تشهد ولاية سعيدة التي يحل بها يوم الأربعاء الوزير الأول عبد الملك سلال في زيارة عمل وتفقد تحولات اقتصادية واجتماعية عميقة بفضل المشاريع الكثيرة التي حظيت بها في العشريتين الماضيتين. وقد أولى الاهتمام من خلال هذه المشاريع خاصة إلى النشاطات الفلاحية والرعوية قصد تطوير زراعة الحبوب وتربية المواشي على وجه الخصوص مما سمح للولاية بتسجيل نتائج ايجابية نسبيا في المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية. كما تم تخصيص الكثير من المشاريع لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين لا سيما تلك المرتبطة بالسكن والإيصال بشبكة غاز المدينة والتزويد بالماء الشروب. وتتبوأ ولاية سعيدة موقعا استراتيجيا بمنطقة الهضاب العليا بغرب الوطن مما يجعل منها همزة وصل تربط بين ولايات الشمال الغربي وولايات الجنوب حيث تحدها من الشمال ولاية معسكر ومن الغرب سيدي بلعباس ومن الشرق ولاية تيارت ومن الجنوب ولايتي النعامة والبيض . وتتشكل ولاية سعيدة التي تبلغ مساحتها الإجمالية 796 8 كلم مربع من 6 دوائر و 16 بلدية. قطاع فلاحي في تطورمستمر.... يشهد القطاع الفلاحي بولاية سعيدة تطورا مستمرا بفضل وفرة المساحات الشاسعة الصالحة للزراعة وذلك بمجوع 300 ألف هكتار ووفرة المياه والاستثمارات الكثيرة التي تستقطبها النشاطات الفلاحية لاسيما زراعة الحبوب وتربية المواشي . ومنذ سنة 2000 خلق 14.700 مستثمرة فلاحية متخصصة في إنتاج المحاصيل الزراعية و الخضروات و الأشجار المثمرة وذلك على مساحة إجمالية تفوق 200 ألف هكتار وفقا لمديرية المصالح الفلاحية . و قد حققت الولاية اعلي إنتاج في زراعة الحبوب سنة 2013 حيث فاق واحد مليون و 200 ألف قنطار من مختلف أصناف الحبوب وذلك بفضل التسهيلات والدعم الذي تقدمه الدولة للفلاحين كما أشير إليه . ويتم تشجيع الاستثمار الخاص بالقطاع ألفلاحي من خلال عرض مساحات أرضية صالحة للزراعة و تدعيم المستثمرين بحفر الأنقاب المائية الموجهة للسقي ألفلاحي ومرافقتهم إلى غاية تجسيد مشاريعهم الفلاحية وفق ذات المصدر .. و من بين أهم المستثمرات النموذجية بالولاية " مستثمرة صحراوي" المختصة في غراسة أشجار الزيتون المتواجدة بمنطقة الحمراء ببلدية سيدي احمد التي عرفت غرس قرابة 2 مليون شجرة زيتون من نوع " آرباكينا " بتقنيات عصرية على مساحة تزيد عن الألفين هكتار. وقد عرفت التربية الحيوانية أيضا تطور ا في السنوات الأخيرة من خلال إقبال الموالين على زيادة الثروة الحيوانية حيث تقدر هذه الثروة حاليا بأكثر من 800 ألف رأس من الغنم وقرابة 14 الف رأس من الأبقار حسب المصالح البيطرية. الثروة المائية مصدر آخر للاستثمار و إنعاش الاقتصاد المحلي... تشتهر ولاية سعيدة بثروة مائية طبيعية هائلة و متجددة يتم استغلالها في تنشيط السياحة الحموية التي تعرف إقبالا كبيرا للزوار المتوافدين خلال كل سنة من داخل و خارج الوطن. و تتميز هذه الحمامات المتواجدة ببلديتي أولاد خالد و عين السخونة بمياههما الغنية بمادة الكبريت الموجهة للتداوي من أمراض الجلد و الروماتيزم. و في هذا الإطار تمت برمجة مشاريع عصرنة لبعض المرافق السياحية لحمام ربي ببلدية أولاد خالد (سعيدة) تخص إقامة فندق جديد و إعادة التهيئة الخارجية للحمام سيتم الشروع فيها مستقبلا بعد الانتهاء من عملية إعداد الدراسة من طرف مكتب دراسات اسباني مختص في هذا المجال . كما يتم إيلاء أهمية للقطاع الصناعي لاسيما الصناعة التحويلية للمنتجات الفلاحية حيث يجري حاليا انجاز و تركيب معصرة للزيتون فاقت نسبة الأشغال بها 90 بالمائة. وتتوفر الولاية على العديد من الوحدات الصناعية من أهمها مصنع الاسمنت بالحساسنة ووحدة تفصيل القماش ووحدة صناعة المواد الكاشطة بعاصمة الولاية . وقد رافق هذا التطور في المجال الاقتصادي تحسنا ملحوظا في المجال الاجتماعي بفضل المشاريع التي استهدفت تحسين الظروف المعيشية والتي سمحت بوصول نسبة الربط بشبكة المدينة الى83 من المائة و الشبكة الكهربائية إلى 20ر93 من المائة فيما وصل معدل نصيب المواطن من الماء الشروب إلى 200 لتر في اليوم حسب مصالح الولاية.