انتقل إلى رحمة الله تعالى، صبيحة الجمعة، العلاّمة محمد الشريف قاهر، لتفقد الجزائر بذلك واحد من أبرز علمائها في العصر الحديث. ونعت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الفقيد، ونشرت سيرته الذاتية فقالت: من مواليد 05 رمضان 1351ه الموافق ل 02 جانفي 1933م، بقرية تامرقرة، من عائلة محافظة تعيش على الفلاحة، بدأ تعليمه في سن مبكرة في مسجد القرين، ثم في زاوية سيدي يحي العيدلي أين حفظ القرآن الكريم، وأخذ المعلومات الأولية. في عام 1952 رحل إلى تونس بجامع الزيتونة طلبا للعلم، حيث تحصل على الأهلية في جوان 1954، وعلى التحصيل (باكالوريا) في جوان 1957، وعلى الشهادة العالمية في الشريعة في 1959، ليختار في بعثة الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية إلى العراق بكلية الآداب ببغداد، فنال بكالوريوس في الأدب عام 1962. عاد إلى الوطن بعد الاستقلال ليعين أستاذا بثانويات: ابن تومرت ببوفاريك، وعقبة بالجزائر العاصمة. في 1969 انتدب إلى المعهد التربوي لتأليف كتب مدرسية، تحت إشراف الأستاذ الشيخ عبد الرحمن شيبان. وتحصل على الدكتوراه في الأدب الأندلسي لجامعة الجزائر عام 1972، ويتم تعيينه أستاذا بكلية الآداب بجامعة الجزائر، ثم أستاذا مكلفا بالمحاضرات، ودرس المقررات: الأدب الجاهلي، الأدب الأموي، الأدب الأندلسي، الأدب المملوكي والعثماني، الأدب المغربي القديم، وأخيرا علم القرآن والحديث إلى اليوم. عين مديرا بمعهد العلوم الإسلامية، ثم مديرا للمعهد الوطني العالي لأصول الدين، وفي فيفري عام 2000 تحصل على شهادة دكتوراه الدولة، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه وغيرها. وهو الآن عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى منذ الثمانينات، وأستاذ مادة علوم القرآن الحديث، وعضو في اللجنة الوطنية للأهلة، ورئاسة لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى منذ عام 1992 إلى اليوم. ناضل وشارك في الثورة التحريرية، فهو مجاهد عضو في جيش التحرير الوطني، وعضو في جبهة التحرير قبل التحاقه بالجيش. مؤلفاته: - ديوان لسان الخطيب، الصيب والجهام، والماضي والكهام (دراسة وتحقيق). - الأنوار في آية النبي المختار في ثلاثة أجزاء للشيخ عبد الرحمن الثعالبي (دراسة وتحقيق). كما شارك في كتاب "مشاهير المغاربة" ضمن لجنة البحث التابعة لجامعة الجزائر. - شارك في أكثر من عشرين من ملتقيات الفكر الإسلامي التي نظمتها وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية، كما شارك في الملتقيات الدولية التي عقدها المجلس الإسلامي الأعلى منذ 1998 إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى المشاركة الدائمة في المناسبات الدينية والوطنية، كما كان له حضور إعلامي، كحلقات مذاهب السنة في إذاعة القرآن الكريم، وإذاعة القناة الثانية بالأمازيغية. - حضور متميز في كل الملتقيات داخل الوطن وخارجه، ومشاركة إيجابية بعشرات المقالات في الجرائد والمجلات. التحق بربه صبيحة الجمعة 24 ربيع الأنور 1438للهجرة الموافق ل: 23 ديسمبر 2016 للميلاد... رحم الله الشيخ وألحقنا به مسلمين مؤمنين لا مبدلين ولا مغيرين.