يعد 12 من يناير إرثا تاريخيا في ذاكرة الأمازيغ، فهو مرتبط بانتصار الملك الأمازيغي شيشناق على فرعون مصر، كما أنه أول شهر في السنة الأمازيغية ويمثل نهاية موسم الحرث ومنتصف موسم المطر، ويعبر عن التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وتتجلى فيه مظاهر الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة، 2965 عبر الأحياء الشعبية العاصمية، حيث عرض أصحاب المتاجر مختلف أنواع الحلويات والمكسرات التي تعتبر جزءا هاما لإحياء ليلة رأس السنة الأمازيغية. عند نزولنا إلى الأسواق، شاهدنا العديد من الطاولات المصطفة تعرض نوعا جديدا من التجارة الموسمية المتمثلة في أكياس الحلويات والمكسرات من مختلف الأنواع والأذواق، شوكولاطة، علكة، حلوى، حلقوم، النوقة.. وغيرها من الحلويات. في أحد محلات شارع بوزرينة ببلدية القصبة، والمختص في بيع مستلزمات الحلويات والمكسرات، قام صاحب المحل بتزيين دكانه بالفوانيس التي علقها عند المدخل، وبعض الأضواء الوامضة التي أضفت على المكان لمسة من الدفء حرصا منه على الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة. كما كان حضور الألوان قويا، بغرض عكس بعض التقاليد الأمازيغية وإظهار ثقافة الألوان وعشق الحياة. داخل المحل وجدنا عددا من الأكياس الصغيرة الجاهزة والمغلقة تحتوي على نوع واحد من الحلوى، بسعر 50 دج وهي مشكلة من حلويات "الريغليز"، الحلقوم وحلوة السميد والسكاكر "الكوجاك".. وهي من الحلويات القديمة وذات الشعبية الواسعة، والتي لم تزحزح من مكانها رغم المنافسة الأوروبية ما أوضحته الآنسة صبرينة التي إلتقيناها بالمحل، والتي أشارت الى أن إحياء هذه المناسبة لا بد أن يتم وفق العادات والتقاليد التي دأب عليها الأجداد سابقا، حيث وصفت أجواء الاحتفال وسط عائلتها قائلة إنها تتم بطريقة متواضعة وبسيطة، حيث يقوم الوالد بتخزين عدد كبير من الحلويات التي كان يقتنيها من السوق، قبل أيام من المناسبة، معظمها حلويات عشوائية الشكل إلا أنها طيبة المذاق، إلى جانب عدد من الفواكه المجففة مثل "الكرموس" ،المشمش، البرقوق، الزبيب وبعض المكسرات من الفول السوداني والفستق واللوز.. و في ليلة السنة، ومباشرة بعد مأدبة العشاء الفاخرة، تقوم الأم بوضع الحلويات المشكلة في "طبق" خاص فوق طاولة ويرفق بالشاي والقهوة.. ويقوم كل فرد من العائلة بتناول ما اشتهت نفسه.. وأشارت سيدة طاعنة في السن، كانت بصدد شراء الحلوى من ساحة الشهداء، إلى أنها تقتني الحلويات والمكسرات والشكولاطة لتقسمها على أبنائها وأحفادها في ليلة رأس السنة، حيث تضعها داخل أكياس بلاستيكية وتقسم عليهم الحلوى بالتساوي، وبذلك تكون قد بدأت السنة بفال خير وسنة "حلوة" مليئة بالسعادة والبركة، على حد تعبيرها.