فوتت جمعية وهران فرصة هامة للاقتراب من كوكبة المقدمة، بعد تعادلها في ميدانها أمام جارها غالي معسكر، الذي كسب في المقابل نقطة ثمينة وضعت حدا لسلسلة النتائج السلبية التي لازمته داخل دياره وخارجها، ورفعت معنويات كل مكوناته، على حد تعبير مساعد المدرب شلاغم السبع بشير، الذي حيا أشباله على ما وصفها باستماتتهم فوق المستطيل الأخضر. اعترف المدرب أن ضربة الجزاء التي أهدرها الوهراني بلعالم كانت منعرج اللقاء، وتابع يقول: «كنا مجبرين على تحقيق نتيجة إيجابية بملعب الحبيب بوعقل، وحسب سيناريو المباراة، فإنه كان بإمكاننا الفوز، كما كنا قريبين من الهزيمة، لكن في النهاية تحصيل نقطة أحسن من لاشيء، ونحمد الله على شجاعة حارسنا بن شريف في تصديه لضربة الجزاء، لأن تسجيلها كان سيفتح شهية خصمنا لهزّ شباكنا مرة أخرى». وعلى عكس التقني المعسكري، فإن مساعد مدرب جمعية وهران مقني فيصل، تأسف كثيرا عن التعادل الذي فرض على فريقه، لكن من دون أن يعاتب منفذ ضربة الجزاء بلعالم على تضييعها، معتبرا أن الحظ خان الجمعية الوهرانية في بعض فترات اللقاء. وواصل بنبرة ملؤها الأسى: «فعلنا كل شيء إلا التسجيل الذي كان سيتوج مجهودات لاعبينا التي بذلوها طيلة زمن المباراة، وكذلك تأكيد الخرجة الإيجابية في الجولة الماضية إلى ملعب الأربعاء، بتقديم أداء في المستوى، لكن للأسف ذهبنا ضحية نقص الفعالية، خاصة في ضربة الجزاء، مما شتت ذهن لاعبينا، والنتيجة تضييع الفوز». الأنصار «الجمعاوة»، كان لهم رأي آخر مخالف تماما، حيث أجمع أغلبهم على أن فريقهم كان خارج الإطار نتيجة وأداء، معتبرين أن زملاء المدافع باركة قدموا واحدة من أضعف مبارياتهم منذ انطلاق بطولة المحترف الثاني، وأن المدرب حنكوش خاب في خياراته هذه المرة، وصرخ أحدهم قائلا وهو يهم بمغادرة الملعب: «ليس بهذا الأداء نفوز، وغير معقول التفريط في أربع نقاط كانت في المتناول بسبب أخطاء بدائية تتكرر في كل جولة، ضاع الصعود، فلن نقدرعلى مجاراة فرق قوية لا تعرف سوى نغمة الانتصارات». نغمة الانتصارات التي تحدث عنها هذا المناصر الغاضب، غابت عن الجمعية الوهرانية لجولتين متتاليتين، وظهر التحضير النفسي ناقصا على تشكيلتها، وتجسد ذلك في غياب الهدوء والتركيز في بعض فترات المباراة، خاصة بعد تضييع ضربة الجزاء في الد 75، الذي مس المعنويات، فأخلط المحليون بين السرعة والتسرع أمام فريق معسكري لم يقدم إلى ملعب بوعقل في ثوب الضحية، بل لتسجيل إقلاع جديد من بوابة هذا «الداربي»، فنجح في الوقوف بندّية أمام «الجمعاوة» الذين استصغروه فأوقع بهم في فخ التعادل الذي هو بحجم الخسارة بالنسبة إليهم، مادام أن الفارق اتسع إلى سبع نقاط عن الثالث المعني بالصعود، وهو شبيبة بجاية. تحفيزات زعلان تمس «الجمعاوة» أيضا أسوة بما يفعل مع الجارة المولودية، حفزّ والي الولاية السيد عبد الغني زعلان تشكيلة جمعية وهران بزيارته لها، صبيحة المباراة بمقر إقامتها في فندق «الموحدين»، حيث دعا لاعبيها إلى مزيد من العمل والتألق خدمة لفريقهم الذي قال عنه بأنه مدرسة حقيقية في كرة القدم، تستحق اللعب في القسم الأول، مؤكدا لمسيرها وقوفه الدائم إلى جانب الجمعية حتى تحقق حلم محبيها ومدينة وهران بالعودة سريعا إلى قسم الكبار.