ستحل في نهاية شهر سبتمبر الجاري لجنة وطنية للوقوف على ملف أزمة المياه الشروب بعنابة التي غرقت في العطش خلال الأشهر الأخيرة، وحسب الوالي يوسف شرفة، تم تحويل قضية جفاف الحنفيات والانقطاعات للوزارة الوصية من أجل إعادة النظر فيها والوقوف على هذا المشكل الذي أرق نصف سكان عنابة. حسب السيد شرفة، تلقى العديد من الشكاوى والتقارير المتعلقة بانقطاع الماء عنهم، لدرجة دخولهم في داومة البحث عن قطرة ماء من اليانابيع والصهاريج المتنقلة. وأمام هذا المشكل، أكد المسؤول الأول عن ولاية عنابة أنه تم اتخاذ بعض الإجراءات لتوفير احتياجات السكان من هذه المادة الحيوية. ولم يغفل الوالي الإشارة إلى أن إقليم دائرة برحال هو الأكثر تضررا من العطش خاصة خلال موسم الاصطياف الحالي، مؤكدا أن أعطابا شملت الأنابيب والمضخة الرئيسية التي تنقل الماء من سد الشافية بالطارف. وفي سياق متصل، أفادت مديرية الري بعنابة بأن كمية المياه التي تم جمعها على مستوى الولاية بين مياه سطحية وجوفية، بلغت خلال سنة 2016 مئات الملايين من الأمتار المكعبة سنويا، وهناك مشاريع في الأفق ستسمح بتحسين مستوى مخزون الولاية من الموارد المائية سواء الموجهة منها للشرب أو السقي. وحسب تقارير نفس الجهة، تمت برمجة عدة جلسات لمناقشة ملف الري والتوزيع العادل للمياه الشروب على سكان 12 بلدية، بعد إعداد تقييم وضعية توزيع الماء الشروب خلال موسم الاصطياف. ولتحسين عملية توزيع الماء الشروب، تم رصد 10 ملايير سنتيم لتزويد عدة مراكز تابعة لبلديات الشرفة والتريعات وبرحال بالمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب بمراكز بعين الباردة والعلمة. في سياق متصل، أكدت مديرية الري أنه تم إعداد عدة دراسات هي الآن قيد الإنجاز، تمحورت حول البحث واستكشاف مواقع أخرى تسمح بتجميع المياه السطحية فيها. وعلى صعيد آخر، تم الانتهاء من عملية تهيئة محطة تحلية المياه المتواجدة بمنطقة الشعيبة، إلى جانب إنجاز خزان نصف مغمور بسعة 750 مترا مكعبا بحي خرازة. بالإضافة إلى إنجاز محطة رئيسية تربط سكان الكاليتوسة بالمياه الصالحة للشرب، مع إنجاز خزان خاص بسعة 2000 متر مكعب، حيث رصد للعملية نحو 40 مليار سنتيم، في انتظار إنشاء شبكة خاصة بتزويد المشاتي والقرى النائية بالماء الشروب في مطلع سنة 2017.