أوضح مدير الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار، السيد كمال خربوش، خلال الملتقى الوطني الذي احتضنته ولاية جيجل، يومي 8 و9 أكتوبر الجاري، وضم مديرين وممثلي ملحقات الديوان عبر ال48 ولاية، بأن الملتقى فرصة تكوينية من أجل ضبط وحوكمة أنجح في التسيير المالي والمادي والبشري لمختلف ملحقات ومؤسسات الديوان، سيما وأن وزارة التربية الوطنية تعمل على تحقيق الاحترافية في التكوين بالدرجة الأولى. الملتقى جاء لتقييم ومتابعة الدخول المدرسي، حيث تقوم كل ملحقة بوضع مخطط عمل سنوي يضبط مع الديوان، ويتم تحيين كل بداية سنة، من أجل إدراج معطيات جديدة إيجابية يتم العمل بها. ويعد الدخول المدرسي لمحو الأمية 2016 / 2017 السنة الأخيرة من استراتيجية محو الأمية التي تبنّتها الدولة بين 2007 وسنة 2016، سطرت خلالها برنامجا تتكفل فيه الدولة بتوفير الإمكانيات المادية والبشرية وتسخير مراكز تابعة للدولة من أجل طمس مظاهر الأمية والعمل على تعليم الكبار، وهي الإستراتيجية التي يراها مدير ديوان محو الأمية بأنها ناجحة من خلال النتائج المحققة والمتمثلة أساسا في تحرير قرابة مليونين و200 ألف مواطن من الأمية، حيث تراجعت الأمية بشكل ملحوظ لتصل حسب تقديرات الديوان سنة 2016 إلى 12.33 بالمائة، بعد ما قدرت سنة 2008 ب22.3 بالمائة، حسب إحصاء الديوان الوطني لإحصاء السكن والسكان، و31.6 سنة 1998، أي قبل أن يتقرر إنشاء ملحقة لمحو الأمية بكل ولاية من ولايات الوطن، يأتي هذا في وقت يحصي فيه الديوان قرابة 4 ملايين أمّي تعدى سنّهم ال10 سنوات فما فوق. ومن نتائج الإستراتيجية الوطنية، حسب متحدثنا أيضا أنه تم إدماج أكثر من 1100 دارس بالتعليم الإبتدائي وأزيد من 9000 بالتعليم عن بعد، وإدماج أكثر من 19 ألفا بالتكوين المهني على أن يتم تقييم هذه السنوات من الإستراتيجية، لوضع استراتيجية أخرى مبنية وفق مفاهيم جديدة، على غرار إدراج تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة بمحو الأمية لتحقيق نتائج أكبر، سيما وأن تجربة الجزائر تعد رائدة في مجال القضاء على الأمية منذ الحقبة الاستعمارية.