تتواجد خطوط النقل الحضري بعاصمة الغرب الجزائري تحت ضغط أزمة اختناق حادة وفوضى عارمة في حركة المرور، بعد أن سدت جميع الطرقات المعنية بأشغال الترامواي دون بدائل تذكر، في الوقت الذي بلغت فيه مؤشرات حظائر السيارات مستويات قياسية مع ازدياد حجم الحركة منذ بداية موسم الاصطياف، ما جعل حركة المرور مستحيلة تماما على مدار أيام الأسبوع وعقارب الساعة خاصة بوسط المدينة والشريط الساحلي المعروف بخطورة مسالكه، التي غالبا ما تسفر عن حوادث مروعة، خاصة مع دخول المغتربين أرض وهران رفقة مركباتهم وما يقابلها من نقص حاد في الحظائر الشرعية. وأمام هاته الأوضاع، يرفع الناشطون على مستوى الخطوط التي تدخل وسط المدينة من أصحاب حافلات وسيارات أجرة، نداء عاجلا إلى الجهات الوصية والسلطات الولائية بضرورة فتح خطوط قانونية جديدة من خلال وضع مخطط مرور مستعجل يتماشى والأشغال الجارية على مستوى 40 بالمائة من طرقات وهران، سواء أكان في إطار الترامواي أو غيره، ووضع حد للسلوكات السلبية على مستوى الطرقات، خاصة داخل القطاعات المرورية، وتكثيف دور الهيئات الفاعلة في السلامة المرورية عبر النقاط السوداء من مصالح أمن وأعوان مديرية النقل قصد إحتواء وتنظيم الواقع الجديد. وفي السياق ذاته، أبدى المواطنون استياءهم وقلقهم إزاء هاته الفوضى، خاصة العمال منهم وطلبة الجامعات والمعاهد، في وقت صاروا فيه يقبعون مكدسين الواحد فوق الآخر لساعات وساعات داخل المركبات قبل الوصول إلى الوجهة المرادة والتعب أنهكهم. وما زاد الطين بلة، تغيير السائقين للمسالك والطرقات بكل حرية، واختيار المحطة النهائية حسب أهوائهم، على غرار خط الذي اختار الكثير من السائقين على مستواه المدينةالجديدة كمحطة نهائية بدل فاليرو، ليعود من هناك محملين بعشرات المواطنين إلى السانيا دون المرور بفاليرو المحطة المتفق عليها في دفتر الشروط في ظل الغياب الكلي للمتابعة والمراقبة من قبل الجهات الوصية لردع مثل هاته التصرفات اللامسؤولة. فيما طالب آخرون من مؤسسة ترامنور بضرورة احترام دفتر الشروط وتخصيص 3 فرق تعمل بالتناوب كل واحد منها 8 ساعات عبر كل الورشات المفتوحة قصد الزيادة في وتيرة العمل وتسليم المشروع في آجاله المحددة، وبث الروح في الأخرى المتوقفة تماما عن الأشغال وضرورة الإنتهاء التام من مسلك ثم الإنتقال إلى آخر، وفتح الطرقات المغلوقة قبل غلق أي مسلك. ... وتجار دائرة السانيا يشتكون تدني مستوى النشاط التجاري وبدورهم، التجار الناشطون بدائرة السانيا يشتكون من تدني مستويات النشاط التجاري في الواجهتين الواقعتين بمحاذاة السكة الرئيسية للترامواي بوسط السانيا، وما ينجر عنها من تداعيات، حيث أكد التجار على إلزامية نقل انشغالاتهم إلى السلطات المحلية بغية إيجاد حل لهذه الوضعية. وفي انتظار شق الترامواي وهران لطريقه، تبقى المشاكل عالقة ما لم تتدخل الجهات الوصية. ويبقى مشروع الترامواي من مشاريع العصر الضخمة التي بإمكانها تنظيم واقع النقل وفك الحصار عن الطرقات وتقديم أرقى الخدمات للمواطن، الذي لا يزال إلى يومنا هذا يدفع فاتورة الفوضى العارمة وتدني الخدمات عبر كافة الخطوط الداخلية والرئيسية. والترامواي من شأنه نقل 17 ألف مليون ونصف شخص سنويا حسب الشبكة الموجودة حاليا بسرعة 70 كلم في الساعة. وتجدر الإشارة إلى أنه وحسب مصادر من الولاية، فإنه سيتم تسليم الشطر الأول الممتد على مسافة 48.3 كلم مع نهاية السنة الجارية، على أن يتم الانتهاء مما تبقى من المشروع خلال السنوات اللاحقة، وبتاريخ 3 جوان تمت الموافقة على الشطر الثالث من الترامواي من طرف مكتب دراسات ميترو الجزائر المكلف بإنجاز الشطر الثالث والأخير لترامواي وهران بعد الإنطلاق في الخطين الأوليين بالسانيا وإيسطو، ومن المتوقع أن يعبر الخط الجديد 12 محطة على مسار 8 كيلومتر ومدة زمنية تقدر ب 42 دقيقة.