خلصت نتائج التحقيق الوبائي حول تفشي التدخين والمشروبات الكحولية والمخدرات في الوسط المدرسي إلى أن أكثر من 54 ألف تلميذ من أصل مليونين، يتعاطون المخدرات، خاصة منها القنب الهندي تليه بنسب أقل الكوكايين والهروين وباقي المواد المخدرة الأخرى. دق محمد عبدو بن حالة، المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، أمس، بمقر إقامة القضاة بالجزائر العاصمة، ناقوس الخطر من تفشي تعاطي المخدرات في المؤسسات التربوية مما يتطلب تضافر الجهود لإعداد استراتيجية وطنية لمحاربة هذه الآفة. وكشفت الدراسة التي شملت 12103 تلاميذ أن 2,72 بالمئة من التلاميذ المستجوبين في الطورين الدراسيين المتوسط والثانوي تعاطوا القنب الهندي خلال الأشهر ال12 الأخيرة التي سبقت الدراسة و0,42 بالمئة تعاطوا الكوكايين و0,33 الهروين و2,66 المهلوسات، ناهيك عن التبغ بنسبة 9, 32 بالمئة والشيشا ب8,5 و«الشمة" ب4,55 والكحول ب1,95 بالمئة. وأكدت النتائج أن نسبة تعاطي التبغ والمخدرات والمشروبات الكحولية ترتفع لدى التلاميذ الذين تتجاوز أعمارهم 17 عاما وهم في غالبيتهم من الراسبين، حيث تجاوزت نسبة تعاطي القنب 7 بالمئة والكوكايين 0.98 بالمئة والهروين 0,89 بالمئة، وأعلى نسبة سجلت في التدخين بأكثر من 19 بالمئة، بينما تنخفض هذه النسب لدى التلاميذ الأقل من 15 سنة وتنتشر في أوساط الذكور أكثر من الإناث وبالدرجة الاولى بالمناطق الحضرية. ومن بين ما انتهت إليه الدراسة وجود عدة عوامل ساهمت في تفشي الظاهرة كانخفاض سعر القنب الهندي مقارنة بباقي المواد المخدرة، وأيضا عوامل اجتماعية ورفقاء السوء.. وخلصت الدراسة إلى أن نسبة التعاطي انخفضت في الشهر الأخير مقارنة ب12 شهرا التي شملتها الأسئلة في تغير اعتبره داود بلقاسمي مدير المركز الذي أجرى الدراسة دليلا على أن بعض التلاميذ توقفوا عن تعاطي المخدرات. كما خلصت إلى أن التلاميذ لا يعرفون القانون جيدا ولا يقدرون المخاطر التي يحدثها استهلاك المواد المخدرة المختلفة على صحتهم بما جعلها توصي بضرورة المبادرة بعمل تحسيسي وتوعوي ضمن توصية شدد عليها مدير الديوان الوطني لمحاربة المخدرات الذي وصف الأرقام المتوصل إليها حتى وإن كانت بنسب متدنية بالخطيرة والمقلقة. وقال إن مجرد الحديث عن تعاطي المخدرات في الوسط المدرسي أمر خطير ومقلق في حذ ذاته، مؤكدا أن محاربة الظاهرة هي مسؤولية الجميع وتتطلب تضافر جهود كل القطاعات بدءا من وزارة التربية وحتى قطاعات الإعلام والصحة والمسجد وغيرها. وأعلن عن الإعداد في الأشهر القادمة، لإستراتيجية وطنية لمكافحة الآفة وذلك بعد تحليل وقراءة نتائج هذه الدراسة التي تعتبر الأهم من حيث الحجم في إفريقيا والوطن العربي. للإشارة، فإن الدراسة التي أعدها المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكان والتنمية بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم شملت عينة تمثيلية تضم 12103 تلميذ من أصل مليونين و111 ألف و700 تلميذ موزعين على 240 فوجا تربويا من التعليم المتوسط و186 فوجا من التعليم الثانوي عبر 46 ولاية بعد استثناء ولايتي تندوف وإليزي. كما تم استبعاد تلاميذ السنة الاولى متوسط لصغر سنهم بتوصية من الخبراء وإعفاء تلاميذ السنة الرابعة متوسط والثالثة ثانوي لأسباب بيداغوجية. وجرت الدراسة في الفترة الممتدة من 17 إلى 21 أفريل الماضي، حيث تضمن الاستبيان 119 سؤالا موزعة على محاور متكاملة تسمح بإجراء شبكة التعاون "ميدنات" التابعة لمجموعة "بومبيدو" العضوة بالمجلس الأوروبي مقارنة مع نتائج الدراسات الميدانية المماثلة التي أنجزت في البلدان الأعضاء في الشبكة. وتمحورت الأسئلة حول مستوى تمدرس التلاميذ وظروف المعيشة وبعض مميزات أسرة التلميذ وآراء التلميذ وسلوكه واستعمال التبغ واستعمال المشروبات الكحولية واستعمال القنب والمؤثرات العقلية والمواد غير المشروعة.