شارك وزير المالية السيد كريم جودي أول أمس بواشنطن في أشغال لجنة تطوير البنك العالمي التي تمثل اللجنة الوزارية المشتركة لمجلسي محافظي البنك العالمي وصندوق النقد الدولي، إضافة إلى الاجتماع الذي جمع البلدان العربية بالبنك العالمي. وقد تناولت أشغال لجنة تطوير البنك العالمي التطورات الأخيرة للوضع الاقتصادي وآثاره على النمو على المدى البعيد وكذا مكافحة الفقر في العالم، مع التركيز على الدورالذي يضطلع به كل من البنك العالمي وصندوق النقد الدولي لضمان حماية الشعوب الفقيرة. كما تطرقت اللجنة الوزارية المشتركة إلى تعزيز مشاركة الدول النامية والدول الناشئة في مجموعة البنك العالمي، إلى جانب تحديد الإطار الاستراتيجي للبنك العالمي إزاء قضايا التنمية والتغيرات المناخية. على صعيد آخر سمح اللقاء الذي جمع وزراء المالية العرب ورئيس البنك العالمي السيد روبير زويليك بالتعرض إلى وقع الأزمة المالية الراهنة على النشاط الاقتصادي في العالم العربي، وعلى أداء البلدان العربية في مجال الإصلاحات المعتمدة، والحكامة وتحسين مناخ الاستثمار، إضافة إلى الموارد التي درها ارتفاع أسعار النفط والتي مكنت بلدان المنطقة المصدرة للنفط من رفع استثماراتها في البلدان النامية. وبخصوص الأزمة الغذائية المترتبة عن التهاب أسعارالمواد الفلاحية وارتفاع أسعارالنفط ذكر الوزراء العرب السيد زوليك بأن، أغلبية البلدان العربية تدعم أسعارالمواد النفطية والغذائية بصفة واسعة، مما يؤثر سلبا على ميزانياتها. كما لاحظوا أن البنك العالمي قرراعتماد تسهيلات من شأنها مساعدة الدول الفقيرة على مجابهة أزمة المواد الفلاحية غير أن هذه الإعانات لم يستفد منها من البلدان العربية سوى موريتانيا وجيبوتي والصومال، داعيين البنك العالمي إلى إعداد مخطط من شأنه أن يسمح بمساعدة دول المنطقة على تجاوز آثارالأزمة على المدى القصير، من خلال تعزيز الشبكات الإجتماعية وإستهداف المستفيدين والدعم المالي. وعلى المدى الطويل عن طريق تطويرالفلاحة. من جهة أخرى اجتمع محافظو المجموعة ضمن البنك العالمي وصندوق النقد الدولي التي تنتمي إليها الجزائر (كونستيتيوانسي) والتي تضم أيضا المغرب وتونس وأفغانستان والباكستان وإيران وغانا، على هامش هاته الجلسات لمناقشة الانشغالات المتعلقة بها. وحضر السيد جودي كذلك إجتماع المحافظين الأفارقة مع السيد زويليك لدراسة المسائل المتعلقة بالتمثيل وحق الإنتخاب ضمن هيئات "برتون وود" وتعزيز نوعية التأطير البشري وتطوير الفلاحة. كما شارك وزير المالية في أشغال اللجنة المالية والنقدية الدولية لصندوق النقد الدولي والتي تم خلالها التطرق إلى المسائل المتعلقة بدعم النمو والرهانات العالمية وبرنامج صندوق النقد الدولي في مجال المراقبة، وقد ساندت اللجنة المتكونة من 185 بلد، مخطط العمل المحرر من طرف وزراء المالية لمجموعة ال7 و الهادف إلى تحرير الأسواق النقدية والسماح للبنوك برفع رؤوس الأموال بالأسواق العمومية والخاصة وتحرير سوق القروض العقارية. كما التزم صندوق النقد الدولي بمساعدة الدول ضحايا الأزمة المالية وتوفير السيولات اللازمة في متناول الدول المتضررة. و بالموازاة مع هذه الإجتماعات إلتقى السيد جودي بواشنطن بمحافظ البنك المركزي بنيكاراغوا ورئيس الصندوق الفرنسي لصناديق الإدخار والتوفير السيد شارل ميلو.