دقت الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان ناقوس الخطر بعد استفحال ظاهرة الانتحار و وصولها لمستويات و أبعاد أكثر خطورة خصوصا بين فئة الشباب الذين لم تعد مرارة الموت تمثل عائقا أمامهم بعدما وجدوا في واقعهم المعيش مرارة جعلتهم يقدمون على هته الأفعال المنافية للدين و الغير مسؤولة القارو نجيب و التي تبقى بعيدة كل البعد عن الصدور من انسان عاقل , و كشفت الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان بأن الشباب الذي جعل المغامرة في قوارب الموت و إشعال نفسه أو الانتحار بأقراص طبية أو القفز من جسور معلقة , أصبح بحاجة لمعالجة نفسية و دراسة سريعة و عاجلة للوقوف في وجه هته الإختلالات التي يعيشها المجتمع الجزائري , حيث اغتنمت الجمعية فرصة احتفال العالم باليوم العالمي لمنع الانتحار الذي يصادف اليوم 01 سبتمبر للتذكير بإحصائياتها التي جعلت الاستعجال في معالجة هته الوضعية أمرا محتوما 10 آلاف محاولة انتحار و 1100 ضحية تحصيها الجزائر سنويا تكشف الأرقام التي كشفتها الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان عن تنامي رهيب لظاهرة الانتحار بعدما وصل عدد المحاولات الفاشلة إلى أكثر من 10 آلاف محاولة سنويا باستعمال شتى الوسائل من الشنق و الحرق و الأدوية و شفرات الحلاقة و الأسلحة البيضاء , حيث يذهب أغلبها إلى حالات هستيرية يكون عليها المهدد بالانتحار لتلبية مطالب ما عبر سكب دلو بنزين على جسده من أمام مقر بلدية أو ولاية أو التهديد بالقفز من جسر أو عمارة في حالة عدم تلبية طلبه , فيما وصل عدد حالات الانتحار المنفذة و التي أودت بحياة أصحابها إلى 1100 حالة , أغلبهم من الشباب والمراهقين ، بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة وكذلك النفسية و فشل العلاقات العاطفية والإحساس بعدم الأمان التي قد تؤدي إلى خلافات زوجية ، بالإضافة إلى البطالة ، الإحساس بالحقرة والتهميش أو بشعور الفرد بانعدام دوره في المجتمع. نصف حالات الانتحار سببها البطالة .. وللموظفين نصيب وافر هذا و تكشف الأرقام التفصيلية بان 53 بالمائة من المنتحرين من البطالين الذين لا يملكون أي مصدر للدخل و يصبح واقعهم المرير سببا لإقدامهم على اعمال متهورة بحثا عن وضع حد لحياتهم أو استعمال التهديد كوسيلة لنيل مرادهم , فيما بلغت نسبة من يزاولون مهنا حرة أو أعمال هشة قرابة ال 30 بالمائة فيما مثلت نسبة الموظفين المفاجأة بعدما بلغت نسبة 11 بالمئة و هو ما يؤكد بأن البطالة لوحدها ليست سببا لتنامي الظاهرة التي يبقى الوضع الاجتماعي و غياب التوعية أحد ابرز أسباب تناميها خصوصا و أن عدواها وصلت لفئة الطلبة و التلاميذ و التي بلغت نسبة 6 بالمائة ما يؤكد بأن هته الظاهرة تحتاج معالجة سريعة و مستعجلة بعدما وصلت نسبها لأرقام غير مسبوقة في الجزائر متماشية مع النمو الرهيب للانتحار على المستوى العالمي حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 800 ألف شخص يقضون كل عام منتحرين، ما يعني أن حالة انتحار واحدة تقع كل 40 ثانية تقريباً .