دعت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، إلى ضرورة التحرك بسرعة لمواجهة الاختلالات التي تعيشها بنية المجتمع الجزائري مما أدى إلى انتشار العديد من الآفات الاجتماعية ومنها ظاهرة الانتحار. وقال هواري قدور، الأمين الوطني للملفات المتخصصة على مستوى الرابطة بأن الانتحار أضحى مشكلة خطيرة تهدد الصحة العمومية، ملفتا إلى تسجيل الجزائر 1100 حالة انتحار وما يفوق ال10 آلاف محاولة انتحار فاشلة سنويا. أكدت منظمة الصحة العالمية، أن أكثر من 800 ألف شخص يقضون كل عام منتحرين، ما يجعلها تطالب الأمم بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمناهضة الانتحار المصادف ل10 سبتمبر من كل سنة، إلى تعزيز الالتزام والعمل في شتى أرجاء العالم من أجل منع حالات الانتحار التي تسجل ارتفاعا مخيفا كل سنة. في الجزائر حصرت الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، الأسباب المؤدية بالأشخاص نحو وضع حد لحياتهم في الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة للمجتمع، إلى جانب تنامي المشكلات النفسية والإحساس بعدم الأمان التي قد تؤدي إلى خلافات زوجية بالإضافة إلى البطالة، والإحساس بالتهميش أو بشعور الفرد بانعدام دوره في المجتمع. وتضيف الرابطة في بيان لها أن ظاهرة الانتحار قد أخذت أبعادا خطيرة وأشكالا عدة خصوصا بين الشباب الذين لم يعد يهتم بالحياة مفضلا الموت غير آبه بتحقيق هذه النهاية سواء أكانت غرقا في البحر عبر قوارب "الحراڤة"، أو دلو بنزين يسكب عليه من فوق مقر بلدية أو ولاية، أو الأقراص الطبية، الأسلحة والشنق أو الرمي بالنّفس من شرفات العمارات والجسور.. أو بشفرة حلاقة تقطع جسده أو إبرة تخيط فمه! كما يلفت البيان لكون بعض محاولات الانتحار تكون مجرد وسيلة احتجاج عن طريق تقطيع الأجسام في مشهد مرعب للفت الانتباه، وإبداء الاحتجاج على وضع معين أو حتى رغبة في إثبات الذات. وأوضح بأن الشرائح أكثر عرضة للانتحار في الجزائر تأتي كما يلي: 53 بالمائة من المُنتحرين بدون مهنة، و18 بالمائة يزاولون مهنا حرّة، و12 بالمائة يزاولون أعمالا هشّة إضافة إلى تسجيل نسبة 11 بالمائة وسط الموظفين. أما الطلبة والتلاميذ فنسبتهم قد وصلت إلى 6 بالمائة! وفي هذا الصدد فإن الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، تذكّر السلطات بضرورة فتح باب الحوار أمام المواطنين ومكافحة البيروقراطية وتوفير بيئة تسود فيها الشفافية والعدالة الاجتماعية، إلى جانب عدم تجاهل المشاكل والألغام الاجتماعية والتستر عليها بل السعي إلى أخدها بعين الاعتبار بجدية ومعالجتها في حينها قبل تفاقمها.