توفي صباح أمس العلامة محمد الشريف قاهر، نائب رئيس المجلس الإعلامي و رئيس لجنة الفتوى بالمجلس الإسلامي الأعلى، عن عمر ناهز 83 سنة إثر وعكة صحية، وقد ووري جثمانه الثرى بعد صلاة الجمعة بمقبرة زغارة بأعالي بوزريعة بالعاصمة. العلامة قضى حياته في خدمة طلبة العلم ، و كان يقدم إلى غاية وفاته دروسا في العلوم الشرعية، على غرار الفقه وعلم القراءات بمسجد الإمام مالك بن أنس ببوزريعة، و يعتبر الفقيد عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى منذ الثمانينات، و كذا باللجنة الوطنية للأهلة، كما كان أستاذا لمادة علوم القرآن الحديث، و مناضلا في الثورة التحريرية و عضوا في جبهة التحرير الوطني قبل التحاقه بالجيش. الشيخ محمد الشريف قاهر متحصل على شهادة الدكتوراه في الأدب الأندلسي بجامعة الجزائر سنة 1972، و درس بها عددا من المقررات كالأدب الأندلسي، الأدب الأموي، و الأدب المملوكي و العثماني، و الأدب المغربي القديم، و كذا علم القرآن و الحديث، كما نال شهادة دكتوراه دولة سنة 2000 و أشرف على عدد كبير من رسائل الماجستير و الدكتوراه، حيث تخرج على يده أساتذة جامعيون و إطارات نذكر منهم الوزير السابق المرحوم مولود قاسم نايت بلقاسم و الشيخ أبو عبد السلام. و تميز الفقيد بحضور إعلامي قوي من خلال حلقات «مذاهب السنة» في إذاعة القرآن الكريم و إذاعة القناة الثانية بالأمازيغية، و نشر عديد المقالات في الجرائد و المجلات، ألف «ديوان لسان الخطيب، الصيب و الجهام، و الماضي و الكهام «دراسة و تحقيق»، و كذا الأنوار في آية النبي المختار في ثلاثة أجزاء للشيخ عبد الرحمن الثعالبي «دراسة و تحقيق»، و شارك في كتابة « مشاهير المغاربة» ،ضمن لجنة البحث التابعة لجامعة الجزائر، و شارك في عدد كبير من ملتقيات الفكر الإسلامي التي نظمتها وزارة التعليم الأصلي و الشؤون الدينية، و كذا في الملتقيات الدولية التي عقدها المجلس الإسلامي الأعلى منذ عام 1998 إلى أن وافته المنية، بالإضافة إلى المشاركة الدائمة في المناسبات الدينية و الوطنية. جدير بالذكر أن الراحل ابن عائلة محافظة تعيش على الفلاحة بقرية تامقرة ببجاية، بدأ تعليمه في سن مبكرة في مسجد القرين، ثم في زاوية سيدي يحيى العيدلي أين حفظ القرآن الكريم، لينتقل بعدها إلى تونس أين زاول دراسته، و تحصل على شهادة البكالوريا عام 1957، و على الشهادة العالمية في الشريعة سنة 1959، اختير بعدها في بعثة الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية إلى العراق، فنال شهادة بكالوريا في الأدب بكلية الآداب ببغداد عام 1962 ، عاد بعد ذلك إلى أرض الوطن و درس بثانويتي بن تومرت ببوفاريك، و عقبة بالجزائر العاصمة، و في سنة 1969 انتدب إلى المعهد التربوي لتأليف كتب مدرسية، تحت إشراف الأستاذ الشيخ عبد الرحمن شيبان، كما تم تعيينه كمدير بمعهد العلوم الإسلامية، ثم مديرا للمعهد الوطني العالي لأصول الدين.بعد تلقي وزير الشؤون الدينية محمد عيسى خبر رحيل الدكتور قاهر، كتب على الصفحة الرسمية للوزارة في موقع فايسبوك « انتقل إلى رحمة الله صباح هذا الجمعة 23 ربيع الأول 1438 ، شيخنا الدكتور محمد الشريف قاهر يرحمه الله تعالى، بعد مرض عضال ألزمه الفراش. نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه ويقبله في جنة النعيم. وأن يلهم أهله وذويه وطلبته و الأمة الجزائرية جمعاء جميل الصبر والسلوان».