دعا أغلبية المشاركين في أشغال الدورة السنوية للجنة الأممية الرابعة المكلفة بتصفية الاستعمار بنيويورك، الأممالمتحدة إلى القيام بتحرك سريع بشأن ملف الصحراء الغربية الذي لا يزال حبيس أدراج مجلس الأمن الدولي بالرغم من إقرار الشرعية الدولية بأحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وقد استفاد المتدخلون من ترتيبات خاصة تطلبها تنظيم سير أشغال منظمة الأممالمتحدة، حيث تسمح هذه الترتيبات للجميع بالتعبير عن آرائهم بصفتهم "موقعين على عرائض" أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة المكلفة بتصفية الاستعمار فيما يخص كل إقليم من الأقاليم ال16 غير المستقلة على حدة من بينها الصحراء الغربية. وكانت اللجنة الرابعة الأممية المكلفة بتصفية الاستعمار باشرت أشغال دورتها السنوية قبل يومين بمداخلات ومناقشات أجمعت كلها على دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عن طريق استفتاء حر ونزيه. ولكون ملف الصحراء الغربية عادة ما يحظى بحصة الأسد في نقاشات اللجنة، فإن عديد المتدخلين الممثلين للمنظمات الإنسانية والحقوقية المناهضة لاستعمار أعابوا على المنظمة الأممية عدم تحركها لوقف انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها قوات المحتل المغربي في المدن الصحراوية المحتلة في الوقت الذي تمنح فيه منظمات هامة جوائز لمناضلي حقوق الإنسان الصحراويين. وهو الأمر الذي تأسف له فيليب برييون فيف عضو الجمعية الدولية لرجال القانون من أجل الصحراء الغربية والذي أكد أن المطلب الصحراوي في تقرير المصير يعتبر شرعيا في حين أن المطلب المغربي بخصوص سيادته المزعومة على الصحراء الغربية يفتقد لأدنى الأسس القانونية بما يجعله باطلا وغير مؤسس. واعتبر أنه يجب على منظمة الأممالمتحدة تنظيم استفتاء لتقرير المصير في حالة عدم توصل المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو إلى نتيجة عملية في آجال معقولة". يذكر أن طرفي النزاع الصحراوي باشرا مفاوضات مباشرة لتسوية النزاع تحت إشراف المنظمة الأممية منذ أزيد من عام جرت أربع جولات منها في منتجع منهاست الأمريكي من دون التوصل إلى أية نتيجة تذكر في حين لم يتم بعد تحديد موعد إجراء الجولة الخامسة. من جانبه أكد فانسو شابو مساعد لدى مركز القانون الدولي للجامعة الحرة ببروكسل أن الأمور واضحة في القانون الدولي بحيث لا يمكن لسياسة الأمر الواقع ولا اللعب على عامل الوقت إسقاط إلزامية القانون في تأكيد واضح على أن حق الشعب الصحراوي في تقرير نصيره يبقى قائما. وندد عديد المتدخلين بالمعاناة التي يعيشها آلاف الصحراويين ضحايا تعطل مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، كما أعربوا عن أسفهم لعدم انتظام المساعدات الدولية الموجهة لفائدة اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف. وهو ما جعلهم يطالبون الدول المانحة باحترام التزاماتها الإنسانية في انتظار تسوية نهائية النزاع. وقالت جانيت لينز من مجتمع الكنيسة المسيحية ذو روك أن "التوصل إلى حل أصبح أمرا استعجاليا لأن الوضع مهدد بالانفجار بما أن اللاجئين الصحراويين على وشك فقدان الثقة في منظمة الأممالمتحدة التي وعدت بتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية سنة منذ أزيد من 14 سنة خلت. ومن جهة أخرى عبرت كل من هلين هاردين وزاك وامب من مكتب عضو الكونغرس الأمريكي عن استيائها للوضع الحرج الذي يعيشه اللاجئون الصحراويون بسبب احتلال المغرب لبلدهم. وألقت طالبتان صحراويتان في المنفى وهما أغايلا ابا حميدة وسانية بشير عبد الرحمان كلمة أمام اللجنة الرابعة حيث أدانتا انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من طرف المغرب وعبرتا باسم الشباب الصحراوي عن تعطشهما للحرية.