تتجدد مواجهات الغريمين أولمبي الشلف بمولودية وهران، بلقاء قوي عصر غد على ملعب محمد بومزراق برسم الدور السادس عشر من منافسة كأس الجمهورية. وتُعد هذه المرة الثالثة التي يتقابل فيها «الحمراوة» و«الشلفاوة» على هذا الصعيد، على أنها المرة الأولى بملعب الشهيد محمد بومزراق، والتي يتمنى الجميع من محبين ومتتبعين وكل الرياضيين في الجزائر قاطبة، أن تكون فرصة حقيقية لطرد الشحناء التي وتّرت علاقة الفريقين بكل مكوناتهما لسنوات، وجعلها مناسبة لمصالحة حقيقية وتاريخية بين المولودية والأولمبي، كما صرح بذلك رئيسا الفريقين بلحاج أحمد المدعو «بابا» وعبد الكريم مدوار. تعود أول مواجهة بين المولودية والأولمبي إلى عام 2008، وكسبها الوهرانيون بملعب زوقاري الطاهر بغليزان بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين، لتعيد المولودية الكرة عام 2013 بملعب الحبيب بوعقل، حيث تخلصت من الضيف الشلفي وحارسها آنذاك غالم بهدفين نظيفين من توقيع بن يطو في الد 14، وزيدان في الد70، مع العلم أن الأولمبي لعب تلك المقابلة منقوصا من العديد من لاعبيه الأساسيين الذين أراحهم مدربهم وقتذاك الخلوق محمد بن شوية، تحسبا للمنافسة على لقب البطولة الوطنية. أما الثالثة فستُلعب لأول مرة بملعب بومزراق بالشلف، وكل طرف يأمل في بلوغ هدفه فيها، المولودية تحلم بتأهل ثالث على حساب نفس المنافس، والأولمبي طرد نحس التعثرات في منافسة الكأس أمام «الحمراوة»، ورفع المعنويات على حسابهم، قبل الالتفات إلى مباريات البطولة التي تعنيه كثيرا، خاصة التصالح مع الأنصار الغاضبين على فريقهم بعد خيباته المتتالية داخل وخارج الديار. كانت الأيام التي تلت عملية القرعة مليئة بنداءات المصالحة وترك الماضي المؤلم وراء الظهور، وجعل لقاء «الحمراوة» ب «الشلفاوة» عرسا حقيقيا، أعقبته بوادر حسن نية بين الطرفين، ساهم فيها عقلاؤهما، الأولى تتعلق بمبيت التشكيلتين الذي تقرر أن يكون مشتركا وفي فندق واحد «لافالي» بالشلف، استجابة لدعوة رئيس الأولمبي مدوار، مع العلم أن المولودية لم تُقم في مدينة الشلف منذ سنة 2008 تاريخ السقوط التاريخي لمولودية وهران إلى القسم الثاني. وتلت دعوة مدوار وفد من مدينة الشلف أمس إلى مدينة وهران، ضم مسؤولين في البلدية ومديرية الشباب والرياضة بالشلف ولاعبين قدامى، يتقدمهم اللاعب الدولي السابق فضيل مغارية من أجل إقامة مصالحة نهائية بعد التصريحات الإيجابية لرئيسي الفريقين بابا ومدوار. واجتمع أعضاء وفد الشلف بنظرائهم من المولودية، بحضور إطارات من «ديجياس» وهران وممثلين من بلدية أمن ولاية وهران، من أجل توفير كل الشروط التي تساهم في إنجاح مباراة غد. وصرح عضو في وفد الشلف بأنه تقرر تكريم وفادة «الحمراوة» بما يليق بهم، وتسليم تذاكر الدخول إلى ملعب محمد بومزراق، لأنصار المولودية مجانا. غياب ثلاث ركائز أساسية في سياق فني بحت، أجرت تشكيلة مولودية وهران حصتها التدريبية الأخيرة صبيحة أمس بملعب أحمد زبانة، انتقلت بعدها صوب مدينة الشلف، لكن بدون ثلاثة ركائز أساسية بداعي الإصابة، ويتعلق الأمر بنساخ، حلايمية وعقيد، هذا الأخير الذي أجرى أول أمس، عملية جراحية على الركبة بتونس، ويعود اليوم إلى مدينة وهران. وكانت الحصة الأخيرة تحت إشراف المدرب الرئيس عمر بلعطوي، بعدما أنهى رفقة العديد من اللاعبين الدوليين السابقين، تربصا تكوينيا لنيل شهادة كاف «أ» بالعاصمة. التحفيزات متواصلة وإجراءات أمنية مشددة منتظَرة من جهته، سجل رئيس الفريق بلحاج أحمد المدعو «بابا» حضوره ماليا ومعنويا، حيث جدد التأكيد لأشباله على استعداده دائما لتحفيزهم. وقرن القول بالعمل عندما سدد لهم أمس، 16 مليون سنتيم لكل واحد منهم، منحتي الفوز على شبيبة الساورة والتعادل في تاجنانت أمام الدفاع المحلي. الشلفاوة والحمراوة «خاوة خاوة» ...التأهل إلى الدور المقبل سيكون للأقوى سيكون ملعب محمد بومزراق غدا على موعد مع أصعب مواجهة في داربي الجهة الغربية بين أولمبي الشلف ومولودية وهران في إطار الدور 16 من منافسة كأس الجمهورية. وعلى الرغم من الحساسية الموجودة بين التشكيلتين إلا أن الكل جاهزون لإنجاز هذه المقابلة التي بدأ لها التحضير خلال الأيام الأخيرة بعنوان «الشلفاوة والحمراوة خاوة خاوة» سواء بالشلف أو الباهية، وفي مباراة لا تدوم سوى 90 دقيقة من عمر مرحلتين أو أكثر. وعلى الرغم من أن القاسم المشترك يبقى ورقة التأهل إلى الدور ثمن النهائي إلا أن كل فريق يطمح للذهاب بعيدا في هذه المنافسة، وكل تشكيلة تريد إزاحة الأخرى لكن في إطارها الرياضي بعيدا عن الأجواء التي قد تعكّر هذا الداربي الكبير بحجم الفريقين، فمنذ دعوة الناطق الرسمي للشلفاوة إلى ضيافة الحمراوة من أجل إذابة الجليد بين الجميع وطي الصفحة القديمة خدمة لكرة القدم الجزائرية بصفة عامة والشلفيةوالوهرانية بصفة خاصة، أولمبي الشلف يدرك ما ينتظره في هذا اللقاء بعد هزيمتين متتاليتين أمام بارادو بالشلف واتحاد البليدة بالبليدة، ومغادرة مدرب الفريق يونس إفتيسان العارضة الفنية بدون رجعة، وفي وقت صعب لم تهضمه الإدارة الشلفية، إلى جانب الضغط الكبير المفروض على التشكيلة، وكلها عوامل سيتخللها بدون شك أشبال المدرب عمر بلعطوي في ظل النتائج الرائعة التي بات يحققها الحمراوة في الرابطة المحترفة الأولى؛ مما قد يشجعهم على البحث عن ورقة التأهل والمرور إلى الدور المقبل من السيدة الكأس، لكن هل يرضى الشلفاوة بذلك؟ بل سيعملون على محو آثار الخسارتين الماضيتين في الدوري المحترف الثاني، ويريدون العودة إلى سكة النتائج من بوابة الحمراوة والتأهل إلى الدور ثمن النهائي، وهو الحلم المشروط الذي يبقى يراود الفريقين، ولعل من سيتأهل سنتعرف عليه عند نهاية أطوار المقابلة، التي ستكون حماسية والتنافس فيها سيكون على أشده. ورغم أن الشلفاوة سيدخلون بدون مدرب إلا أن الطاقم الساهر على الفريق قد يكون قد جهّز التركيبة التي ستخوض هذا الدور من أجل الإطاحة بأشبال بلعطوي؛ في مواجهة لن تكون سهلة وستكون مفتوحة على كل الاحتمالات. الفرجة هي الأخرى ستكون حاضرة، وستوقع وجودها على أرضية ملعب محمد بومزراق، مثلما ستكون حاضرة من على المدرجات وسط ترتيبات خاصة من طرف مختلف الجهات الساهرة عليها، خاصة من الجانب التنظيمي حتى لا يحدث ما لم يكن في الحسبان؛ الروح الرياضية أولا والنتيجة في المقام الثاني وشعار «الشلفاوة والحمراوة خاوة خاوة»، وهو الشعار الذي سيهز المدرجات وسيهزم كل من يريد العكس لهذه المباراة الأخوية، وهو حلم الجميع لتبقى المواجهة تسير في روح رياضية عالية بدون أن يفقد الداربي نكهته، والتأهل سيكون للأحسن ولمن حضّر جيدا خاصة من الناحية النفسية. مهما قلنا ومهما كتبنا فالمباراة هي للفرجة والمتعة، والتأهل إلى الدور المقبل سيكون للأقوى مهما كان اسم النادي، والروح الرياضية العالية ستكون العربون الذي سيهديه الجميع؛ من لاعبين ومسيرين وأنصار، للجميع وتحت شعار «الشلفاوة والحمراوة خاوة خاوة» و«الروح الرياضية أولا والتأهل ثانيا»، وكلها شعارات ستكون حاضرة في هذا الداربي، والتأهل إلى الدور ثمن النهائي من كأس الجمهورية سيكون للأقوى سواء أولمبي الشلف أو مولودية وهران، وعلى الأنصار أن يصفقوا للمتأهل، وحظ سعيد للجميع.