أصبح الوسط الرياضي لشباب بلوزداد يتساءل بحدّة عمّا إذا أصبحت مشاكل النّادي ضمن البطولة محصورة فقط في الطاقم الفني فقط؛ فقد اعتاد المسيّرون القيام بتغييرات على رأس العارضة الفنية كلّما واجه فريقهم المشاكل في البطولة. مثل هذا الإجراء يتكرّر للموسم الثالث على التوالي وبدون أن يساهم في إيجاد استقرار حقيقي للفريق الذي عاودته المعاناة في بداية البطولة الحالية؛ حيث تعثر في الجولتين الأوليين من المنافسة أمام مولودية وهران، التي فرضت عليه التعادل بملعب 20 أوت، ثم انهزم خارج قواعده ضد وفاق سطيف، وانعكس ذلك سلبا على مستقبل العارضة الفنية، حيث اضطرت إدارة النّادي تحت ضغط الأنصار، لإقالة المدرب فؤاد بوعلي من منصبه، وقرّرت الاستعانة من جديد بالتقني الفرنسي ألان ميشال، الذي وافق على استئناف العمل مع شباب بلوزداد بالرغم من خرجته الضيقة من النّادي في نهاية الموسم المنصرم. وقد أصبحت الأوساط الرياضية البلوزدادية تتساءل بحدّة عمّا إذا سيكون بوسع التقني الفرنسي إعادة الفريق إلى السكّة، وهو الذي لم ينجح معه كلّية في البطولة الفارطة؛ حيث احتلّ شباب بلوزداد مرتبة رابعة لم تسمح له بالظفر بتذكرة المشاركة في المنافسة العربية أو الإفريقية، وأن ذلك يُعدّ بالنسبة لكثير من البلوزداديين، بمثابة إخفاق حقيقي للمدرب الفرنسي ولإدارة النّادي، التي رغم اعترافها بفشل هذه االتجربة أبت إلاّ أن تعيد جلب التقني الفرنسي الذي كان محلّ خيار مسيّري النّادي بسبب معرفته الجيدة بأغلب اللاّعبين الذين يشكّلون تعداد الفريق، وقد رأوا في ذلك أمرا إيجابيا للغاية، سيفيد الفريق في بطولة هذا الموسم. وبالرغم من أنّ هذا الخيار الذي لجأ إليه المسيّرون يتقاسمه معهم الأغلبية الكبيرة من الأنصار، فإنّ البعض ما انفكّوا يتساءلون عمّا إذا سيتوصّل المدرّب ألان ميشال إلى استغلال تجربته السابقة مع الفريق؛ من خلال العمل على تفادي نفس الأخطاء التي ارتكبها في البطولة الفارطة، ومن ثمّ إعطاء نفس جديد للفريق، وتمكينه من اللّعب على لقبي البطولة وكأس الجمهورية. وفي انتظار مجيئ المدرب الفرنسي يتدرّب شباب بلوزداد تحت قيادة المدرب المساعد صابر بن سماعين الذي كان يقود في الشهور الأخيرة، منتخب أقل من 17 سنة، واضطرّ للانسحاب من عارضته الفنية. وأول مهمة ستكون لبن سماعين هي تحضير المباراة القادمة ضد شبيبة الساورة والخاصة بالجولة الثالثة من البطولة، وأن من المفروض أن يشارك الفريق البلوزدادي صبيحة أمس في مباراة ودّية ضد اتحاد البليدة، ويُعدّ ذلك فرصة للمدرب بن سماعيل للوقوف على استعداد اللاّعبين في النّاحيتين البدنية والمعنوية وإعداد التشكيلة الأساسية التي ستواجه فريق الساورة الخميس القادم بملعب 20 أوت. وما يهم حاليا أنصار بلوزداد هو رؤية فريقهم يعود إلى جوّ الانتصار، والتخلّص من كابوس التعثرات التي عكّرت الأجواء داخل النّادي وبين صفوف أوساطه الرياضية. ومن المنتظر أن يسترجع الفريق البلوزدادي في الجولة الثالثة من البطولة، لاعبيه الذين كانوا يعانون من الإصابة، منهم بشكل خاص المدافع عبد الكريم نمديل والمهاجم سيد علي العكروم؛ الأول كان تحت طائلة العقوبة، والثاني كان يعاني من إصابة على مستوى الفخذ، ولا شكّ أن إشراك هذين العنصرين في المباراة القادمة ضد الساورة، سيعطي نفسا جديدا للفريق البلوزدادي الذي يراهن على العودة إلى جوّ التدريبات والتصالح مع أنصاره الذين سئموا الإخفاقات. وسيستفيد اللاّعبون من يوم راحة على أن يستأنفوا التدريبات غدا الأحد بمعدّل حصتين في اليوم، كما قرر المدرب صابر بن سماعيل من أجل الرفع من درجة استعداد اللاّعبين في الجانب البدني الذي يبقى بمثابة النقطة السوداء في الفريق، الذي لازال يشكو من نقائص كبيرة في هذا الجانب بالرّغم من التربّص الذي أجراه بالمغرب قبل انطلاق منافسة البطولة. ومن جهة أخرى، يأمل مسيرو النّادي في الحدّ من الصعوبات المالية التي يعاني منها هذا الأخير بمجرّد استلام عائدات تحويل اللاّعب السابق لشباب بلوزداد إسلام سليماني إلى نادي ليستر سيتي الإنجليزي، والتي يصل مبلغها إلى 20 مليار سنتيم يمثل حصة مالية معتبرة، ستمكّن المسيّرين من تسديد المستحقات المالية المتأخرة للاّعبين والأطقم الفنية لكلّ الفئات العمرية للنّادي، فضلا عن دفع الدّيون الموجودة على عاتق النّادي والتي تصل إلى حوالي خمسة ملايير سنتيم. وقد أصبح إسلام سليماني مفخرة كبيرة للبلوزداديّين بعد أن سمح نادي لعقيبة لهذا اللاّعب بالتحول إلى اللعب في البطولة الأوربية، التي عرف فيها نجاحا كبيرا مع نادي سبورتينغ ليشبونة البرتغالي، وأصبحت كثير من الأندية العالمية تتهافت عليه للاستفادة من خدماته، آخرها كان نادي ليستر سيتي الإنجليزي الذي تعاقد معه إسلام سليماني لمدة خمس سنوات. وبفضل هذه الأموال ستنتعش خزينة النّادي وتزيل المشاكل المالية على الأقل خلال عدّة جولات من البطولة، علما أنّ شباب بلوزداد لازال بصدد البحث عن مؤسسة عمومية أو خاصة، تتكفل بتمويل النادي. وقد راسلت إدارة النّادي في هذا الغرض مصالح الحكومة ومصالح وزارة الشباب والرياضة؛ لعلّها تجد حلاّ نهائيا لمعضلتها المالية المستديمة.