تحدثت السيدة قمير سليم، ممثلة الاتحاد الولائي للمعاقين حركيا لولاية باتنة ل«المساء»، عن ذكرياتها على مر 30 سنة مع شريحة المعاقين حركيا، على هامش حفل تكريمي بادرت به الرابطة الولائية لرياضة المعاقين في ولاية باتنة بنفس الطموح والإرادة، مجددة الأمل نحو مستقبل أفضل لهذه الشريحة التي حظيت باهتمامات خاصة في برامج الدولة، بعدما حققت ما عجز عنه الأسوياء في العديد من المجالات، والأمثلة كثيرة والقطاع الرياضي كفيل بترجمة هذه الإنجازات. تقول السيدة قمير؛ «الإنجازات التي حققتها هذه الفئة بإمكانيات متواضعة ما هي إلا اعتراف منا بقدرات ومهارات دفينة لدينا، التي كان لها شأن رفع الراية الجزائرية التي رفرفت عاليا في المحافل الدولية لتحفظ بذلك ماء الوجه، ووصفت بالمنقذ الدائم للرياضة الجزائرية. وعن النشاط الاجتماعي، قالت الرياضية قمير بأنها لا تزال تناضل في سبيل تغيير نظرة المجتمع نحو هذه الشريحة، من خلال استغلال كل مناسبة بهدف الدعوة إلى التكفل الجدي بهذه الشريحة، من خلال تفعيل القوانين القائمة التي تضمن لهم حقوقهم، كالأولوية في العمل والسكن والاندماج في المجتمع. هي نموذج للمرأة المعاقة التي تحدت الواقع طيلة 30 سنة من النشاط الإنساني والرياضي، انطلق من عمق الأوراس وترعرع في الحركة الجمعوية طيلة هذه المدة التي تحدت الواقع ولم تعد إعاقاتها حاجزا لتجسيد طموحاتها، حيث اختصرت المسافة لتتبوأ مكانة لها في زخم الحركة الجمعوية، فضلا عن كونها تمثل الاتحاد الولائي للمعاقين حركيا في الولاية والذي يضم أزيد من 3500 معاق حركيا، يمثل فيه العنصر النسوي أزيد من 30 بالمائة، فإنها تترأس ناديا نسويا للمعاقات أنجب بطلات عالميات وبين القارات وعربيات. مشاكل هذه الفئة، حسب محدثتنا، ستذوب تلقائيا ما دامت الإرادة قوية، خصوصا مع سن القوانين الجديدة التي ستعمل بنسب كبيرة على إزالة العقبات، بعد سنوات من التخبط في مشاكل اجتماعية يعيشها المعاق. اتخذت قمير، من الجد والتحدي عنوانا لنشاطها، جسدت ذلك ميدانيا بإنشاء ناد نسوي للمعاقات، أكدت أحقيتها وهي غنية عن التعريف وشرفت الوطن والمنطقة وحققت أمجادا في محافل دولية رياضية عديدة. تحظى الرياضية باحترام وتقدير في الولاية وخارجها تبعا لنشاطها وتفانيها في العمل، ظلت طيلة هذه المدة تدافع عن حقوق المعاقين وتساهم في كل المبادرات من أجل توفير الأجواء اللازمة لبروزها واندماجها في الحياة الاجتماعية، وهي التي تحدت تقاليد المنطقة وتجاوزت حدودها لتصنع من المرأة المعاقة الأوراسية بطلة. وتتويجا لنشاطها ومسيرتها وتكريما لها، عينت في وقت سابق من قبل وزارة الشبيبة والرياضة للإشراف على الرياضة النسوية. ولأن الطموح كبير، تقول قمير: «تجربتي مع هذه الفئة هي سر مثابرتي للدفاع عن حقوقها». سنوات النشاط أنستها معاناتها، وهي الموظفة التي ظلت تبحث في كيفية إسعاد بني جلدتها، رغم أنها عاشت يتيمة، إلا أنها ظلت صامدة وتحدت الصعاب، مؤكدة أن المشوار مازال طويلا وجددت دعوتها للمسؤولين بهدف منحها مقرا لائقا للعمل فيه. وكانت آخر إنجازاتها في النادي النسوي الذي تترأسه «أوراس التحدي للمعاقات حركيا» لولاية باتنة، حصول البطلة شبه الأولمبية قاسمي مونية في رمي الصولجان، على فضية في دورة 2016 للألعاب شبه الأولمبية بريو دي جانيرو.