كشف رئيس المجلس الشعبي الولائي، كريم بنور، أن ولاية الجزائر ستبرم في الأيام المقبلة اتفاقا للشراكة مع مجمع إسباني مختص في إشارات المرور والأضواء الملونة، للاستفادة من خبرته في إعداد مخطط نقل للعاصمة والتخفيف من حدة الاختناق المروري الذي لا يزال يشكل هاجسا بالنسبة للمواطنين والسلطات على حد سواء. وأوضح بنور في تصريح ل"المساء" أن المناقصة الخاصة بهذا المشروع انتهت وتم اختيار المؤسسة التي سيبرم معها عقد الشراكة في الأيام المقبلة، ويتعلق الأمر بمجمع إسباني مختص في الأضواء الملونة، الذي سيعمل بالشراكة مع المؤسسة الولائية المكلفة بالتسيير الحضري للنقل على مستوى الجزائر وشركة ولائية أخرى تعمل هي الأخرى في نفس المجال. وفي هذا الصدد، ذكر أن الشراكة بين الطرفين، تندرج في إطار مخطط المرور بالعاصمة، خاصة الإشارات المرورية والأضواء الملونة وتعميمها للوصول إلى أحدث التكنولوجيات، وإيجاد حلول ناجعة في أقرب وقت ممكن لمشكل الاختناق المروري الذي يميز أغلب طرق العاصمة الرئيسية منها والفرعية. وينتظر حسب مصدرنا تعميم نظام الأضواء الملونة المنظمة لحركة السير على مستوى كل طرق ولاية الجزائر، التي يواجه مواطنوها وزوارها معاناة مع الطريق، نتيجة لوضعية بعض الطرق والعدد الكبير من المركبات التي تعبرها يوميا متسببة في تفاقم الازدحام المروري، وهو ما يرجعه الكثير من الجزائريين والمسؤولين إلى انخفاض أسعار الوقود الذي جعل الكثير من أصحاب السيارات يتنقلون يوميا في الشوارع دون مبرر أو لقضاء حاجة بسيطة جدا. وتعرف طرق العاصمة تدفق آلاف السيارات يوميا، الوضع الذي يحدث اختناقا بها نتيجة تشبّعها، وعدم قدرتها على استيعاب المزيد من المركبات، ما جعل سلطات ولاية الجزائر ووزارة النقل تتخذ عدة إجراءات لتسهيل الحركة بها، منها تنويع وسائل النقل، على غرار السكة الحديدية، الترامواي، المترو، المصاعد الهوائية لتقليص استعمال المركبات وانعكاس ذلك بالإيجاب على حركة المرور. كما ستتسع شبكة المواصلات أكثر بالعاصمة، بعد فتح خط السكة الحديدية الرابط بين بئر توتة وزرالدة، مرورا ببلديات الدويرة والمعالمة، ما سيسمح بفك الضغط عن القاطنين بالجهة الغربية للعاصمة، موازاة مع تحويل المحطة المركزية لمنطقة الحراش، حيث سيربط القطار بين مختلف جهات العاصمة ببعضها. من جهة أخرى، عملت الوصاية على تعزيز هذا القطاع بنقل المسافرين عبر البحر، والشروع في إنجاز مواقف ذات طوابق جديدة، موزعة عبر عدة بلديات منها زرالدة، بئرتوتة، الرغاية، الأبيار، بئر مراد رايس والجزائر الوسطى، لإيجاد الحلول النهائية لمشكل المواقف، والسماح للمواطن بركن سيارته دون إحداث فوضى، فضلا عن مشاريع الطرق الاجتنابية والمزدوجة الجاري إنجازها بولاية الجزائر في إطار المخطط الاستراتيجي لتهيئة العاصمة، من أجل تسهيل حركة المرور عبر العديد من المحاور، حسبما أكده الوالي عبد القادر زوخ في وقت سابق.