الشاعر عبد الحفيظ بوخلاط الابن البار لمدينة بوسعادة، يحلم منذ نعومة أظافره ومنذ أول ملامسة له للقلم بالزنابق البيضاء وبغصن الزيتون المورق في السماء، شاعر مخضرم من مواليد 1939، قضى 37 سنة في سلك التعليم، الكتابة متنفسه الوحيد من كلّ ما يعانيه وأمثاله من فراغ وتهميش.. في جلسة حوارية شعرية مع “الأيام” أوضح الشّاعر عبد الحفيظ بوخلاط أن كلّ شاعر بالنسبة له يبدأ مسيرته الشعرية بقصيدة كان لها أثر فيه، فحب الشّعر يغرس في الشاعر من الطفولة حيث يكون بذرة ثمّ يكبر هذا الحب يوما بعد يوم إلى أن تتفجر تلك الموهبة وتصبح شجرة مثمرة. والكتابة حسب الشّاعر عبد الحفيظ بوخلاط تبقى خالدة أمّا المشاعر والأحاسيس تتغير مع الوقت ومرور الأيام. في رصيد الشاعر عبد الحفيظ بوخلاط المئات من القصائد باللغتين العربية والفرنسية، حيث لديه 12 قصيدة على شكل موشحات بالإضافة إلى أشعاره التي كتبها في الشّعر العمودي على البحور الخليلية، ويكتب أيضا في الشعر الحر الموزون المقفى، كما له قصائد في الشعر الملحون، وهي قصائد تتناول عدة مواضيع منها الأشعار الغزلية والتربوية والاجتماعية والوطنية وأشعار الحكمة..إلخ. وبحكم تجربته الطويلة في مجال التعليم فضّل شاعرنا التفرغ للشعر التربوي والوطني الموجه للأطفال، وخاصة بعدما لاحظ النقص الكبير في المكتبات للكتب الموجهة للطفل، وقد صدر له عن دار الفيروز كتاب “واحة البلابل” وهي مجموعة شعرية تتضمن مواضيع تربوية وأخلاقية ووطنية، وسيصدر له في شهر ديسمبر المقبل كتاب “الحروف الأبجدية تتكلم”. الشّاعر عبّر لنا عن استيائه من تدني المستوى الشعري الشبابي قائلا: “لقد شاركت في العكاظية بكلّ طبعاتها كما شاركت في العديد من الأمسيات الشّعرية على المستوى الوطني، وصراحة لم أجد أقلاما ترقى للمستوى المطلوب، فالشعراء النوابغ والرائعين مهمشين ومتفرقين لأنّ الأسماء المشاركة في الأمسيات الشعرية تكون على أساس المحسوبية والجهوية، والشعراء الحقيقيون لا يوجد من يبحث عنهم ويلمّ شملهم في زمرة واحدة، وأنا شخصيا مازلت أمد يد المساعدة للشعراء المبتدئين من خلال توجيههم إلى أن يجدوا ضالتهم وطريقهم في مجال الشعر”.