الصراع السعودي الإيراني خيَّم على اللقاء انعقد مساء أمس، في الجزائر، على هامش قمة الطاقة العالمية اجتماع غير رسمي لدول منظمة أوبك المصدرة للنفط، أين تم بحث الإجراءات الواجب اتخاذها لرفع أسعار الخام، ويأتي ذلك في أجواء من التوقعات والتحذيرات من عدم توصل المشاركين في الاجتماع، بمن فيهم أعضاء أوبك ومصدرو النفط من خارج المنظمة، إلى الاتفاق بشأن تجميد حجم إنتاج النفط على المستوى الحالي، قد يهدد بالتفاقم اللاحق للأوضاع غير المستقرة في الأسواق العالمية. تباينت آراء المشاركين في اجتماع غير رسمي لمنظمة أوبك ، عقد في الجزائر، بين متفائل ومتشائم، ومن جاء فقط للتشاور، بينما خيم صراع إيراني سعودي حول تخفيض مستويات الإنتاج على اللقاء بشكل ينبئ بأن القرار الحاسم سيؤجل إلى 30 نوفمبر المقبل وهو تاريخ الإجتماع السنوي ل أوبك بفيينا. وشهدت أسعار النفط إستقرارًا خلال تعاملات أمس بالجلسة الأوروبية، فى ظل ترقب الأسواق لما ستسفر عنه المباحثات غير الرسمية التي تتم في الجزائر بين الدول المنتجة للنفط داخل وخارج منظمة أوبك على هامش منتدى الطاقة الدولى، وتشير التوقعات الأولية إلى احتمالية عدم التوصل لإتفاق خلال تلك المحادثات وتأجيلها إلى الإجتماع الرسمى لمنظمة أوبك فى نوفمبر، تأتي تلك التوقعات بناًء على التصريحات الأخيرة التي صرحها وزيرا النفط السعودي والإيراني. وتم تداول النفط الخام الأمريكي عند مستوى 44.90 دولار للبرميل من سعر الإفتتاح عند 44.96 دولار، وقد سجل أعلى سعر للبرميل عند 45.05 دولار بينما سجل أدنى سعر عند 44.52 دولار. كما استقر خام برنت عند سعر 46.30 دولار للبرميل من سعر الإفتتاح عند 46.21 دولار، وقد سجل أعلى سعر للبرميل عند 46.38 دولار بينما سجل أدنى سعر عند 45.94 دولار. الصراع السعودي الإيراني خيَّم على اللقاء يأتي الاجتماع تزامنًا مع تزايد حدة التوتر بين السعودية وإيران حول تخفيض مستويات الإنتاج، وهي التي كانت سببًا أساسيًا في فشل الاجتماع الذي تم عقده في الدوحة فى شهر أفريل. وقد قامت السعودية بتقديم عرض لمنتجي النفط والذي شمل تخفيض إنتاجها إلى مستويات جانفي الماضي مقابل أن تخفض إيران مستويات إنتاجها عند مستويات شهر أوت والذي يُقدر بنحو 3.6 مليون برميل. وقد بلغ حجم الإنتاج السعودي خلال شهر أوت نحو 10.69 مليون يومي، بينما كان إنتاجها في شهر جانفي يبلغ نحو 10.2 مليون برميل، بإرتفاع قدره 0.49 عن أوت. وأعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح أن تراوح أسعار النفط العالمية في الحدود الراهنة لايزال مريحا بالنسبة لبلاده. وذكر الوزير السعودي في حديث إلى قناة روسيا-24 أن تراوح أسعار النفط سيتواصل وستتسرع وتائره في حال التوصل إلى الاتفاق بشأن تجميد حجم إنتاج النفط على المستوى الحالي، وقال: بودنا أن يجري ذلك في حدود ضيقة، لا استطيع تعيينها الآن ولكنها قد تتطابق مع تلك التي نراها حاليا . وتنبأ الوزير بارتفاع أسعار النفط، مؤكدا أنه لا ينبغي أن تكون هذه الزيادة حادة. واستطرد الفالح أن الحفاظ على الأسعار خلال السنوات ال10 الأخيرة على مستوى قرابة 100 دولارا مقابل البرميل سبب الاستثمارات الكبيرة للغاية في القطاع، ما أسفر عن انخفاض الأسعار الحاد في عام 2014. وعن الجانب الآخر، رفضت إيران عرض السعودية لتجميد مستويات إنتاجها عند شهر أوت، وقالت أنها لن تخفض إنتاجها قبل وصوله إلى 4 مليون برميل يوميا وهو ما كان عليه قبل فرض العقوبات الدولية عليها فى عام 2012. وعلى إثر رفض تلك العرض صرح وزير النفط السعودي خالد الفالح في مؤتمر صحفي أنه يتوقع أن يتم عقد إتفاق لتخفيض مستويات الإنتاج فى إجتماع منظمة أوبك فى شهر نوفمبر. وقال وزير النفط الإيراني بيجان نامدار زنكنه أن اجتماعا غير رسمي سيعقد للتشاور فقط، كما أنه يرى عدم التوصل لأي إتفاق خلال هذا الإجتماع. وأكد على هذه التصريحات وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك الذي أشار إلى إمكانية الوصول إلى توافق في الآراء لكن لن يكون أي اتفاق رسمي. في الوقت نفسه، أكد المسؤول الكبير في الوفد الإماراتي أحمد محمد الكعبي أن نتائج الاجتماع تتوقف، بشكل مباشر، على ما إذا كانت دول أوبك ستتمكن من التوصل إلى الاتفاق مع إيران. وكان وزير النفط العراقي جبار علي لعيبي قد أعرب الثلاثاء عن جاهزية بلاده للتوسط بين طهران والرياض، اللتين منعت الخلافات القائمة بينهما مصدّري النفط في افريل الماضي من التوصل إلى اتفاق بشأن تجميد حجم الإنتاج في اجتماع الدوحة، إذ لم توافق إيران على اتخاذ هذا الإجراء طالما لم يبلغ اقتصادها مستوى ما قبل فرض العقوبات عليها، بينما أعربت السعودية عن عدم جهوزيتها لتقديم تنازلات كهذه إلى طهران وربطت موافقتها بموافقة إيران على تجميد مستوى إنتاجها. هذا ما قاله سلال لممثل طهران استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال وزير النفط الإيراني بيجن نمدار زنكنه على هامش الاجتماع الوزاري ال15 للمنتدى الدولي للطاقة المنظم بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال. وفي تصريح للصحافة عقب هذا الاستقبال أوضح زنكنه أنه تطرق مع سلال إلى وضعية سوق النفط. وصرح يقول لقد تطرقنا إلى وضع السوق (النفط)، حيث قمت بعرض موقفنا (إيران) حول هذه المسألة . وقال أن سلال يعتبر أنه من الضروري التحرك لإعادة توازن السوق ولقد اتفقنا على انتهاج هذا المنحى ، معربا عن أمله في أن تتوصل الدول المنتجة للنفط إلى اتفاق بهدف إعادة توازن السوق. الغابون تدعم موقف الأغلبية أعلنت الغابون التي انضمت إلى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في جويلية الماضي أنها ستؤيد موقف الأغلبية في اجتماع أوبك بالجزائر. وقال سفير الغابونبالجزائر موسى بامبو ماكوسا أمس لدى وصوله إلى منتدى الطاقة الدولية في العاصمة الجزائرية سندعم موقف الغالبية . من جانبه، أعرب وزير النفط السوداني محمد زايد عن أمله في أن تتحسن الأوضاع في أسواق النفط العالمية في العام المقبل، مشيرا إلى وجود دلالات على ذلك. وأضاف الوزير السوداني أن اجتماع الجزائر يشجع المشاركين فيه على العمل الأنشط. فنزويلا: الظروف ملائمة للتوصل إلى توافق أكد وزير النفط الفنزويلي يولوخيو ديل بينو بالجزائر أن الظروف ملائمة اليوم بالنسبة للدول الأعضاء في الأوبيب للتوصل إلى توافق لاستقرار أسعار النفط وهذا خلال اجتماعهم غير الرسمي. وقال الوزير على هامش منتدى الطاقة الدولي الجارية اشغاله في المركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال: في الدوحة (اجتماع منتجي النفط الاعضاء في اوبك والدول غير الاعضاء افريل الفارط) كانت لنا فرصة للتوصل الى إجماع لكن فشلنا للأسف. نعتقد أنه هنا في الجزائر الظروف أكثر ملاءمة لبلوغ الاجماع الذي يساهم في استقرار اسعار النفط . وأضاف بقيت 24 ساعة على الاجتماع غير الرسمي وعليه --يقول-- يجب أن نكون متفائلين لانه حتى وإن كان الأمر يتعلق باجتماع غير رسمي نأمل أن يقود إلى اتفاق بين البلدان المعنية . كما ألح الوزير الفنزويلي على ضرورة ايجاد اتفاق لدعم الاسعار لأنه كما قال ديل بينو المستوى الحالي للأسعار لا يناسب أحدا .