أكدت الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية على أن تكريس الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان يعدان حجرا الزاوية في مكافحة الإرهاب والتطرف، وأبرزتا أهمية تكريس دولة الحق والقانون. كما ثمنت واشنطن بالمناسبة التجربة الجزائرية في التصدي لهذه الآفة، مجددة التأكيد على أهمية التعاون الدولي للتصدي لها. جاء ذلك خلال المحادثات التي جمعت أول أمس وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح ومساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل توم مالينوفسكي، والتي تمحورت حول "مختلف سبل التعاون الثنائي وترقية العلاقات بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالمسائل المتصلة بحقوق الإنسان، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول التحديات المشتركة بينهما، وعلى رأسها مكافحة آفة الإرهاب". في تصريح للصحافة عقب استقباله للمسؤول الأمريكي، أفاد السيد لوح بأن "الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية تتقاسمان مجموعة من الرؤى حول المسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب، التي لا تتأتى إلا من خلال تكريس دولة الحق والقانون وتعزيز حماية حقوق الإنسان"، مثلما جاء في برقية وكالة الأنباء الجزائرية. في هذا الشأن، لفت الوزير إلى أن "ظاهرة الإرهاب تمثل خطرا على الديمقراطيات في العالم (...)، خاصة في ظل التحديات الراهنة والتجاذبات الإقليمية والدولية"، مذكرا في هذا الصدد بأن تدعيم دولة القانون وتكريس مبادئها يندرجان ضمن الإستراتيجية التي تبنتها الجزائر في إطار الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والتي ترتكز أيضا على تدعيم السلطة القضائية وتدعيم استقلاليتها "كضامن للحريات والحقوق الأساسية للمواطن". السيد مالينوفسكي أكد من جهته أن المحادثات "المهمة" التي جمعته بالسيد لوح، تناولت "مختلف التحديات التي تواجهها الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وتعزيز ديمقراطية المؤسسات وكذا حماية حقوق الإنسان". المسؤول الأمريكي سجل قناعة البلدين بأن أهم طريقة لمكافحة الإرهاب تكمن في "مواصلة تعزيز المؤسسات الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان (...)، بحيث يصبح الجميع سواسية أمام القانون". مساعد كاتب الدولة الأمريكي صرح ل«المساء"، على هامش ورشة العمل الدولية التي احتضنتها الجزائر يوم الأربعاء الماضي، أن تجربة بلادنا في مكافحة الإرهاب تحظى باهتمام كبير من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيرا إلى أن بلاده تعتبر الجزائر شريكا إستراتيجيا ورئيسا في المنطقة ككل. هذا التصريح يتزامن مع تثمين المعهد الأمريكي المتخصص في الدراسات الجيوسياسية التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب، مشيرا في تقرير له نشر بحر الأسبوع، إلى ضرورة الاستفادة من تجربة السياسة الأمنية للجزائر في مكافحة التنظيم الإرهابي "داعش"، والذي يمثل الآن أكبر تهديد للأمن الإقليمي في شمال إفريقيا. كما طالب خبراء المعهد الأمريكي بإقامة شراكات محددة ومعمقة وذكية مع الجزائر، من أجل الاستفادة من دورها البناء في الحفاظ على السلم في المنطقة.