تميّز الصالون الدولي السابع للطاقات المتجددة والطاقات النّظيفة والتنمية المستدامة المقام بوهران، بمشاركة واسعة من قبل العديد من المهتمين في طبعة هذا العام، تحت شعار «صناعة الطاقات المتجددة في خدمة اقتصاد متنوع وتنافسي». ومن بين هذه المؤسسات المؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية بسيدي بلعباس «إيني»، التي بصمت على حضورها من الباب الواسع، وكانت في موعد صالون وهران لتعرض مشاريعها الأولى في صناعة الطاقات المتجددة وفي الطاقة الشمية على وجه الخصوص، وتكشف عن رغبتها في البحث عن مكانة لها تحت الشمس في هذا العالم الصناعي المتجدد. وحسب السيّد بوراوسي محمد، رئيس وحدة الطاقة الشمسية بمؤسسة «إيني»، فإن هذه المؤسسة بدأت تخطو خطواتها الأولى سنة 2013، من خلال إنشاء وحدة الطاقة الشمسية تبعا لمشروع قدمه هو شخصيا، يهدف إلى تطوير المؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية بسيدي بلعباس، والذي كان بالإمكان الإنطلاق فيه قبل تلك السنة، لكن لاعتبارات إدارية تأخر تجسيد المشروع ولا دخل للمعدات والتجهيزات في ذلك يؤكد بورواسي الذي قدم تعريفا بهذه الوحدة الجديدة المسماة بوحدة إنتاج اللوحات الشمسية «إيني سولار»، والتي لم تتأخر فور إنشائها في تجسيد بعض المشاريع خاصة ما تعلق منها بالإنارة العمومية، بداية بمشروع 312 نقطة إنارة بواسطة الطاقة الشمسية على مستوى المطار الدولي أحمد بن بلة بوهران سنة 2013، ليتبعه مشروع آخر في السنة الموالية (2014)، والذي اعتبره بورواسي بالرهان الكبير الذي كان على مؤسسة «إيني» كسبه، ويتعلق الأمر بإنجاز 750 نقطة إنارة بمدينة سيدي بلعباس، التي تعد المدينة الوحيدة في الجزائر التي استفادت من مثل هذا المشروع وعبّر المتحدث عن ارتياحه لنجاح هذا المشروع وللصدى الإيجابي الذي تركه لدى ساكنة مدينة سيدي بلعباس بمختلف شرائحها، والتي أثنت وثمّنت مثل هذه المبادرات التي هي من تجسيد عقول وسواعد جزائرية. توسيع نشاط مؤسسة «إيني»، ووحدتها المختصة في صناعة اللوحات الشمسية، مس أيضا المواعيد والمناسبات السنوية، كموسم الاصطياف لهذا العام (2016)، الذي استغلته لتجسيد مشروع بولاية مستغانم، بإنجاز 50 نقطة ضوئية بالطاقة الشمسية بشاطئ الخروبة. وحاليا تعمل مؤسسة «إيني» على إنجاز 14 نقطة ضوئية بالمركّب الصناعي للعتاد الفلاحي بمدينة سيدي بلعباس، في انتظار معرفة مآل المفاوضات التي تجريها «إيني» مع الشركة الوطنية للآبار، وهي فرع من فروع المجمّع الوطني العتيد سوناطراك، بغرض إنجاز نقاط ضوئية بالمجمّعات السكنية لعمالها في الصحراء، رغبة في تقليص التكلفة المالية التي تثقل كاهلها بالإعتماد على مادة «القازوال» للإنارة بهذه المجمّعات.وحسب ممثل شركة «إيني»، فإن هذا المشروع هو قيد الدراسة من قبل شركة الآبار التي سبق لها وأن تلقت عينة لدراستها حسب المحيط والبيئة التي يتواجد فيها عمالها، على أمل تطبيقه في السنة القادمة 2017، التي ستكون منطلقا لمشاريع أخرى هامة، مشيرا إلى أن طاقة إنتاج وحدة صناعة اللوحات الشمسية تبلغ 18 ميغاوات سنويا أي ما يعادل إنجاز 60 ألف لوحة شمسية سنويا. ممثل مؤسسة «إيني» ثمّن من جانبه تنظيم مثل هذه التظاهرات والصالونات الدولية والوطنية، حيث قال عن ذلك: «من خلال مشاركاتنا في تظاهرات مثل هذا الصالون الدولي بوهران، تمكنا من التقرّب من فاعلين في مجال الطاقات المتجددة، وشركاء اقتصاديين وباحثين في الميدان، لتبادل الآراء بيننا وبينهم، وبالتالي الظفر بمشاريع هامة لمؤسستنا ولكل راغب في الاعتماد على الطاقات المتجددة والبديلة ومنها الطاقة الشمسية». البيئة وترقية الطاقات المتجددة بالإضافة إلى الجانب الصناعي والطاقوي، فإن المجال البيئي حاضر بقوة في الصالون ممثلا في مراكز البحث والجمعيات التي تعنى بالطاقات المتجددة والبيئة، وجمعية حماية البيئة وترقية الطاقات المتجددة التي يوجد مقرها بوادي سوف، سجلت حضورها بواسطة أمينتها العامة الدكتورة سحنون فتيحة، الباحثة في مركز تطوير الطاقات المتجددة، والتي أكدت على إرادة جمعيتها في مرافقة البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة والكفاءة الطاقوية، الذي يهدف إلى إنتاج 40 في المائة من الطاقة الكهربائية الشمسية في آفاق 2030، وأن تكون وسيطا بين المستهلك والوصاية، بالإضافة إلى العناية بالتكوين لمصلحة الطلبة المهتمين بالطاقات المتجددة، والمستثمرين وأصحاب الشركات، خاصة وأن أعضاء هذه الجمعية خليط من أساتذة وباحثين جامعيين، وخبراء يعملون للحفاظ على البيئة. في ذات السياق ولتعزيز توجهها كشفت الدكتورة سحنون، عن إبرام جمعية حماية البيئة وترقية الطاقات المتجددة لاتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية للتغيرات المناخية، تهدف إلى تحسيس ونشر كل المعلومات المتعلقة بالطاقات المتجددة، وإصدار مجلات وتنظيم ملتقيات مؤتمرات في الجزائر في هذا المجال.