نظم المجلس الإسلامي الأعلى، أمس، تأبينية للعلامة الراحل الفقيد الدكتور محمد الشريف قاهر، وذلك بحضور ذويه وتلاميذه ورفقاء دربه، حيث توافدت الحشود من كل حدب وصوب ترحما على روح هذا العالم الجليل الذي خدم البلاد والعباد. في كلمته الترحيبية، توقف السيد عبد الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، عند مناقب الشيخ، علما أنه كان عضوا فعالا في المجلس، كما أثنى على السيد محمد عيسى وزير الشؤون الدينية والأوقاف الذي كان حاضرا على الكلمة التأبينية التي قدمها في جنازة الراحل وكذا على تكريمه بعدها في ملتقى القرآن الكريم. بعدها، تقدم الأستاذ بن داغو عن المجلس الأعلى للغة العربية الذي جاء في كلمة قرأها أن الشيخ قاهر رحمه الله كان سلسالا ابن سلسال وهو الشيخ الطاهر آيت علجت، خدم الأمة وتجاوز بأخلاقه الخلافات وسخر عمره لخدمة العلم والدين.من جهته، أسهب الدكتور عمار طالبي في الحديث عن الراحل الذي قال إنه عرفه في الزيتونة بتونس سنة 1952 حيث كان دارسا صابرا يسكن في وكالة ويحضر بجامع القصر بباب المنارة ليقرأ حزبا من القرآن، وفي هذه الفترة تفوق في دراسته بفضل العلم الذي اكتسبه في زاوية قريته، التي ظل مرتبطا بها حتى رحيله، وفي تونس تحصل على شهادة الأهلية سنة 54 مختصرا دراسة 4 سنوات في سنتين نتيجة تفوقه، ففاز بطريقة التحصيل، بعدها أكمل دراساته العليا بالزيتونة وتتلمذ على يد العالم الصدر محمد الفاضل بن عاشور ومحاضراته لا تزال في كراريسه محتفظا بها إلى اليوم في بيته، وفي سنة 1958 حصل من الحكومة المؤقتة على منحة دراسية إلى بغداد وتحصل فيها على ليسانس في الأدب العربي سنة 1962، ليصبح بعدها أستاذا في الأدب العربي بثانوية بن تومرت ببوفاريك ثم المقراني بباب الوادي، كما شارك في لجنة تأليف الكتب المدرسية برئاسة الراحل عبد الرحمن شيبان. في سنة 1972 تحصل على ليسانس حول موضوع الأدب الأندلسي وفي سنة 2000 على دكتوراه دولة ثم عين سنة 84 على رأس المعهد العالي لأصول الدين ثم عين بالمجلس الإسلامي الأعلى متوليا رئاسة قسم الإفتاء وعضوا بلجنة الأهلة، كما درس الشيخ بالمعهد العالي للقضاء وسرد المتحدث ذكرياته مع الشيخ في أسفاره للبلدان العربية وفي الحج متوقفا عند أخلاقه وكذا أعماله وتحقيقاته وعلى رأسها كتاب الأنوار لسيدي عبد الرحمن الثعالبي وكتاب المواقف للأمير عبد القادر الذي رفع عنه الكثير من المغالطات بعدما جلب مخطوطاته من دمشق. أما الأستاذ المأمون القاسمي العضو بالمجلس وشيخ زاوية الهامل فأكد أنه عرف الراحل منذ 45 سنة وعمل معه 19 سنة بالمجلس وشهد له بالتزامه ومزاوجته بين القيم الدينية والوطنية والتزامه بالوسطية والاعتدال، كما كان حاضرا يخدم الناس بالفتوى ولا يكف عن استقبالهم بالمجلس، أما نجل الراحل السيد جمال فقد شهد لوالده بأنه كان العابد الزاهد فلم يكن يراه سوى ذاكرا أو معلما، بعدها فتح الباب للشهادات لحشود جاءت من عدة مناطق حبا في الراحل الذي زار كل مساجد الجزائر واحتك بشعبها. على هامش التأبينية قام السيد عبد الله غلام الله بتكريم عائلة الفقيد المتكونة من أبنائه وبناته وأحفاده.