تعيش مدينة وهران هذه الأيام على وقع اختناق مروري غير مسبوق جراء التدفق الكبير للسيارات والمركبات والحافلات عبر كامل شوارع وسط المدينة، تمتد لعدة أمتار، خاصة في المواقع التي يعبرها مسار الترامواي بوسط المدينة في وقت أجمع خلاله المتتبعون لشؤون المدينة، على ضرورة التدخل في سبيل تطبيق المخطط المدير للنقل المتعطل منذ سنوات. وجهت عدة جمعيات ناشطة بوهران وأعيان المدينة وسكان الأحياء الكبرى نداء استغاثة سلطات البلاد العليا، قصد التدخل الاستعجالي في سبيل إيجاد حل لمشكل الاختناق المروري الذي تعيشه مدينة وهران، خاصة خلال الأيام الأخيرة، بعد التدفق الكبير للمركبات عبر كامل الشوارع الرئيسية وحتى الفرعية منها التي أصبح من المستحيل قطعها باستعمال السيارات. فس المقابل، تواجه سيارات الإسعاف مشاكل كبيرة لنقل المرضى والمصابين بسبب الطوابير الكبيرة التي تعرفها شوارع حي البلاطو، الذي يعد المنفذ الوحيد نحو المستشفى الجامعي، فيما لا يمكن دخول وسط مدينة وهران دون البقاء لمدة لا تقل عن 45 دقيقة وسط الطوابير والفوضى قصد قطع مسافة لا تتجاوز الكيلومترين. فيما يواجه مستعملوا الطرق التي يعبرها الترامواي مشاكل أخرى متمثلة في استحالة المرور بمفترقات الطرق المهيأة في إطار إطلاق مشروع الترامواي، وأكد مستعملو الطرق من أصحاب الحافلات بأن هده المفترقات الطرقية تحولت إلى عائق حقيقي، حيث لا تتوفر على شروط مفترقات الطرق وهي عبارة عن شبه مربعات يستحيل الالتفاف حولها، وتبقى المركبات مصطفة بطريقة فوضوية إلى غاية مرور الترامواي. أما بخصوص واجهة البحر، فالأمر يعد من المستحيلات، حيث تبقى المركبات شبه مشلولة أسفل الواجهة، بسبب استعمال الطريق السفلي للواجهة لمرور المركبات المتجهة إلى الكورنيش الوهراني في وقت أغلق خلاله المرور أسفل جسر زبانة بعد الانهيار الأخير للأرضية، وقد أكد سكان المدينة بأن استمرار الوضع على هذه الحال سيدخل المدينة في شلل تام مع اقتراب الدخول المدرسي. الجدير بالذكر أن ولاية وهران أعلنت منذ 7 سنوات وقبل دخول الترامواي الخدمة، عن تجسيد مخطط للنقل أطلق عليه "المخطط المدير للنقل"، يهدف إلى إعادة مخطط النقل وسط المدينة قصد الحد من الضغط على الشوارع وقد أسندت الدراسات وقتها إلى مكتب دراسات فرنسي وبعد أشهر سلمت الدراسة للمسؤولين، غير أن والي وهران رفض الدراسة وقتها لتتم إعادتها من جديد بتكليف مكتب دراسة آخر، غير أنه ومنذ ذلك التاريخ بقيت الدراسة معلقة، رغم الطلب الذي تقدمت به لجنة المرور بالمجلس الشعبي الولائي قصد تفعيل المخطط وتطبيقه على أرض الواقع، لتبقى المدينة تختنق مع الاستعدادات التي أعلنت عنها الولاية قصد التحضيرات لاستقبال الألعاب المتوسطية لسنة 2021. يذكر أن مدينة وهران لا تزال تسير على طريق مخطط النقل القديم المنجز منذ سنة 1990 والذي لا تزال الخطوط الحضرية وشبه الحضرية ترتكز عليه إلى حد الساعة، رغم توسع المدينة.