دعا وزير الثقافة، السيد عز الدين ميهوبي، رفقة المخرج والمنتج بشير درايس، إلى مساهمة رجال الأعمال والمؤسسات التابعة للقطاع الخاص في تمويل النشاطات الثقافية، مضيفا أن قطاع الثقافة مثله مثل القطاعات الأخرى مسه التقشف، في حين أكد المخرج بلقاسم حجاج على ضرورة أن لا تمس الأزمة الاقتصادية، الثقافة، لأن هذه الأخيرة هي أساس لحمة كل مجتمع. واعتبر وزير الثقافة خلال اللقاء الذي نظمه، أمس، بقصر الثقافة للإعلان عن تكفل وزارة الثقافة رفقة وزارة المجاهدين بتمويل 20 من المائة المتبقية من قيمة إنتاج فيلم "العربي بن مهيدي"، بأنه تم توكيل مهمة الإنتاج السينمائي لمؤسسة واحدة، معلنا في السياق ذاته عن دمج وكالة الإشعاع الثقافي في ديوان رياض الفتح حيث ستشكل ذراعه الثقافي. بالمقابل، كشف وزير الثقافة عن وضع سياسة سينمائية على مدار سنتين، تمس عدة نقاط وهي: إعادة هيكلة مؤسسات القطاع من خلال دمجها في مؤسسة واحدة، وهذا للتقليص من النفقات. وكذا استرجاع قاعات السينما بتطبيق القانون في هذه المسألة الذي صدر سنة 2013 وكذا العمل على إعادة تهيئتها وترميمها من خلال الاتفاق مع مؤسسات خاصة جزائرية أو أجنبية. وفي هذا السياق، قال وزير الثقافة إنه تم الاستعانة بخبراء فرنسيين وأجانب حول استغلال قاعات السينما، حيث تم تداول فكرة تشكيل "دوبلاكس"، بتقسيم القاعات الكبيرة إلى ثلاثة فضاءات، كل واحد يضم 150 مقعدا وتجهيزها بأحسن المعدات. وأضاف الوزير أنه تم أيضا التفكير بجدية في مسألة التكوين، التي قال إنها ستنطلق الخريف المقبل وتمس كل مجالات قطاع الفن السابع وهذا بالاستعانة بخبرات جزائرية وأجنبية، ليعود ويؤكد على تكفل الوزارة بانشغالات مخرج فيلم "العربي بن مهيدي" الذي توقف تصويره بعد انجاز 80 بالمائة منه بسبب عجز في الميزانية، معلنا عن تقديمه أمام الجمهور بمناسبة مرور 60 سنة على استشهاده. كما دعا مرة أخرى، رجال الأعمال للمساهمة في قطاع الثقافة والتأكيد على كل التسهيلات التي سيجدونها في ذلك. وأكد الوزير على ضرورة غرس ثقافة الدفع للمواطنين فيما يتعلق بالنشاطات الثقافية، مشيرا إلى أن الوزارة تسعى إلى تقديم أفضل النشاطات بالمقابل على المواطن أن يدفع حق التذكرة، لأن عصر الثقافة المجاني قد ولى، مشيرا إلى انسحاب وزارة الثقافة من تمويل الأفلام التي تتطلب ميزانية كبرى، مضيفا أنه مستقبلا ستساهم بنسبة لا تزيد عن مليار ونصف المليار سنتيم، وأنها ستعمل على مساعدة المخرجين الشباب. من جهته، ثمن مخرج فيلم "العربي بن مهيدي" خطوة وزارتيّ الثقافة والمجاهدين في تمويل ما تبقى من احتياجات الفيلم الذي توقف التصوير به منذ أزيد من ستة أشهر، مضيفا أنه من الضروري أن يقوم رجال الأعمال بالتمويل والاستثمار في الثقافة ولن يعرضهم ذلك إلى الإفلاس. بالمقابل، تم في هذا الفيلم الذي كتبه خمسة كتاب تناولوا 22 سنة من حياة العربي بن مهيدي، كما تم تصوير المشاهد الخارجية بتونس نظرا لعدم وجود مدينة في الجزائر تشبه بسكرة في سنوات الثلاثينات. أكد درايس أن ميزانية الفيلم لم تتجاوز ثلاثة ملايين أورو وهو ما اعتبره ميزانية ضعيفة مقارنة بفيلم بوشارب، "الخارجون عن القانون" الذي تطلب 22 مليون أورو. أما بلقاسم حجاج فأكد على أهمية أن لا تمس الأزمة الاقتصادية ، قطاع الثقافة، مضيفا أن هذه الأخيرة هي التي تشكل لحمة المجتمع ولا يجب مسها أبدا.