أعرب وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة عن ارتياحه لنتائج الاجتماع الاستشاري الذي ضم بالدوحة أعضاء من منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» ودولا من خارجها، مؤكدا تفاؤله والدول المشاركة بخصوص تجسيد اتفاق الجزائر لتجميد الإنتاج وهذا خلال اجتماع المنظمة المقرر في 30 نوفمبر الجاري بفيينا. وحسب الوزير، فإن كل دول المنظمة اتفقت على دعم اتفاق الجزائر وتطبيقه، موضحا أن الاتفاق تم على «تجميد الإنتاج عند 5ر32 مليون برميل يوميا». وقال بوطرفة في تصريحات صحفية إن الحديث تم حول كيفية التعاون لإنجاح اجتماع 30 نوفمبر بفيينا. كما سمح اللقاء باتفاق أعضاء المنظمة مع روسيا غير العضو في أوبك على التنسيق إلى غاية نهاية نوفمبر للتحكم في الأرقام والمعلومات، للوصول إلى قرار جيد في فيينا. ويعقد هذا الاثنين اجتماع اللجنة العليا للخبراء، تحضيرا لاجتماع 30 نوفمبر بالعاصمة النمساوية. وترأس الجزائر اللجنة التقنية التي تم الاتفاق على إنشائها في اجتماع سبتمبر غير العادي بالجزائر، وهي مكلفة خاصة بتحديد ميكانزمات تخفيض الانتاج لكل بلد من بلدان المنظمة والتنسيق مع البلدان خارج المنظمة لتجسيد بنود اتفاق الجزائر. وتتواصل المشاورات بين جميع الأطراف، في سباق مع الساعة لاسيما بعد أن شهدت أسعار الخام هبوطا أعقبه انتعاش نسبي قدر ب5 بالمائة في الأسبوع الماضي. إلا أن الأسعار مازالت تحت السقف الذي حددته دول أوبك، أي بين 50 و60 دولارا للبرميل. فرغم الأثر الإيجابي الذي أحدثه القرار التاريخي الذي خرج به اجتماع الجزائر، حيث سريعا ماتنفست أسواق النفط مرتفعة إلى مستويات فاقت الخمسين دولارا، عادت إلى التراجع بعد أن ساد جو من التشاؤم سببته تصريحات مسؤولي بعض الدول النفطية، إضافة إلى فشل الاجتماع الذي عقد مؤخرا بفيينا في طمأنة السوق، بعد أن عبرت إيران عن رفضها لخفض إنتاجها. إلا أن وزير النفط الإيراني، بيجن زنكنة قال أمس، إن احتمالية توصل أعضاء أوبك بشأن تخفيض الإنتاج كبيرة خلال الاجتماع القادم للمنظمة في 30 نوفمبر الجاري، موضحا بعد اجتماعه بأمين عام منظمة أوبك محمد سنوسي باركيندو الذي زار طهران، بأن مسؤول أوبك قدم شرحا تفصيليا حول أنشطته بعد الاجتماع الاستثنائي في الجزائر والمفاوضات التي أجراها مع الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك ومنها فنزويلاوالعراق والكويت والإمارات والسعودية وروسيا. وبيّن بأن المنتجين في أوبك وخارجها يعملون على التوصل لاتفاق خلال الاجتماع الاعتيادي لمنظمة أوبك في فيينا وأن المعلومات التي قدمها الأمين العام تبعث على الاطمئنان. واعتبر زنكنة حسبما نقلته وكالات الأنباء الإيرانية - بأن آفاق التطورات لسوق النفط إيجابية وأنه بدوره يتبنى رؤية إيجابية تجاه التطورات المستقبلية ويعتقد بأن الأوضاع بالمستقبل ستكون أفضل، مشيرا إلى أن «الدول التي زادت من سقف إنتاجها في السنوات الماضية تقع عليها مسؤوليات أكبر تجاه تحسين وضعية السوق»، وهي إشارة واضحة إلى السعودية. وأكد المسؤول الإيراني التزام أعضاء أوبك بقرار خفض الانتاج المتوصل إليه في الجزائر. وبشأن العراق، رفض زنكنة احتمالية معارضة العراق للاجماع حول الاتفاق النفطي، مبيّنا بأن الأمين العام اجتمع مع المسؤولين العراقيين وأن النتائج المنبثقة عن الاجتماع «مطمئنة». وبخصوص عمل اللجنة التقنية، قال إنه بإمكانها طرح سيناريوهات مختلفة حول حصص الإنتاج، وأكد أن إيران لاتزال مصرة على وجهة نظرها بخصوص الحصص. وحول السعر العادل لبرميل النفط، اعتبر أنه هو ذاك الذي يراعي مصالح المنتج والمستهلك وأن أعضاء أوبك يستهدفون 55 إلى 60 دولارا للبرميل. وعبّر في السياق عن اقتناعه أنه بالإمكان التوصل لاتفاق بين أعضاء أوبك وسيتجاوز السعر سريعا 50 دولارا للبرميل، وأنه في حال تعاون المنتجين من خارج أوبك أيضا، فإن السعر سيتجاوز 55 دولارا للبرميل.