسي بحبوب الكينوا تخوض الجزائر اليوم تجربة جديدة في قطاع الفلاحة لتحقيق الأمن الغذائيو تتمثل في زراعة نبات الكينوا المعروف بقيمته الغذائية الكبيرة في مكافحة الجوع، حيث تخطط الحكومة لاستغلاله كبديل للقمح وحل لتقليص فاتورة الاستيراد التي تكلف الخزينة العمومية ملايير الدولارات سنويا. افتتحت أمس بالجزائر العاصمة ورشة إطلاق مشروع جهوي للمراقبة التقنية لإدخال ومأسسة نبتة الكينوا في الجزائرو وتضم ثماني دول هي الجزائررإيران رلبنان رموريتانيا رالعراق رمصر رالسودان واليمن، ونظمت هذه الورشة من طرف منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة. وفي هذا الصدد، أكدت المديرة الفرعية للبحث بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، مليكة فضيلة حمانة، على هامش الورشة، أن الجزائر ستقوم بزراعة نبات الكينوا المعروفة ب”الحبوب العجيبة” في المحطات التجريبية التابعة لمعاهد وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في كل من ولاية بسكرة وتيارت وسطيف ومدينة عين السخونة ولاية سعيدة، منوهة إلى أن اختيار المناطق ليس اعتباطيا ولكن لتجربة مدى تكيف النبات مع مختلف أنواع الأتربة وكذا مختلف الظروف المناخية، وقالت المتحدثة ذاتها أن المعروف عن نبات الكينوا أنه يتأقلم في أكثر الأتربة ملوحة وكذا في المناطق شديدة الحرارة وتنمو حتى على ارتفاع 4000 متر فوق سطح الأرض. وتهدف هذه الورشة، حسب حمانة، لتنسيق نشاطات مختلف الدول في تجريب الكينوا، وكذا برمجة مختلف النشاطات التجريبية والتكوين والإرشاد، وكذا للاستفادة من الخبرات التي توصلت إليها الدول الأخرى على غرار إيران التي تمتلك خبرة تفوق الأربع سنوات، في حين كشفت المسؤولة ذاتها أن منظمة التغذية والزراعة التابعة لمنظمة الأممالمتحدة ستمول المشروع بنصف مليون دولار. ومن جهته، قال ممثل منظمة الفاو في الجزائر، نبيل عساف، أن الكينوا تعد غذاء متكاملا ولكن لم يتم إدخاله إلى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكدا أن الفاو تعمل على مساندة هذه الدول لزراعته والاستفادة من قيمته الغذائية الكبيرة، مشيرا إلى أن إعداد المشاريع يتطلب وقتا طويلا ودعاية كبيرة، وأكد عساف أنه لابد من المراقبة التقنية لكل دولة عن طريق خبراء، مشيرا إلى أن المكتب التقني ل”الفاو” بالقاهرة سيشرف على المشروع. وأوضح عساف أنه سيتم مستقبلا تعيين مستشار تقني لمتابعة المشروع، مضيفا أن المنظمة أعلنت سنة 2013 سنة الكينوا وقال مسؤول بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، أن نبات الكينوا لا يزال مجهول في الجزائر وشيئا جديدا يستدعي الدراسة، مشيرا إلى أنه حسب البحوث الخاصة التي أجراها حول هذه النبتة يمكن القول أنها تعوض القمح، وعليه تقلل من حجم الواردات الذي يتزايد سنويا نظرا للإقبال الداخلي الكبير. وتكمن أهمية هذه النبتة بالنسبة للجزائر حسب الخبراء في قدرتها على مقاومة مختلف الظروف المناخية القاسية كالجفاف وفقر التربة والملوحة، ولذا يمكن استعمالها ضد التصحر كون الكينوا تنمو في المناطق الجافة أين يمكن أن تقدم مردودا مقبولا في 100ملم من مياه الأمطار، والنمو في التربة المالحة التي تحتل مساحات شاسعة في الغرب والجنوب الجزائري.