تمكن مجددا البطل العالمي الجزائري في رياضة الرفع بالقوة الشاب محمد بوعافية من افتاك ميدالية ذهبية جديدة إلى جانب ميداليتين فضيتين في اختصصات الرفع بالقوة من مدينة تكساس الأمريكية، لتضاف بذلك إلى سلسلة النجاحات التي حققها بطل العالم لأكثر من مرة في هذا الاختصاص والذي من شأنه رفع العلم الوطني عاليا خلال احتضان وهران لفعاليات الألعاب المتوسطية سنة 2021، لما لهذه الرياضة من أبطال لا زالوا يشرّفون الجزائر ويرفعون العلم الوطني عاليا خلال كل مشاركة، وقد كان لنا حوار خاص مع البطل العالمي محمد بوعافية. المساء: حقّقت الكثير من الألقاب خلال مشوارك الرياضي فما هي أهم إنجازاتك؟ بوعافية: تحصلت على المرتبة الثالثة إفريقيا بليبيا سنة 2007، ثم بطل عربي سنة 2008 بدولة لبنان ثم بطل إفريقيا ل5 مرات، كما تحصلت مرتين على المرتبة الثالثة عالميا سنة 2008 بالهند وسنة 2009 بجنوب إفريقيا. كما تحصلت على 5 مرات بطلا للعالم في الاختصاص وذلك سنة 2012 بمدينة ستوكهولم، حيث حزت على 4 ميداليات ذهبية و2013 بروسيا و 2014 بجنوب إفريقيا ثم سنة 2015، حيث تحصلت على 3 ذهبيات بفنلندا ومؤخرا ميدالية ذهبية وفضيتين بمدينة تكساس الأمريكية. كيف التحق بوعافية بهذه الرياضة؟ الحقيقة أن والدي كان رياضيا، حيث كان مدربا لرياضة الوتور بولوا "كرة الماء" وهو ما شجّعني على ممارسة الرياضة تم انتقلت بعدها لممارسة كرة القدم كحارس في نادي ميكانيكية بلكور سابقا تم جمعية وهران، غير أنه وخلال التدريبات كنت أشاهد التدريبات البدنية داخل القاعات فأعجبت بهذه الرياضة وتعلّقت بها ومنها دخلت ممارسة رياضة الرفع بالقوة كهاو سنة 1991، إلى غاية مشاهدتي من طرف مختصين رؤوا فيّ الموهبة، حيث شاركت في عدة بطولات محلية ودخلت أول بطولة وطنية وتحصلت على المرتبة الثالثة بولاية باتنة، وبعدها التحقت بأول فريق وطني سنة 2006 وشاركنا في عدة مواعيد عربية وقارية وعالمية. المساء: وماذا عن الفريق الوطني الذي لا يعلم عنه الجزائريون الكثير؟ بوعافية: فعليا الفريق الوطني غير معروف والرياضة ليس لها اهتمام إعلامي، حيث أننا وخلال عودتنا بألقاب عالمية لا نجد إعلاميين في استقبالنا، علما بأن اتحادية الحمل بالقوة هي الوحيدة التي لها ألقاب عالمية كثيرة فلا توجد أي اتحادية رياضية بالجزائر حصلت على الألقاب التي تحصل عليها رياضيو الرفع بالقوة، ونحن ننتظر إدراج هذه الرياضة ضمن الألعاب الأولمبية لنؤكد بأنها الرياضة التي ستعلي الراية الوطنية في سماء الألعاب الأولمبية مستقبلا، ونحن في انتظار إدراج هذه الرياضة ضمن الألعاب الأولمبية. المساء: ولكن المشكل المطروح في هذه الرياضة يتمثل في التكوين فلا وجود لجمعيات مختصة ولا اهتمام بها؟ بوعافية: توجد جمعيات في الميدان على سبيل المثال بولاية وهران، حيث تأخذ سنويا أموالا للدعم ولكن هذه الجمعيات لا تكوّن ولا تقدم الكثير لهذه الرياضة، والاتحادية الجزائرية تقوم دوريا بدورات تكوينية بالخارج وبالجزائر حيث تم إجراء تكوينات بولايات تيبازة ووهران والعاصمة، وأنا على استعداد لمنح تجربتي لكل من أراد ممارسة هذه الرياضة. المساء: ماذا عن آخر بطولة شاركت فيها؟ أخر بطولة شاركت فيها كانت بأمريكا والتي تعد المسيطرة على هذه الرياضة ولا يخفى عليكم بأنّي بطل العالم في الاختصاص منذ 4 سنوات وأعتقد أن الأمريكان يرفضون أن يكون جزائري وعربي يحتل المرتبة الأولى وقد تنقلت لأمريكا قبل شهر ونصف من البطولة وقد تعرضت لإصابة ولكن بفضل الاتحادية تمكنت من التعافي وقد كانت البطولة في شهر رمضان، و الحمد لله تحصلت على المرتبة الأولى في اختصاص واحد إلى جانب ميداليتين فضيتين من أصل 4 اختصاصات موجودة بهذه الرياضة وقد حملت هذه السنة 360 كلغ بعد أن كنت حملت السنة الماضية 365 كلغ ورقمي القياسي عربي وإفريقي، كما أنه الرقم العالمي في الأساتذة "ماستر 1" والثاني بعد الرقم القياسي العالمي البالغ 372 كلغ والذي سأحطمه بإذن الله العام المقبل. المساء: وماذا عن المنافسات المقبلة؟ بوعافية: سطرت الرابطة الولاية للجزائر العاصمة، مسابقة الجائزة الكبرى التي ستكون بالعاصمة ثم تليها الدورة الكبرى بإسبانيا مطلع شهر سبتمبر، لتليها المشاركة يوم 25 أكتوبر بجنوب إفريقيا في بطولة عالمية سيشارك فيها 17 رياضيا جزائريا، كما ستعرف سنة 2017 تنظيم البطولة العالمية الكبرى بدولة بلروسيا شهر جوان، وقد شرعت في التحضيرات وهي البطولة التي ينتظرها كل الرياضيين في الاختصاص. وهل يضم هذا التخصص العنصر النسوي؟ بوعافية: يوجد العنصر النسوي من ممارسات الرياضة وهن بطلات إفريقيا و لكن لا زلن لم يبلغن العالمية، ولكن أتوقع لهنّ الوصول إلى العالمية من أبوابها الواسعة. المساء: ما هي أحسن وأسوء ذكرى لدى محمد بوعافية؟ بوعافية: أحسن ذكرى هي حصولي على 4 ميداليات ذهبية بمدينة ستوكهولم سنة 2012، كما أن هذه الذكرى تعود إلى ذهني لأنّي قمت بالتحضير والسفر إلى ستوكهولم بأموالي الخاصة وكانت الإرادة سببا في نجاحي بمساعدة بعض الأصدقاء وقد قمت بتربص بحاسي مسعود للتحضير لذلك الموعد، وهي أول مرة يحصل فيها رياضي على هذه الميدليات دفعة واحدة ولازلت صاحب الرقم القياسي محليا. وأسوء ذكرى كانت يوم وصولي للجزائر وأنا أحمل الميداليات حيث لم أجد أي شخص في انتظاري فلا إعلام و ا مسؤولين ما عدا بعض الأصدقاء ولكن ذلك لم يمنعني من مواصلة المشوار لأني مقتنع بأن جائزتي الكبرى هي أني شرّفت الجزائر ورفعت العلم الوطني عالميا. وأعتقد بأن النجاح يكون بالعمل وحده ولا شيء يصنع الرياضي سوى الإصرار والتمرن المتواصل، كما أنصح أصحاب قاعات كمال الأجسام بتجنب بيع المنشطات لأن الشباب حاليا يسعى لصناعة أجسام متكاملة في مدة قصيرة، وأنا أمارس هذه الرياضة منذ 22 سنة ولم أحصل على بطولة عالمية سوى بعد مرور 12 سنة من الممارسة لذلك أنصح بتجنّب تناول المنشطات. كلمة أخيرة؟ أتمنى المشاركة في دورة ألعب البحر الأبيض المتوسط التي ستقام بمدينة وهران، وحلمي الوحيد أن أحقق الذهب وأرفع علم الجزائر بأرض الجزائر عاليا.