لم يفوّت فريق جمعية وهران فرصة استقبال متذيّل ترتيب بطولة الرابطة الاحترافية الثانية ترجي مستغانم، ليتجاوزه بهدف وحيد سجله لاعبه بن تيبة في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول. ولم يكن يهم ”الجمعاوة” عدد المرات التي سيطرقون فيها مرمى الجيران ”الحواتة”، بقدر ما شغلهم الإبقاء على النقاط الثلاث بملعب بوعقل ولو بأقل الحصص، لأهميتها البالغة في مشوارهم في البطولة، وفي هذه الجولات بالذات. فقد مكّنتهم هذه النقاط من العودة للريادة التي تركوها منذ خمس جولات، حتى وإن كان نيلها مناصفة مع الرائد اتحاد سيدي بلعباس، الذي، وعكس كل التوقعات، تعثر بميدانه في الوقت بدل الضائع من المباراة بعدما استقبل مرماه هدف التعادل بواسطة ضربة جزاء، سجلها ضيفه فريق مولودية باتنة في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع من اللقاء؛ ما كلفه لحاق الجيران الوهرانيين والغريمين البليديين به في الصدارة، وبرصيد 40 نقطة لكل واحد منهم. وتتجلى أهمية فوز أشبال المدرب كمال مواسة في كون جل أهل المقدمة وُفقوا في خرجاتهم أول أمس باستثناء وداد تلمسان، الذي أُجلت مباراته في معاقل شباب باتنة بسبب سوء الأحوال الجوية، فاتحاد البليدة تخلص من ضيفه أمل مروانة ب(3 /1)، ونصر حسين داي منحه لاعبه قبلي فوزا ثمينا على حساب اتحاد عنابة ب(2 /1)، سمح له بالانفراد بالرتبة الرابعة برصيد 39 نقطة، وبفارق نقطة وحيدة فقط عن ثلاثي الهرم. واتحاد الشاوية اعتلى المركز الخامس وحيدا برصيد 38 نقطة بعد انتصاره على ضيفه اتحاد حجوط بفضل هدف لاعبه مصباح من نقطة الجزاء في الدقيقة 79. وأولمبي المدية أودع في مرمى زائره أمل بوسعادة، أربعة أهداف نظيفة، أعادت له الأمل في خطف بطاقة من بطاقات العبور إلى القسم الأعلى، إذ يتواجد في الرتبة السابعة بمجموع 34 نقطة. وكل هذا يؤكد على اشتداد التنافس أكثر على الصعود بينما لا يقل عن سبعة أندية، ستلغي من قاموسها الرياضي التعثر والانهزام إطلاقا في الجولات المتبقية، التي ستكون مصيرية وحاسمة للجميع. وبالعودة إلى مجريات اللقاء، نجد أنها سارت في اتحاد واحد ولمصلحة التشكيلة الوهرانية، التي ضيّع لاعبوها عددا كبيرا من فرص التسجيل، أوضحها كانت من قبل بن تيبة في الد 13، وبن قابلية في الد18 في الشوط الأول، وبن شعبان في الدقيقتين 76 والأخيرة من اللقاء، قبل أن يحرر بن تيبة رفاقه وأنصارهم بهدف ثمين جدا، كان كافيا للقفز إلى الصدارة. ولم يكن الأكابر وحدهم مبعث فرح ”الجمعاوة” أول أمس، بل كذلك تشكيلة الأواسط التي منحت للجمعية الوهرانية مقعدا في الدور نصف النهائي من منافسة الكأس، بعد إقصائها لضيفها اتحاد خنشلة بركلات الترجيح عقب انتهاء اللقاء بتعادل سلبي. وسيقابل أواسط الجمعية في الدور ما قبل النهائي فريق شباب قسنطينة، ودائما بملعب الحبيب بوعقل.
الأواسط يتألقون وعكس التيار، أُجبرت فئة الآمال على اقتسام زاد مباراتها مع ضيفها ترجي مستغانم بعد تعادلها معه بنتيجة (3/3)، ما يؤكد الصعوبة الكبيرة التي يجدها أشبال المدرب زحاف في استعادة ريادة الترتيب، التي فرطوا فيها بعد سلسلة النتائج السلبية التي سجلوها خلال الجولات الثلاث الماضية. ويبدو أنهم سيذوقون المرّ مع فرق اتحاد البليدة وحجوط ووداد تلمسان، التي عادت لحيويتها بعد فترة فراغ مرت بها. وكبطولة الأكابر، فالخاصة بالآمال يميزها كذلك التنافس، ولن يُعرف بطلها إلا في الأنفاس الأخيرة من المنافسة الرسمية.