تستقبل المؤسسات التربوية عبر الوطن مع الدخول المدرسي المقرر يوم 4 سبتمبر المقبل، أزيد من 8,6 مليون تلميذ يؤطرهم أزيد من 495 ألف أستاذ من بينهم أكثر من 28 ألف أستاذ جديد، فيما خصصت الدولة ميزانية تفوق 15 مليار دينار في إطار مواصلة سياسة التضامن مع الفئات المتمدرسة المعوزة. وحسب حصيلة قدمها الأمين العام لوزارة التربية، عبد الحميد بلعابد، خلال الاجتماع الذي عقدته وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، مع مديري التربية أول أمس الخميس، فإن عدد التلاميذ المتمدرسين في الأطوار التعليمية الثلاثة والتحضيري بلغ 8691006 تلاميذ، منهم 493626 تلميذا في القسم التحضيري و4209022 تلميذا في الابتدائي و2727160 تلميذا في الطور المتوسط، في حين يصل عدد التلاميذ في الطور الثانوي إلى 1261198 تلميذا. ويؤطر السنة الدراسية المقبلة حسب نفس المسؤول 258403 إطارات إدارية و495910 أساتذ منهم 28075 أستاذا جديدا، فيما ستكون لهذه السنة حظيرة هياكل قاعدية بعدد إجمالي يصل إلى 26488 مؤسسة تربوية منها 146 مؤسسة جديدة، إضافة إلى 14427 مطعما مدرسيا. وفي إطار السياسة التضامنية للدولة، تم تخصيص 9 ملايير دج للمنحة الدراسية 6,5 مليار دينار لمجانية الكتاب المدرسي، مع الإشارة إلى أن عدد المستفيدين من المنحة والكتاب المجاني بلغ 3 ملايين تلميذ متمدرس. كما تم توفير 60,8 مليون كتاب من بينها 4728000 كتاب جديد للسنة أولى ابتدائي، و4046000 للثانية ابتدائي و8774000 كتاب للسنة أولى متوسط. ويتميّز الدخول المدرسي 2016-2017 بتنصيب مناهج تعليم محسّنة للسنتين الأولى والثانية ابتدائي والأولى متوسط، ووضع تحت تصرف الأساتذة والمفتشين دليل استعمال الكتب والوثائق المرافقة لها. وضمانا للتطبيق الجيّد للمناهج الجديدة سيتم تكوين المفتشين والأساتذة ومديري المؤسسات التربوية وتنظيم دورات تكوينية للأساتذة الجدد الناجحين في مسابقة التوظيف الأخيرة. كما ستواصل الوزارة عملية رقمنة القطاع وتنفيذ ميثاق أخلاقيات قطاع التربية، مع إقامة معرض للكتاب المدرسي من طرف الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية من 31 أوت إلى 3 سبتمبر المقبل. كتب الجيل الثاني توحد فرص تطوير الكفاءات البيداغوجية ينتظر أن تسهم كتب "الجيل الثاني" التي سيستفيد منها تلاميذ كل من السنوات الأولى والثانية ابتدائي والأولى متوسط هذا العام، في توحيد فرص تطوير الكفاءات البيداغوجية. وحسب توضيحات نائب رئيس لجنة الاعتماد والتصديق على مستوى المعهد الوطني لبحوث التربية، بورنان سليمان، فإن الهدف من هذه الكتب الجديدة التي ستدخل حيز الخدمة خلال الموسم الدراسي 2016/2017 هو تطوير الكفاءات وفق نظرة نسقية تتكامل فيها المواد التعليمية، حيث تعتمد هذه النظرة حسبه على الربط بين المراحل التعليمية أي دون الفصل بين السنوات، والتركيز على المكاسب والكفاءات المراد بلوغها. وشرعت وزارة التربية الوطنية في تقديم 8 كتب جديدة في المستوى الابتدائي للسنتين الأولى والثانية، تشمل كتابا موحدا أول في "اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية المدنية"، وكتابا موحدا ثانيا في "الرياضيات والتربية العلمية"، مع إرفاق كل كتاب بدفتر أنشطة. أما في السنة أولى متوسط فتضع الوزارة بحوزة المتمدرسين 11 كتابا جديدا في القراءة، العربية والرياضيات ودفتر التطبيق في اللغة العربية والتربية المدنية والتربية الإسلامية والفرنسية والتربية العلمية والتكنولوجية والتاريخ والجغرافيا وكذا دفتر تطبيق الرياضيات وملحق كتاب الجغرافيا. واستنادا لتصريحات السيد بورنان، فإن ما يسمى "الجيل الثاني" من الكتب المدرسية "ما هو إلا إعادة قراءة أو إعادة كتابة للمنهج الذي يتطلب كتابا جديدا يترجم فلسفته"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المنهج السابق الذي أعد في 2003 اتسم "بالاستعجالية" وصيغ قبل 2008 ولم تعاد قراءته رغم صدور القانون التوجيهي. كما أشار المتحدث إلى أن "المقاربة البيداغوجية لم تتغير هذه السنة، وهي نفسها المقاربة بالكفاءات" الغرض منها "ممارسة عملية التوجيه وليس التعليم"، حيث يقوم التلميذ بعملية التعلّم فرديا أو جماعيا، مع الإشارة إلى أن وزارة التربية انطلقت في تكوين مفتشين خصيصا للكتب الجديدة المنتظر تحديثها ومراجعتها ابتداء من 2017 وفقا لنفس المصدر. من جهته سيوزع الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية بمناسبة الدخول المدرسي للعام 2017/2016 حوالي 50 مليون كتاب مدرسي تبلغ حصة الكتب الجديدة "الجيل الثاني" منه 16 مليون كتاب في الابتدائي والمتوسط، حيث تم إعداد 8 ملايين كتاب جديد في المستوى الابتدائي السنة الأولى والثانية على أساس 4 كتب لكل مادة تعليمية، منها كتابان للدروس وكتابان للأنشطة، كما تصل الكتب الجديدة للسنة أولى متوسط التي تمت مراجعتها وتحيينها إلى 8 مليون كتاب وهي تخص 11 كتابا مراجعا. وستشهد كافة ولايات الوطن في الفترة الممتدة من 31 أوت إلى 3 سبتمبر 2016، تنظيم الصالون الوطني للكتاب المدرسي، الذي سيوفّر للتلاميذ المعنيين كتب "الجيل الثاني" بأسعار في متناول الجميع.