احتفالا بثورة الفاتح نوفمبر المجيدة، أشرفت، أمس، وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، رفقة وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، بقاعة المحاضرات بقصر المعارض، على افتتاح ندوة حول المدرسة والأدب تحت شعار «عندما يذهب الأدب إلى المدرسة».ويندرج هذا في إطار الندوات المنظمة في صالون الجزائر الدولي للكتاب سيلا 2016. أكدت بن غبريت، على أهمية المشروع المدرسي الوطني الذي يتضمن إدخال التراث الثقافي والأدبي ضمن المناهج التربوية للجيل الثاني حيث تلتقي الثقافة بالتربية وتمتزج بشكل طبيعي في حياة المتمدرسين لإعداد جيل يساهم في إرساء قيم الأمة والوطن. وأضافت بن غبريت أن الوزارة ماضية بشكل مستمر في هذا الإصلاح بصفة تدريجية، حيث تم في هذا الإطار انطلاق تظاهرة «المسرح في المدرسة» بقسنطينة في مرحلة أولية شملت 24 مؤسسة تربوية في الأطوار الثلاثة، يتم بموجبها تقديم مسرحيات للتلاميذ داخل المدارس. وقالت الوزيرة:»سنعمل على إدخال نصوص الأدباء الجزائريين في الكتب المدرسية للأطوار الثلاثة حتى تترسخ صورة واضحة للأجيال بما تزخر به الجزائر وبما أنجبت من أدباء ومفكرين قدموا الكثير على المستوى الوطني والعالمي» وأردفت»سيتم ترقية نوادي القراءة وفضاءات المطالعة بالمدارس، وإقامة نشاطات ثقافية بها في هذا الإطار». من جهته وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أكد أنه لا يمكن تصور وجود منظومة تربوية دون الأدب الذي يجب أن تتضمنه المناهج حتى يتعرف أطفالنا على أدباء وطنهم الجزائر الذي أنجب خيرة الأسماء عبر التاريخ خاصة ونحن نعيش نشوة الاحتفالية بأكبر ثورة عرفها التاريخ البشري. وقال الوزير أيضا «إن الصالون الدولي للكتاب، أهم حدث ينتظره الجزائريون، يستقبل أكبر جمهور سنويا، وما زاده زخما تزامنه هذه السنة مع العطلة المدرسية مما مكّن العائلات من الحضور بأعداد هائلة رفقة أبنائهم ليكون الطفل في اتصال مباشر مع الكتاب». وتساءل، «من قال أن الجزائري لا يقرأ ولا يحب الكتاب، في الغرب الفرد يقرأ في الميترو وفي الفضاءات المفتوحة، لكن الجزائري يقرأ في الأوساط المغلقة والدليل الإقبال المتميز والمتزايد للجمهور في هذه الطبعة». بطاقات مكتبات مجانية للتلاميذ كشف ميهوبي، أن وزارته ماضية في دعم إدراج الأدب في الحياة المدرسية، وكانت أخر تعليمة في هذا الصدد وجهها إلى مدراء المكتبات العمومية، أمرهم من خلالها بإصدار بطاقات الإنخراط مجانا للمتمدرسين في الأطوار التعليمية الثلاث. يذكر أن «الشعب»، تطرقت في عدد سابق، إلى ملف غياب النصوص الأدبية للكتاب الجزائريين من المناهج التربوية والتعليمية بالجزائر، استضافت حينها مفكرين ومفتشين من وزارة التربية، وأدباء أجمعوا على ضرورة إدراج الأدب الجزائري بالمنظومة التربوية، لما لذلك من مساهمة فعّالة في إحياء قيم الأمة وبناء النشء.