يقوم الوزير الأول عبد المالك سلال، اليوم، بزيارة عمل وتفقد لولاية سعيدة، تندرج في إطار تنفيذ ومتابعة برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ويشرف خلالها على تدشين مشاريع ذات طابع اقتصادي واجتماعي وتربوي وإطلاق مشاريع تنموية جديدة. يستهل السيد سلال، زيارته بالتوجه إلى بلدية سيدي أحمد، حيث يتفقد مستثمرة فلاحية "الزرع" مساحتها 2000 هكتار، ويدشن خطين للإنتاج لمعصرة صناعية للزيتون بطاقة 80 مليون لتر في السنة، كما يشرف على حفل توزيع عقود الامتياز لأراضي فلاحية على المستفيدين. وببلدية عين الحجر يضع السيد عبد المالك سلال، حجر الأساس لمشروع إنجاز قنوات لجلب الماء الشروب لفائدة سكان مدينة سعيدة، فيما سيضع ببلدية سعيدة حجر الأساس لإنجاز 4900 مسكن عمومي منها 3000 مسكن عمومي إيجاري و1900 وحدة بصيغة البيع بالإيجار، كما يزور حيين قصديريين بالمدينة. وبنفس البلدية يضع الوزير حجر الأساس لإنجاز نفق أرضي وحظيرة للسيارات بطاقة 900 سيارة بوسط مدينة سعيدة، ويتابع عرضا حول برنامج إعادة الاعتبار وتأهيل الأقطاب الحضرية لعاصمة الولاية. ويتضمن برنامج الزيارة أيضا تدشين وتشغيل توسيعة مطحنة "الرياض" بمدينة سعيدة، ويدشن وحدة لإنتاج المشروبات الغازية تابعة لمؤسسة المياه المعدنية لسعيدة، كما يشرف على حفل توزيع عقود الامتياز لقطع أرضية لفائدة مستثمرين. ويرتقب أن يزور الوزير الأول الذي يرافقه في الزيارة عدد من أعضاء الحكومة، محطة القطار الجديدة للمسافرين لسعيدة ويتفقد أشغال إنجاز خط السكة الحديدية سعيدة-مولاي سليسن بسيدي بلعباس، بينما يدشن ببلدية سيدي بوبكر محطة لمعالجة المياه المستعملة وثانوية تتسع ل800 مقعد. وتشهد ولاية سعيدة تحوّلات اقتصادية واجتماعية عميقة بفضل المشاريع الكثيرة التي حظيت بها في العشريتين الماضيتين، لاسيما تلك التي تخص النشاطات الفلاحية والرعوية، وتشمل تطوير زراعة الحبوب وتربية المواشي ما سمح للولاية بتسجيل نتائج ايجابية نسبيا في المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، فضلا عن الكثير من المشاريع الموجهة لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، لاسيما تلك المرتبطة بالسكن والإيصال بشبكة غاز المدينة والتزويد بالماء الشروب. ويشهد القطاع الفلاحي بولاية سعيدة تطورا مستمرا بفضل وفرة المساحات الشاسعة الصالحة للزراعة وذلك بمجوع 300 ألف هكتار ووفرة المياه والاستثمارات الكثيرة التي تستقطبها النشاطات الفلاحية، خاصة زراعة الحبوب وتربية المواشي . ومنذ سنة 2000 تم إنشاء 14700 مستثمرة فلاحية متخصصة في إنتاج المحاصيل الزراعية والخضروات والأشجار المثمرة وذلك على مساحة إجمالية تفوق 200 ألف هكتار وفقا لمديرية المصالح الفلاحية. وحققت الولاية أعلى إنتاج في زراعة الحبوب سنة 2013، حيث فاق 1,200 مليون قنطار من مختلف أصناف الحبوب وذلك بفضل التسهيلات والدعم الذي تقدمه الدولة للفلاحين. ومن بين أهم المستثمرات النموذجية بالولاية "مستثمرة صحراوي" المختصة في غرس أشجار الزيتون المتواجدة بمنطقة الحمراء ببلدية سيدي احمد التي عرفت غرس قرابة 2 مليون شجرة زيتون من نوع "آرباكينا" بتقنيات عصرية على مساحة تزيد عن الألفي هكتار. وعرفت التربية الحيوانية أيضا تطورا في السنوات الأخيرة من خلال إقبال الموالين على زيادة الثروة الحيوانية، حيث تقدر هذه الثروة حاليا بأكثر من 800 ألف رأس من الغنم وقرابة 14 ألف رأس من الأبقار حسب المصالح البيطرية. كما تشتهر ولاية سعيدة بثروة مائية طبيعية هائلة ومتجددة يتم استغلالها في تنشيط السياحة الحموية التي تعرف إقبالا كبيرا للزوار المتوافدين خلال كل سنة من داخل وخارج الوطن. وتتميّز هذه الحمامات المتواجدة ببلديتي أولاد خالد وعين السخونة بمياهها الغنية بمادة الكبريت الموجهة للتداوي من أمراض الجلد والروماتيزم. وفي هذا الإطار تمت برمجة مشاريع عصرنة لبعض المرافق السياحية لحمام ربي ببلدية أولاد خالد، سيتم الشروع فيها مستقبلا بعد الانتهاء من عملية إعداد الدراسة من طرف مكتب دراسات إسباني مختص في هذا المجال، كما يتم الاهتمام بالقطاع الصناعي بالولاية، لاسيما الصناعة التحويلية للمنتجات الفلاحية، حيث يجري حاليا إنجاز وتركيب معصرة للزيتون فاقت نسبة الأشغال بها 90 بالمائة. وتتوفر الولاية على العديد من الوحدات الصناعية من أهمها مصنع الإسمنت بالحساسنة ووحدة تفصيل القماش ووحدة صناعة المواد الكاشطة بعاصمة الولاية. ورافق هذا التطور في المجال الاقتصادي بالولاية تحسنا ملحوظا في المجال الاجتماعي بفضل المشاريع التي استهدفت تحسين الظروف المعيشية والتي سمحت بوصول نسبة الربط بشبكة المدينة إلى 83 من المائة والشبكة الكهربائية إلى 93,20 من المائة، فيما وصل معدل حصة المواطن من الماء الشروب إلى 200 لتر في اليوم.