عرفت شواطئ بجاية أياما قبل الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف إقبالا منقطع النظير هذا العام من الزوار، الذين توافدوا إليها من معظم ولايات الوطن، لاسيما الشرقية منها بحثا عن الاستجمام وبعض الراحة. وقد رشحت بجاية مؤخرا لأن تكون قبلة سياحية بامتياز وتستطيع أن تستقبل السواح حتى من خارج الوطن. لكن الوضع يبدو صعبا أمام العوائق الكبيرة التي مازالت تعيشها مختلف الشواطئ على غرار كل من شاطئ "تيشي"، "أوقاس"، "سوق الإثنين"، "مالبو" وغيرها من المستقطبة لأعداد هائلة من المصطافين. غير أن آمال هؤلاء تبخرت بعد أن اصطدموا ببلطجية أغلقوا كل المنافذ والطرقات المؤدية إلى الشواطئ بالسلاسل الحديدية وفرضوا رسوما للدخول إليها وصلت إلى حدود 500 دينار في بعض المناطق، ناهيك عن أسلوب التهديد والقوة الممارس من طرف هؤلاء على السواح، حيث فرضوا قانونهم الذي أضحى يطبق بحذافيره طيلة أيام الأسبوع وبالتداول دون أية مضايقات من أي كان. وخلال زيارة قادتنا إلى كل من مدينتي تيشي وأوقاس وقفنا على حجم المعاناة التي يكابدها السواح أمام الخناق الذي خلفته ممارسات هؤلاء بإغلاقهم كل المنافذ المؤدية إلى الشواطئ الأمر الذي أجبر بعض العائلات على التوقف على حواف الطرقات بعيدا ثم التنقل مشيا إلى الشاطئ الأمر الذي زاد من حدة الاختناقات المرورية بالمدينتين. في حين تضطر عائلات أخرى إلى العودة من حيث أتت، فيما فضل آخرون دفع مبالغ خيالية للدخول إلى بعض المركبات السياحية كمركب "كابريتور" بدلا من الوقوع في قبضة بلطجية الشواطئ ووضع أنفسهم في حكم المجهول. والأمر الذي زاد من حدة الوضع هو عدم تحرك السلطات المحلية والأمنية تجاه هذه الوضعية حيث بدا جليا مدى نجاعة البرامج التي أسفرت عنها الاجتماعات المنعقدة على مستوى مديرية السياحة مؤخرا بحضور رؤساء البلديات والدوائر والذي كان ينتظر منها الكثير، لكن الواقع يؤكد عكس ما كان متوقعا. وخلال بحثنا في ملابسات القضية نشير إلى أنه توجد علامات استفهام كبيرة حول من هم وراء هؤلاء الانتهازيين بحيث لوحظ على مستوى بعض الشواطئ أن تذاكر الدخول تحمل معطيات لبعض البلديات، وتم تداولها قبل الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف، وتم ذلك أيضا قبل إعلان بعض البلديات الساحلية عن أي مزايدة خاصة بكراء الشواطئ، مما يدفع إلى التساؤل عن هوية ومن يقف وراء هؤلاء. وحسب مصادرنا فإن المصالح المعنية قد كشفت منذ أيام ضمن البرنامج المذكور عن تهيئة ما يزيد على ال36 شاطئا للسباحة، مع توفير كافة الإمكانيات قصد إنجاح الموسم، أهمها وضع حد للمياه القذرة التي تصب مباشرة في بعض الشواطئ، وتعزيز هذه الأخيرة على غرار تلك التي تشهد إقبالا واسعا للمصطافين بمراكز الحماية المدنية والدرك الوطني.