طالبت جبهة البوليزاريو أمس من الحكومة الاسبانية تحمل مسؤولياتها التاريخية إزاء النزاع في الصحراء الغربية من خلال استكمال مسار تصفية الاستعمار في هذا الجزء المحتل من العالم. وجاءت هذه الدعوة على لسان بوشراية بيون ممثل جبهة البوليزاريو في مدريد خلال افتتاح أشغال الجمعية العامة الثالثة لتنسيقية جمعيات التضامن والصداقة مع الشعب الصحراوي تحت شعار " لننظم أنفسنا بشكل أمثل من أجل استقلال الصحراء الغربية" بمدينة سويداد ريال في جنوب العاصمة مدريد. وقال المسؤول الصحراوي إننا "نطلب ببساطة من إسبانيا احترام الشرعية الدولية واستكمال مسار تصفية الاستعمار بعد مضي 31 سنة في هذا الإقليم الذي كانت قد احتلته آنفا". وأعرب عن أسفه كون إسبانيا ترفض القيام بدور بارز في مسار تصفية الاستعمار تاركة زمام المبادرة لبلدان كفرنسا أو الولاياتالمتحدة والتي تساهم بشكل أو بآخر في إطالة أمد النزاع. واعتبر بوشراية بيون أن الغموض الذي يشوب التصريحات الرسمية لمختلف المسؤولين الاسبانيين يشجع المحتل المغربي على التمسك بمواقفه المتصلبة وبمخططه للحكم الذاتي كحل وحيد لهذا النزاع. وليست هي المرة الأولى التي تطالب فيها جبهة البوليزاريو اسبانيا بتحمل مسؤولياتها التاريخية للتوصل إلى تسوية عادلة ونهائية للنزاع الصحراوي الذي دخل عقده الرابع. غير أن المطلب الصحراوي لم يلق أذانا صاغية من قبل الحكومات الاسبانية المتعاقبة بما فيها حكومة خوسي لويس رودريغاز ثباتيرو التي اتخذت موقفا منحازا الى جانب الطروحات المغربية. وعلى نقيض الموقف الرسمي الاسباني من القضية الصحراوية فان مختلف فعاليات المجتمع المدني الاسباني تواصل حملاتها وأنشطتها التضامنية مع الشعب الصحراوي وحقه في تقرير مصيره وفق مبادئ الشرعية الدولية. وفي هذا السياق احتضنت مدينة إشبيليا في جنوباسبانيا أول لقاء تضامني مع الشعب الصحراوي بمشاركة عدة شخصيات صحراوية ودولية إلى جانب ممثلي عدة جمعيات تناضل من أجل الحق في تقرير المصير في الصحراء الغربية. ويهدف هذا اللقاء الذي افتتحت أشغاله نهاية الأسبوع والذي تنظمه الجمعية الإسبانية الصحراوية "صمود" والمجلس الإسباني للدفاع عن التضامن والسلم وبلدية إشبيليا إلى "تعزيز دعم القضية الصحراوية على أساس الحق الثابت في تقرير المصير. وناقش المشاركون عدة مواضيع تتعلق بتاريخ النزاع والوضع الراهن على ضوء القانون الدولي ومستجدات الساحة الدولية بعد مفاوضات منهاست التي جرت بين جبهة البوليزاريو والمغرب. كما تمحورت النقاشات حول الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية و"انتفاضة" السكان الصحراويين ضد الاحتلال المغربي وتقديم شهادات حول الظروف المعيشية في مخيمات اللاجئين. من جانبه قدم الممثل السابق لجبهة البوليزاريو في اسبانيا والسفير الصحراوي الحالي بالجزائر إبراهيم غالي مداخلة حول "الوضع السياسي الدولي بعد مفاوضات منهاست" .