حميد بن عمرة، واحد من المخرجين الجزائريين المغتربين الذين تمكنوا من فرض أنفسهم في عالم السينما من خلال إنجازه للعديد من الأعمال القيمة التي وظف فيها الأرشيف والرواية، معتمدا على نفسه في التمويل والإنتاج وحتى التوزيع. «المساء" التقت به بمناسبة عرضه فيلمه الوثائقي "هواجس الممثل المنفرد بنفسه" بمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، وأجرت معه هذه الدردشة القصيرة. حدثنا عن مشاركتك في هذه الطبعة من مهرجان وهران للفيلم العربي؟ إنها أول مشاركة لي في هذا المهرجان الذي أصبحت له سمعة كبيرة في الوطن العربي، لقد تقدمت بعملي هذا مثل غيري من المخرجين والحمد لله أن حاباني الله و وفقت في المشاركة بعد قبول العمل من طرف لجنة الانتقاء. وماذا عن أجواء المنافسة؟ لا تعني لي المنافسة الكثير، بل كل ما يهمني، عرض فيلمي على الجمهور والالتقاء به ثم الكتابة عنه من طرف مختلف وسائل الإعلام. الفيلم تم إنجازه بتمويل بسيط جدا وتم إنتاجه في ظروف صعبة وهذا في حد ذاته بالنسبة لي مهم جدا. حدثنا عن فيلمك الذي تشارك به في مسابقة المهرجان؟ فيلم "هواجس الممثل المنفرد" شاركت به في سبعة مهرجانات واعتمدت فيه على ما لا يقل عن 20 بالمائة من الأرشيف الوثائقي الخاص بالممثل محمد أدار. و رغم أن تصنيف الفيلم جاء في خانة الأفلام الوثائقية إلا أنه ذو صبغة روائية يعتمد على هاجس الفكر وحلم اليقظة. كما يروي العديد من القصص المختلفة في آن واحد انطلاقا من المشوار المتميز للفنان محمد أدار في بداية الستينيات عندما بدأ التمثيل المسرحي. ولعلمكم لأول مرة يقوم الفنان محمد أدار بأداء دور رئيسي في فيلم، لأن أعماله السابقة كانت كلها عبارة عن أدوارا ثانوية لا تعبر تماما عن طموحاته و لا حتى عن قدراته التمثيلية. ما هي مدة تصوير الفيلم؟ قد لا تصدق إن قلت لك بأن مدة إنجاز هذا الفيلم أخذت منا جميعا وقتا كبيرا، لقد استغرق منا العمل سبع سنوات لإتمامه وعرضه على الجمهور في سبع مهرجانات دولية والحمد لله أن الفيلم ترك انطباعا جيدا حيثما عرضناه. لماذا استغرق إنجاز الفيلم سبع سنوات كاملة؟ للأسف الشديد هذا هو الواقع ولا نملك إلا أن نتعامل معه كما هو إن أردنا العمل. ما هي الجهة التي تلجأ إليها لتمويل أعمالك؟ لقد قمت بتمويل كل الأفلام التي أخرجتها بفضل العلاقات الخاصة بي و بالتعاون مع بعض الأصدقاء الأوفياء الذين يؤمنون بالعمل الذي نقوم به، والحمد لله أنهم لم يبخلوا علينا ولم يخذلوننا أبدا كلما قصدناهم. ماهي توقعاتك من هذا المهرجان؟ صحيح أننا تقدمنا إلى المهرجان من أجل التعريف بأعمالنا أكثر والاحتكاك والتعلم، غير أن ما أنتظره شخصيا هو استمرار حب الجمهور وعدم الانفصال عنه والعمل معه لأنني أؤمن بأن السينما هي الإبداع المتواصل والمستمر وأن الواقع هو أكبر مدرسة في حياة الإبداع.