يقترب رئيس إتحاد الحرّاش محمد العايب شيئا فشيئا من إنهاء المشكل المالي الذي يرهق خزينة النّادي والذي له علاقة بمطالب اللاّعبين الذين غادروا صفوف الفريق في نهاية الموسم، حيث ينتظرون استلام مستحقاتهم المالية بعدما أودعوا شكاوى لدى اللّجنة القانونية والنزاعات التابعة للرابطة الوطنية، إذ أن هذه الأخيرة هدّدت إتحاد الحرّاش بمنعه من استقدام لاعبين جدد وخصم ثلاث نقاط منه في حالة ما إذا لم يستجب لمطالب هؤلاء اللاّعبين في غضون عشرين يوما، وهو ما دفع إدارة النّادي إلى الدّخول في سباق ضد الساعة، سعيا منها إلى جمع الأموال اللاّزمة لإنهاء هذه الحالة التي أصبحت تؤرق من يوم إلى آخر الطاقم الفني بقيادة بوعلام شارف الذي يخشى أن يذهب العمل الطويل الذي قام به سدا. وحسب مصادر قريبة من إدارة النّادي، يكون الرئيس محمد العايب قد عالج بنجاح كبير نصف هذا المشكل أو أكثر من ذلك بعد أن أقنع البعض من هؤلاء اللاّعبين بسحب شكاواهم ويتعلّق الأمر بكل من الحاج بوقاش وغربي وإبراهيمي، وتمّ الاتفاق معهم على أن يقبضوا مستحقّاتهم المالية على مراحل مع اشتراطهم على تدوين هذا الاتفاق لدى موثق قضائي. وتفهّم اللاّعبون الثلاثة المذكورون الوضع المالي الصعب الذي يتخبط فيه إتحاد الحرّاش وهو الأمر الذي جعلهم يليّنون من موقفهم ويقبلون باتفاق يرضيهم ويرضي النّادي الحرّاشي. وكان من المنتظر أن يجتمع محمد العايب أول أمس مع باقي اللاّعبين المطالبين بقبض مستحقّاتهم المالية ويتعلّق الأمر بكلّ من بن عاشور وأيت وعمر الذين لم يسحبوا بعد شكواهم من اللجنة القانونية والنزاعات التابعة للرابطة. صعوبة الأمر لم تكن بالنسبة للعايب في غياب الأموال اللاّزمة لإنهاء هذا المشكل وإنما رئيس إتحاد الحراش يريد بالدّرجة الأولى تخصيص جزء من هذه الأموال لتسوية أمور أخرى مستعجلة منها منح تسبيقات مالية للعناصر الجديدة التي استقدمها النّادي، شأنها شأن اللاّعبين الذين جدّدوا عقودهم مع النّادي. الأزمة المالية الخانقة التي يمرّ بها إتحاد الحرّاش دفعت رئيسها محمد العايب إلى الدخول في اتصالات مراطونية مع رجال أعمال وأصحاب مؤسسات خاصة وافق البعض منهم على تقديم مساعدات عاجلة، بينما آخرون فضلوا الارتباط في وقت لاحق مع إتحاد الحرّاش في صفة مموّلين، في حين أنّ المفاوضات التي يباشرها المسير الأول في اتحاد الحرّاش مع مؤسسة "صيدال" لا تزال قائمة، ويبدو أن الطرفين يناقشان بعض تفاصيل العقد الذي سيربط مؤسسة "صيدال" ونادي إتحاد الحرّاش الذي يبحث عن ضمان طيلة الموسم الجاري الحصول على نسبة معيّنة من المداخيل المالية التي تسمح له بسدّ جانب من مرتبات اللاّعبين. أما بخصوص تحضيرات الفريق، فلا تزال متواصلة تحت قيادة الطاقم الفني الذي يقوده بوعلام شارف الذي يساعده في العارضة الفنية الثنائي حسان بن عمر وناصر بشوش، علما أنّ اتحاد الحرّاش أنجز تربصين متتاليين، الأول في عين بنيان والثاني بعين تيموشنت، تم فيهما إخضاع لاعبي الفريق إلى تدريبات مكثفة من أجل تحسين لياقتهم البدنية وتحقيق الانسجام التكتيكي، مع الإشارة إلى أن تعداد إتحاد الحراش شهد تغييرات كثيرة في أعقاب انسحاب عدة لاعبين أساسيّين من تشكيلة الموسم المنصرم، على غرار أيت وعمر وبوقاش والحارس بن عاشور وغربي وإبراهيمي، غير أنّ إدارة النّادي بالتنسيق مع الطاقم الفني تمكنت من تدعيم الفريق بلاعبين جدد منهم من يتمتّع بالتجربة مثل دهار وعبدات، وآخرون عناصر شابة على غرار عايشي وواضح وعثماني والعكروف. وقد أبدى شارف إعجابا كبيرا باللاّعبين الجدد لاسيّما أنّه كان وراء استقدام الكثير منهم إلى إتحاد الحراش، ويترقّب أنصار "الصفراء" بشغف كبير الخرجة الأولى لتشكيلتهم ضد إتحاد بلعباس في الجولة الأولى بملعب هذا الأخيرّ. واستعدادا لهذا الموعد الأول من بطولة الموسم الجديد، أجرى إتحاد الحرّاش مبارتين ودّيتين، الأولى فاز فيها بنتيجة عريضة (6-1) أمام شباب حي الجبل والثانية انهزم فيها ضد إتحاد بلدية الأخضرية بهدف مقابل صفر. وفي كلتا المبارتين أظهر الحرّاشيون استعدادات كبيرة لاسيما في الجانب البدني حسب تعبير مساعد المدرب حسان بن عمر الذي قال "بغض النظر عن النتيجة المسجلة في هاتين المبارتين، فإنّ ما يهمّنا هو الاندفاع البدني الكبير الذي ميّز مردود لاعبينا الذين قدموا نسقا كبيرا في الأداء، وهذا يدلّ على أنّ التربصين الذين أنجزناهما في كل من عين بنيان وعين تيموشنت كان إيجابيا وسمح للاّعبين القدامى وزملائهم الجدد من إبداء تفاهم كبير فوق أرضية الميدان". ويؤكد الملاحظون الذين تابعوا تدريبات الفريق الحرّاشي ومبارتيه الوديتين أنّ لاعبيه يتمتعون الآن بتركيز كبير قبل لقاء البطولة ضد إتحاد بلعباس.