تضاربت المواقف الفلسطينية من نتائج المساعي المصرية لإجلاس فرقاء الأزمة الفلسطينية إلى طاولة مفاوضات واحدة بهدف إنهاء الشرخ الفلسطيني الذي تعمق منذ أحداث 14 جوان من العام الماضي في قطاع غزة. فبينما أبدت حركة المقاومة الإسلامية حماس تفاؤلا بخصوص احتمالات متزايدة لجلوسها إلى طاولة مفاوضات واحدة مع غريمتها فتح ذهبت هذه الأخيرة إلى التقليل من أهمية النتائج المحققة واشترطت قبول غريمتها بكل الشروط المصرية الخاصة بخطة الوساطة.
وأكد عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني في هذا السياق أمس، أن حركته ترفض أي لقاء مباشر مع حركة "حماس" قبل التوقيع على الوثيقة التي ترعاها مصر والهادفة إلى إنهاء حالة الانقسام. ونفى أن تكون قيادة حركة فتح تلقت أي دعوة مصرية للمجيئ إلى القاهرة لعقد قمة مع قادة حركة حماس المتواجدين بها منذ ثلاثة أيام. وجاء تعليق الأحمد ردا على تصريحات مسؤولي حماس الذين اجتمعوا مع وسطاء مصريين بالعاصمة المصرية أمس وعبروا عن موافقتهم على اقتراح مصري لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع الفصائل الأخرى بما فيها حركة فتح وأن لجانا ستشكل لمناقشة وسائل تنفيذها. وقال موسى أبو مرزوق رئيس مفاوضي حركة حماس في تصريحات صحفية بعد محادثات مع مدير المخابرات العامة المصرية الجنرال عمر سليمان، أن هذا الاقتراح قد يمهد الطريق لإنهاء الأزمة الفلسطينية وإن اجتماعات أخرى ثنائية وثلاثية ستعقد خلال هذا الشهر من اجل بحث كل القضايا ذات الصلة برأب الصدع الفلسطيني. وكشف أبو مرزوق عن تشكيل خمس لجان لمناقشة مختلف القضايا الخلافية ومنها تشكيل الحكومة ومنظمة التحرير الفلسطينية والانتخابات الرئاسية والعامة وتركيبة الأجهزة الأمنية الفلسطينية وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 14 جوان 2007 تاريخ سيطرة حماس على قطاع غزة. ولكن عزام الأحمد قلل من أهمية تصريحات أبي مرزوق وقال أن مسؤولي حماس يعيشون "وهم" تمكنهم من فرض وجهة نظرهم على الآخرين وجعل قطاع غزة كيانا مستقلا تحت سيطرتهم. واتهم مسؤول حركة فتح قادة حركة حماس، بالعمل فقط من اجل كسب مزيد من الوقت الى غاية فرضهم كامل سيطرتهم على القطاع. وكان محمود الزهار العضو القيادي في حماس والمشارك في مفاوضات القاهرة، أكد من جهته امس ان مصر سترعى اجتماعا بين حركتي فتح وحماس سيعقد في القاهرة يوم 25 اكتوبر الجاري لبحث سبل إنهاء الانقسام الفلسطيني. واضاف ان اجتماع وفد حماس في القاهرة مع رئيس المخابرات العامة المصرية انتهى إلى الاتفاق على النقاط التي ينبغي التوصل إلى تفاهم بشأنها أثناء اللقاء المرتقب بين الحركتين وكذلك آلية بحث هذه النقاط. ولكن عزام الأحمد اكد ان حماس لا تملك حق رفض الخطة المصرية التي وافق عليها 12 فصيلا فلسطينيا. واشترط لإنجاح كل مفاوضات بضرورة وضع آجال زمنية ان كانت هناك رغبة صادقة لانهاء حالة الانسداد والشرخ القائم داخل السلطة الفلسطينية. وختم بالقول انه ماعدا ذلك فإن كل حديث عن تشكيل لجان ما هو الا محاولة لربح الوقت وعرقلة المفاوضات. وكشف ان المسؤولين المصريين يريدون موافقة كاملة على خطتهم قبل عقد أي لقاء بين الفصائل الفلسطينية لمناقشة التفاصيل.