قالت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أول أمس، إنّ مصالحها تعمل على ضمان التواصل بين المدرسة والثقافة عبر وسائط الكتاب، وترغيب التلاميذ في المطالعة، وهو الهدف الذي تشتغل عليه وزارة التربية تجسيدا للإصلاحات التي أطلقها رئيس الجمهورية سنة 2003. أوضحت وزيرة التربية خلال كلمتها في ندوة «عندما يذهب الأدب إلى المدرسة»، أنّ صالون الجزائر الدولي للكتاب هو حدث مهم في الحياة الثقافية، وفضاء لالتقاء الثقافة بالمدرسة. وقالت: «السيلا موعد هام، والدليل أنّ السنة الفارطة شهدت زيارة 16 ألف تلميذ أتوا من 21 ولاية، وأنه اليوم فقط يتواجد 4310 تلاميذ قدموا من 9 ولايات مختلفة، فالتظاهرة هي فرصة يلامس فيها الطفل الكتاب». وعرّجت نورية بن غبريط على مسعى وزارة التربية لتشجيع الكفاءات الوطنية في مجال النشر، وعلى العمل المتواصل في إطار الشراكة مع وزارة الثقافة وبمساعدة الكُتّاب الجزائريين، بغية الارتقاء بالمنظومة التربوية، وبلوغ مدرسة نوعية، الأمر الذي يستوجب، حسبها، ممارسات مبتكرة. كما أوضحت الوزيرة أنه منذ الطبعة السابقة للصالون، المدرسة ترافق الحدث في إطار مسعاها لضمان احتكاك التلميذ مباشرة بالكتاب والمثقف، سواء في مجالات المسرح أو الشعر أو الأدب. وعرّجت المتحدثة على عمل الوزارة ونظرتها التي تُعنى بالتعليم باللغات الثلاث؛ العربية والأمازيغية والفرنسية، مع ضمان تغطية الحقب التاريخية المختلفة، إضافة إلى تعزيز تواجد التراث والثقافة المحلية في البرامج، بدون إغفال الكُتّاب الجزائريين. ونوهت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط بالتتويج الذي ناله الطفل محمد عبد الله فرح جلود، الفائز، مؤخرا، بجائزة تحدي القراءة العربي بدبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، واعتبرته دليلا على الكفاءات التي تزخر بها الجزائر التي تهتم بالقراءة. من جهته، اعتبر عز الدين ميهوبي وزير الثقافة، صالون الجزائر الدولي للكتاب الحدث الثقافي الأهم وطنيا؛ لما يستقطبه من جمهور غفير سواء لاكتشاف الكتاب أو حضور النشاطات، وندوات التظاهرة. وقال: «جميل أن يتزامن صالون الكتاب مع العطلة المدرسية، هذا التوقيت مكّن العائلات من التوافد رفقة أبنائها للاتصال بالكتاب، وهذا جواب على كل من يسأل: هل الجزائري يقرأ؟». وأوضح الوزير أن مظاهر القراءة في الجزائر تختلف عما هي في الغرب الذي يقرأ في الأماكن العامة. أما الجزائري فله طقوسه، وينعزل بكتابه في فضاء مغلق. وتكلم عز الدين عن حضور الأديبة أحلام مستغانمي الصالون قبل أيام، واصفا لقاءها بمحبيها بأهم حدث شهدته الساحة الثقافية الجزائرية مؤخرا، لأنها، حسب تعبيره، «أيقونة عالمية نعتز بها، حلّقت باسم الجزائر عاليا في أهم المحافل الدولية»، مضيفا أن احتضان الجمهور لها بتلك الطريقة يؤكد مكانتها الأدبية. وأضاف الوزير أن الصالون فرصة لاكتشاف أسماء جديدة. وعن موضوع ندوة المدرسة والأدب أكد أنه يجب إيجاد مكانة لأدبنا المحلي في مناهج الطفل، ليملك معالمه الخاصة. من جهة أخرى، احتفى ميهوبي بالمتوَّج محمد عبد الله فرح جلود في تحدي القراءة العربي الذي تم مؤخرا بدبي، معلقا بأن جيل مدرسة الجزائر المستقلة نال العديد من الجوائز المطروحة عربيا، ويفرض نفسه أينما حل.