تعتزم مؤسسة "دار العشاب للمكملات الغذائية" بعين الترك في ولاية وهران، تنظيم دورة تكوينية في تخصص تحضير الأعشاب الطبية في شهر ديسمبر القادم بوهران، وأكد مدير المؤسسة السيد محمد حميدي، الخبير الدولي في الأعشاب الطبية والطب التقليدي، أنه سيشرف خلال الدورة على تكوين 30 متربصا في مختلف التخصصات التابعة لهذا الاختصاص، لافتا إلى أهمية إدراج الطب التقليدي في المنظومة الصحية، لأنه مطلب المنظمة العالمية للصحة. قال محمد حميدي، أول خبير دولي في الأعشاب الطبية والطب التقليدي، رئيس اتحاد العشابين ومحضري الأعشاب الطبية ومدير مؤسسة "دار العشاب للمكملات الغذائية" بعين الترك في وهران، أنه وفق اتفاقية مع تعاضدية ‘بوزفيل' يتم إجراء تكوينات متخصصة في مجال طب الأعشاب والمكملات الغذائية، ملفتا إلى أنه سيشرف خلال الدورة التكوينية المنتظرة على تكوين 30 متربصا في مختلف التخصصات، ومنها الخرجات الميدانية للتعرف على الأعشاب الطبية المحلية، طرق جني الأعشاب وتحضيرها، كيفية استخلاص الزيوت من الأعشاب الطبية وكيفية استعمالها في العلاج، إضافة إلى تعليم الطرق الصحيحة للتخزين والتعريف بالإطار القانوني لحرفة العشابين، مع دراسة مداخل في علم النباتات. تدوم فترة التعرف على الأعشاب وكيفية تحضيرها 4 أيام، ثم يأتي برنامج متخصص متعلق باختصاص عشاب محترف، يدرس خلالها المتربص حوالي 20 نبتة طبية، إضافة إلى تحويل النباتات الطبية وكيفية صناعة الكريمات ومستحضرات التجميل المستخلصة من الأعشاب، وهي مدة قد تصل إلى ثلاثة أشهر أوأكثر. قال المتحدث الذي التقته "المساء" على هامش الصالون الوطني الثالث للنباتات العطرية والطبية والنباتات المستعملة في صناعة العطور، المنتظم مؤخرا بالعاصمة، أنه بفضل هذه الدورات التكوينية تخرج حوالي 170 شخصا هم حاليا يمارسون عملهم في مجال العلاج بالنباتات الطبية. الاهتمام بالأعشاب الطبية كان دائم الحضور في مجتمعنا، غير أن اللافت للنظر ظهور العديد من الصيدليات المتخصصة في هذا النوع من العلاج خلال السنوات الأخيرة، إذ يؤكد السيد حميدي أن هذا الأمر لا يغني مطلقا عن الطب الحديث "وإنما التداوي بالأعشاب مكمل للطب، لذلك أنا لا أؤمن بالمثل الشعبي القائل ‘أليّ ما يقتل يسمّن' وهو المثل المأخوذ به على نطاق واسع ضمن استهلاك أنواع من الأشربة المعتمدة على بعض الأعشاب أو حتى خلطات محضرة لهذا المرض أو ذاك"، يقول المتحدث مؤكدا أن كل عشبة أو نبتة لها إيجابيتها وسلبياتها، وعليه لا بد من الحذر أثناء تناول هذه المكملات. يشير الخبير الدولي في الأعشاب الطبية إلى أنه درس في المستشفى الدولي "خوايخوا" للطب التقليدي بالصين الشعبية، وهو أول خبير دولي معتمد من هيئة الخبراء الدولية بالأمم المتحدة والتي تضم الصين، فرنسا، الجزائر والمغرب. وطالب وزارة الصحة بأهمية التفكير جديا في إدراج الطب التقليدي في المنظومة الصحية وتدريسه أيضا "لأنه مطلب المنظمة العالمية للصحة التي توصي بأهمية تدارس الطب التقليدي، كونه يقوم على أسس علاجية صحيحة أثبتت نجاعتها كثيرا، من أجل تعملها على يد خبراء وإبعادها عن المتطفلين"، يضيف الخبير. وقال بأن عمله في المجال بدأ بعد رحلته الشخصية بهدف إيجاد علاج لداء الصرع الذي كان مصابا به. وهو الداء الذي أجمع الأطباء المعالجين له في طفولته على أنه لن يشفى منه، "أدت بي تلك التصريحات إلى القنوط وبسبب مرضي تسربت من الدراسة، ثم رحت أبحث لنفسي عن مخرج لي من هذا النفق. وبفضل أبحاثي، وجدت أن فيه نوعا من الأعشاب الطبية تخفف من حالات الإصابة بالصرع، وفعلا عملت شخصيا على تحضير خلطة للصرع وأخذتها وفق رزنامة محددة، وبعد مرور الوقت خفت نوبات الصرع لدي إلى أن اختفت كلية بعد سنوات، حتى أنني لم أصب بأية نوبة منذ 15 سنة"، يروي لنا الخبير حكايته مع اختصاصه. ولأن الإقبال يتزايد على أنواع من الأعشاب والخلطات، يؤكد محمد حميدي أن كل موسم له زبائنه، فموسم البرد والشتاء تعرف الأشربة و'التيزانات' الخاصة بالرشح والأنفلونزا إقبالا ملحوظا، خاصة التي يدخل الزنجبيل والزعتر والنوخة والقرفة في تحضيرها، فيما يعرف الموسم الصيفي إقبالا على الخلطات المنحفة والمسمنة خاصة من قبل الفتيات والنساء تبعا لكثرة المناسبات خلال العطلة الصيفية.