كان الوضع في سوريا في صلب المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأمريكي الجديد، دونالد ترامب ضمن مؤشر قد يساعد على إنهاء الحرب الأهلية المستمرة في هذا البلد منذ أكثر من خمس سنوات. وكشفت الرئاسة الروسية أن المكالمة الهاتفية الأولى من نوعها منذ فوز ترامب بكرسي الرئاسة الأمريكية تناولت الوضع في سوريا. وحتى وإن لم يتم الكشف عن فحوى الاتصال إلا أن تأكيدات المرشح الجمهوري بأنه لا يعارض بقاء الأسد في السلطة بقدر ما يهمه تدمير تنظيم «داعش» الإرهابي والقضاء على كل عناصره تعطي الاعتقاد بإمكانية التوصل إلى أرضية توافقية بين موسكو وواشنطن من أجل وضع حد للحرب الأهلية في هذا البلد على نقيض التباين الذي حكم علاقة روسيا والولايات المتحدة في عهد الرئيس باراك أوباما.وحسب مصادر الرئاسة الروسية، فإن الرئيسين أكدا على أن واقع العلاقات بين البلدين غير مرض تماما، في تأكيد على ضرورة تطويرها وإخراجها من دائرة التوتر التي كادت أن تعصف بها خلال عهدتي الرئيس الأمريكي المغادر باراك أوباما. وأكد بيان قصر الكريملين أن الرئيسين اتفقا على «تطبيع» العلاقات بين بلديهما بما يعني بحث القضايا الخلافية وعلى رأسها الحرب في سوريا. في نفس السياق، أصيبت الطبقة السياسية في الكيان الإسرائيلي المحتل بصدمة حقيقية بعد تصريح الرئيس الأمريكي الجديد بأنه عازم على تحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ووصفت مختلف الدوائر الإسرائيلية ووسائل الإعلام فيها هذا التصريح بمثابة «مفاجأة من العيار الثقيل». وجاء هذا التصريح إلى نقيض التزامه خلال حملته الانتخابية بأنه لن يضغط على إسرائيل لاستئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين. وأكدت صحيفة «إيديعوت أحرونوت» في عنوان كبير :«ترامب يغيّر الاتجاه»، وأكدت أن تصريحاته لصحيفة وول ستريت جورنال» بداية «نزول ترامب عن شجرة وعوده الصارمة والحادة والخيالية أحياناً في حملته الانتخابية». وأضافت الصحيفة أن حديث الرئيس المنتخب عن عزمه حل الصراع لم يكن التغيير الوحيد في مواقف ترامب إنما أيضاً وعده في حملته الانتخابية نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وهو ما جعل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يحث وزراءه ونواب الكنيست بالانتظار حتى تتسلم الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها «لبلورة سياسة هادئة، وليس من خلال مقابلات إعلامية».