تعرف ولاية بجاية خلال موسم الاصطياف إقبالا كبيرا للسواح الذين يقصدون المناطق الشرقية الساحلية على غرار تيشي، أوقاس، ملبو وغيرها من أجل قضاء عطلهم السنوية، وهو ما يجعل التجار يتعمدون تغيير سلوكاتهم التجارية برفع أسعار مختلف المواد الاستهلاكية والسلع خلال فصل الصيف أمام استياء المواطنين الذين يتساءلون عن الأسباب التي تجعل التجار يقدمون على هذه الخطوة خلال موسم الاصطياف. خلال جولة ببعض المناطق الساحلية الشرقية على غرار تيشي وأوقاس، وقفنا على ارتفاع بعض أسعار المواد الاستهلاكية على مستوى المحلات التجارية بنسبة تتراوح من 20 إلى 100 بالمائة وهذا لأسباب تبقى مجهولة، فرغم أن أصحاب المحلات التجارية يفضلون عدم إشهار أسعار مختلف السلع خوفا من دوريات المراقبة التي تقوم بها فرق مديرية التجارة للولاية خلال هذا الصيف، إلا أن العديد من السواح والمواطنين الذين التقيناهم عبّروا عن انزعاجهم من الأسعار المعتمدة من طرف التجار خاصة المواد الاستهلاكية، مؤكدين أن قارورات ماء بسعة 1.5 لتر تباع خلال الأيام العادية ب 60 دج، كما عرفت أسعارا الجبن ومشتقاته زيادة تقدر ب 30 بالمائة مقارنة بالأيام العادية، فيما تعرض المشروبات الغازية بأسعار غالية غير التي تعتمد من طرف الموزعين والتي ينص عليها قانون التجارة. ارتفاع الأسعار لم يقتصر فقط على المواد الاستهلاكية لكن مس اللحوم وغيرها، حيث لاحظنا خلال استطلاعنا أن أصحاب المطاعم الموجودة بالمناطق الساحلية يستغلون الإقبال الكبير للسواح خلال هذه الفترة من أجل الزيادة في الوجبات التي تقدم للزبائن والمواطنين دون مراعاة القوانين وهو ما انتقده العديد من المصطافين. ما يلفت الانتباه بالمناطق الساحلية خلال موسم الاصطياف، أن العديد من التجار وأصحاب المطاعم لا يحترمون شروط النظافة، حيث أن السلع تعرض بطريقة عشوائية وغالبا ما تكون معرضة لأشعة الشمس، كما أن أصحاب المطاعم غالبا ما يفكرون في جمع المال دون احترام القوانين المعمول بها إذ أن ظاهرة ارتفاع الأسعار على مستوى بعض البلديات الساحلية ببجاية جعلت العائلات والسواح يعزفون عن التنقل إليها في السنوات الأخيرة، مثلما تشير إليها الأرقام الأخيرة التي أظهرت تراجع عدد المصطافين بولاية بجاية خاصة البلديات الشرقية لأسباب عديدة خاصة الغلاء الفاحش الذي أصبح لا يطاق رغم أن المصالح المعنية لولاية بجاية اتخذت كل الإجراءات اللازمة التي تسمح للسواح بقضاء عطلهم في أحسن الظروف.