ركب أمواج الشعر فداعبها بلغة الضاد ولغة موليير وأبدع في كليهما، وترسخت ملكة شعره في العمودي والشعر الملحون، ونتيجة هذا التمكن تغنى بقصائده الفنانون من خلال الأغاني التي استأنستها النفوس، لكن تبقى العديد من قوائم القوافي حبيسة الأدراج باستثناء ديوان واحد رأى النور. إنه الفنان الشاعر بوعزة عبيد حبيب الذي التقته «المساء» على هامش الأيام الوطنية للشعر الشعبي وتحدثت معه عن مشواره الأدبي. ❊ من هو الشاعر بوعزة؟ ❊❊ أنا من مواليد 16 أفريل 1969 بسيدي بن عدة في ولاية عين تموشنت، شاعر باللغتين العربية والفرنسية وكاتب كلمات وأناشيد، وروائي. ❊ كيف كانت بدايتك مع الشعر؟ ❊❊ البداية كانت محتشمة سنة 1996، حينها تعاطيت الشعر الملحون وبعد أيام فقط أصبحت أنظم القصيدة العمودية الفصيحة التي تهتم بالوطنيات. اكتشاف موهبتي جاء عن طريق إحساس وشعور داخلي دفعني إلى المحاولة وبلوغ فضاء القوافي الذي أعشقه. ❊ ماهي المواضيع التي تثير قريحتك؟ ❊❊ تجلبني المواضيع التي ترسخ في دواخلنا معاني الحب والوطن والتراث وكل ما هو أصيل وراق في ثقافتنا الوطنية المشتركة، كذلك الحال مع شؤون أمتنا ومع كل الأسماء الثقيلة التي سجلت الحضور في الماضي والراهن. ❊ أي لون من الشعر تفضل ركوبه؟ ❊❊ أكتب الشعر الملحون وأعشق الفصيح والعمودي والحر، كما أكتب القصص القصيرة الهادفة إلى تربية الطفل، وكتبت ما يربو عن 7 آلاف بيت باللغة الفرنسية. ❊ من من الشعراء القدماء أو المعاصرين ترك أثره فيك؟ ❊❊ من الشعراء الذين تركوا بصمات في قريحتي الشعرية، هناك الإمام علي والشاعر أبي العلاء المعري والأمير عبد القادر وفيكتور هيقو ولفونتان وغيرهم من الشعراء الأكفاء والنوابغ. ❊ كيف تنظر إلى الواقع الثقافي في مدينتك عين تموشنت؟ ❊❊ أرى فيه ملامح الطموح، لكنه لا يزال يراوح مكانه بسبب نقص الإلقاء والتلاقي وشح كبير في حضور الشعراء كما وكيفا. وهنا يغيضني هؤلاء الطفيليون الذين يسرقون أبيات غيرهم وإبداعاتهم، ومنهم من يدلي بالرداءة علنا، لهذا أرفع نداء للجهات المعنية لإنشاء خلية تسمى «النادي الوردي» لتكون همزة وصل بين وزارة الثقافة والعدل لقطع الطريق أمام لصوص القافية. ❊ ماذا عن أعمالك المنشورة؟ ❊❊ رغم كثرة العناوين من شعر ونص لم أستطع نشر سوى ديوانا واحدا بمساعدة دار الثقافة، وهي مشكورة وتبقى العناوين الأخرى في طابور الانتظار. ❊ هل من مشاريع في الأفق؟ ❊❊ تبقى المشاريع مثلها مثل مشاريع باقي الأدباء والشعراء المتمثلة في محاولة نشر رواياتي القوية التي بذلت فيها جهدا كبيرا لصياغتها، لكن لم ألمس التجاوب. علما أنني الروائي الوحيد في العالم العربي الذي ليس له عمل ولا بيت ولا زوج في وطن يتغنى بتكافؤ الفرص واحترام الأقلام الموهوبة ودعمها. ❊ من هم الفنانون الذين تعاملت معهم؟ ❊❊ تعاملت مع الشاب ناني اكوا تي «بونس بالاك تلفتيني» والفنانة ريم حقيقي في أغنية «ياربي العالي نحمدك» و«يا نفسي خافي ملاك» والشاب عباس في قصيدة «في عينيها الأولى نغرق» و«عينيها الزاوجة تهبلني» سنة 2005. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ ❊❊ أتمنى من الجميع أن يتخلى عن الكسل والخمول وأشكر «المساء» التي تبقى المنبر الوحيد لشعراء وأقلام مهمشة مثلي، تطلب من يسمعها ويقدمها للجمهور المتعطش للكلمة الراقية والمعبرة.