قرر عمر فطموش محافظ مهرجان بجاية الدولي للمسرح إعادة النظر في تاريخ تنظيم هذه التظاهرة بداية من دورة 2017 حتى لا يتقاطع موعده مع حدث تنظيم المعرض الدولي للكتاب، وسيتم التقديم أوالتأخير بالنسبة لمعرض الكتاب. وأكد عمر فطموش في ندوة صحفية، عقدها أمس بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي بالجزائر العاصمة، الكشف عن تفاصيل وبرنامج الدورة الثامنة لمهرجان بجاية الدولي للمسرح، المرتقب إجراءه من 30 أكتوبر إلى 4 نوفمبر المقبل، أنه يفكر في إيجاد حل لموعد المهرجان، حتى يجد صدى إعلاميا واسعا، ذلك أن معرض الكتاب يعد الحدث الأكثر الأهمية في المشهد الثقافي الجزائري. وبخصوص الدورة الثامنة، قال فطموش إن 27 فرقة مسرحية تمثل 17 دولة ستشارك في المهرجان، وأنه تم اختيار فرنسا ضيفة شرف، والتي ستحضر بأربع مسرحيات محسوبة على السفارة الفرنسية بالجزائر، بالإضافة إلى عدد من الفرق الفرنسية المستقلة، وسيفتتح المهرجان بالمسرحية الفرنسية «حامل التاريخ» التي نالت جائزتي موليير. والعرض سيعاد يوم 2 نوفمبر المقبل بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي. وستشهد التظاهرة تنظيم ملتقى دولي أكاديمي حول «المسرح والميتولوجيا في المتوسط»، علاوة على تنظيم ورشة تكوين في النقد المسرحي موجه للصحفيين المهتمين بالفن السابع. وحسب فطموش، فإن هذه الدورة ستقف عرفانا لاسمين مميزين في عالم المسرح، وهما موحيا ونبيل فارس. ويعد نبيل فارس كاتبا وعالما نفسانيا مهما، توفي في شهر أوت الماضي بباريس، وهو ابن عبد الرحمان فارس رئيس سابق للحكومة المؤقتة الجزائرية سنة 1962 غداة الاستقلال، ودرس نبيل فارس الفلسفة وعلم الديانات والأدب بجامعة الجزائر، وهو متحصل على شهادة دكتوراه دولة في الأدب، بكل من الجزائروفرنسا حيث عمل أستاذا محاضرا بجامعة غرونوبل (فرنسا). ويتطرق الفقيد في أعماله إلى المنفى والمهجر وهو موضوع شغل مكانة هامة في عدد من كتبه مثل «المنفى النسوي: شعر المشرق والغرب» (ارمتون 1986) و«المهاجرون، تواريخ» (منشورات آموك سنة 2001). أما موحيا فهو مسرحي معروف نقل أهم أعمال المسرح العالمي إلى المسرح الأمازيغي، مثل أعمال صامويل بكيت وموليير وبريخت وغيرهم، حيث قام بإسقاطها على الواقع الجزائري مثلما فعل مع نص «طبيب رغما عنه» لموليير و«في انتظار ڤودو» لبكيت. وتطرق عمر فطموش إلى موضوع التكوين، وقال إن المهرجان يحرص على أن يكون دوريا، وسيتم تأطير ورشة خاصة بمسرح الشارع، يشرف عليها محترفون، كما مدح المتحدث مهرجانه، إذ أشار إلى أن العديد من الدول تريد المشاركة بصفة مجانية لما عرفته التظاهرة من سمعة طيبة، مؤكدا أن الأمر سيريحه خاصة مع سياسة ترشيد المال التي فرضتها الدولة.