اهتز العالم، صباح الأربعاء، 9 نوفمبر 2016، بخبر فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة لولايةٍ من 4 سنوات، وهو الرجل الذي ينوي إحداث تغيير كبير في السياسة الخارجية لأقوى دولة في العالم، وعُرفت عنه أفكارُه التي وصفت ب"الغريبة" ومشاعره العدائية للمسلمين والمهاجرين واللاجئين. وهذه أبرز الملفات التي قد تشهد تغييرا جذريا مع وصول ترامب إلى الرئاسة. روسيا ليست عدوا صرَّح ترامب مرارا خلال حملته الانتخابية، بضرورة بناء علاقة ودّية مع روسيا تفضي إلى تقليل المشاكل بين البلدين، ولم يُخفِ إعجابه أيضا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إنه يحظى عنده "باحترام كبير". وأضاف أن "الولاياتالمتحدةوروسيا يمكنهما العمل معا لهزيمة الإرهاب". سأتحادث مع زعيم كوريا الشمالية فاجأ ترامب العالم بتصريحه في 17 ماي 2016، عندما قال في مقابلة مع وكالة رويترز إنه "ينوي الحديث مع زعيم كوريا الشمالية كيم جون"، وهو الزعيم الذي يعتبره الديمقراطيون على رأسهم أوباما "خطرا على العالم"، بسبب الاستمرار في تجاربه النووية وتهديد كوريا الجنوبية حليفة واشنطن. متحمسٌ لتفكيك الناتو وجّه ترامب سهام نقده النارية إلى حلف الناتو ووصفه ب"الحلف البالي الذي عفا عليه الزمن"، كما نعت أعضاءه بأنهم "حلفاء جاحدون يعيشون عالة على كرم أميركا في الإنفاق، وهم غير مؤهّلين لمحاربة الإرهاب". وأضاف: "سأعود مطولا إلى التحدث عن منظمة الحلف، عن حقيقة أن العديد من الدول لا تتحمّل المسؤولية. إننا نتولى حمايتها، إنها تحصل على كل أنواع الحماية العسكرية على حساب الولاياتالمتحدة. على حسابكم. أرفض هذا. إما أن تدفع حصَّتها، بما في ذلك العجز السابق أو تخرج. وإذا كان لابدّ من تفكيك حلف الناتو، فليتفكك". عدائية شديدة للمهاجرين المسلمين في 5 أوت 2016 وصف ترامب المهاجرين المسلمين الموجودين بأمريكا ب"الحيوانات"، وجاء ترامب على ذكر عدد من المهاجرين، ومعظمهم من دول مسلمة كأفغانستان والعراق والمغرب وباكستان والصومال وسوريا وأوزبكستان واليمن، كانوا قد اعتقلوا لتنفيذ هجمات أو التخطيط لها أو تدريب المجندين على إعداد المتفجرات أو مساندة جماعات إرهابية. وقال بغضب: "نحن نتعامل مع حيوانات"، وفقاً لما ذكرته "بي بي سي". ووفقاً لخطة ال100 يوم الأولى من وجوده في الرئاسة، يتعهد ترامب بترحيل أعدادٍ كبيرة من المهاجرين. ويعتقد مراقبون أن وصول ترامب إلى الرئاسة سيضيق أكثر على المسلمين والمهاجرين. دكّ "داعش" على الرغم من أن إدارة الرئيس أوباما تشن حربا على تنظيم "داعش" في سوريا، فإن ترامب توعد بضربه و"دكه دكا" واستعادة النفط منه. ولم تختلف كثيرا سياسة ترامب عن أوباما في قتال التنظيم بالتحالف مع دول عربية وغربية، لكن ترامب يرى ضرورة في زيادة جرعة القوة والشدة للحملة العسكرية الحالية وخاصة في الموصل، ولا يقترح أيَّ إرسال لجنودٍ أميركيين لمحاربة التنظيم؛ لا في العراق ولا في سوريا. الحرب ليست مع الأسد خلافاً لأوباما، يؤيّد ترامب إقامة منطقة عازلة آمنة بسوريا لوقف طوفان اللاجئين، لكنه يرى أن مسؤولية بناء تلك المنطقة وإقامتها ملقاة على عاتق الدول العربية الغنيَّة. ويتماشى مع خطوط السياسة الأميركية الحالية التي تُولي إيقاع الهزيمة بتنظيم "داعش" أهمية وأولوية، ويعتقد أن "الحرب الآن ليست مع الأسد بل مع التنظيم"، ولا يهمه كثيرا تنحِّي الأسد عن السلطة أو بقاؤُه لأنه يقاتل "داعش". كذلك، لمّح ترامب إلى أنه لن يدعم المعارضة السورية؛ لأن الإطاحة بالأسد قد تقود إلى ما هو "شرّ وأسوأ"، مختلفا بذلك عن توجه إدارة أوباما التي قدمت دعما للمعارضة ودربت عناصر فيها وأمدتها ببعض الأسلحة. مراجعة الاتفاق النووي مع إيران يعدّ ترامب من الناقمين على الاتفاق النووي مع إيران ويعارضه بتفاصيله، وفي تصريح سابق له نقلته "بي بي سي" قال ترامب: "أحد أسوإ الاتفاقات التي أبرمتها أي دولة في التاريخ كله" ويصر على القول بأن إيران قد "مكرت بأوباما وبكلينتون." ولدى ترامب نية في إعادة مناقشة بنود الاتفاق، وإن بدا ذلك صعبا نتيجة وجود 4 دول كبيرة غير الولاياتالمتحدة أبرمت الاتفاق مع إيران. ويعرب ترامب أيضا عن عدم رضاه عن تحركات إيران في المنطقة ومحاولة السيطرة عليها. نقل سفارة أمريكا إلى القدس تعهّد ترامب خلال حملته الانتخابية بعقد تحالف وثيق مع إسرائيل واتخاذ موقف متشدّد أكثر مع الفلسطينيين، وكان أبرز تصريح لترامب عندما تعهّد بالاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل"، ونقل سفارة أمريكا إليها، وهو ما تحاشته إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.