أحيت بلدية خناق مايون، الواقعة بأقصى غرب سكيكدة بالمصيف القلي، فعاليات الطبعة الثالثة لعيد «القطلب» السنوي أو كما يعرف باللهجة المحلية بفاكهة «اللّني» البرية، أو باللهجة الأمازيغية عند أهالي المنطقة ب«السسنو» أو الكرز البري، في أجواء احتفالية دأبت البلدية على إحيائها خلال موسم الجني الذي يتزامن وفصل الشتاء، خاصة أن سكان المنطقة يعتبرون إحياء هذا العيد ضمن المورث الثقافي والطبيعي الذي يجب المحافظة عليه. وبخلاف السنوات السابقة، فقد اقتصرت احتفالية هذه السنة بموسم فاكهة «القطلب» بحضور إعلامي محلي متميز، إلى جانب طلبة علوم الاتصال بجامعة 20 أوت 55 بسكيكدة، إضافة إلى السلطات المحلية، بعيدا عن البهرجة الشعبية لما أضحت تقتضيه سياسة ترشيد النفقات العمومية. وحسب السيد مسعود مجرداوي، رئيس بلدية خناق مايون، فقد أشار إلى أنه تم التركيز خلال هذه الطبعة على الإعلام المحلي، من باب الترويج السياحي للمنطقة من جهة، ومن جهة أخرى التعريف بها وما تزخر به من ثروة غابية تتشكل في معظمها من هذا النوع من الأشجار المتواجد بكثرة في المنطقة والمقدرة، حسب نفس المصدر بأكثر من 70 بالمائة من المساحة الغابية، ومنه العمل من أجل تثمين كل ما له علاقة بتراث المنطقة، بالإضافة إلى هذا، فإن تنظيم عيد سنوي لشجرة «اللنّي» يندرج في إطار رد الاعتبار لها، لأنها تعد من أقدم الأشجار في المنطقة وفي منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ومنه دفع أهالي خناق مايون إلى العناية بها وتشجيعهم على الحفاظ عليها، مع إعطاء أهمية لعملية جني محصول ثمرة الكرز البري وتسويقه، نظرا لقيمته الغذائية والصحية الكبيرة، من خلال تنظيم معارض مختلفة تعرّف بالفوائد الصحية لهذه الشجرة وأصلها. كما لا تزال العديد من العائلات إلى يومنا هذا تستعمل الكرز البري في صناعة المربى التقليدي، وتعد المنطقة الوحيدة تقريبا على مستوى الولاية وحتى الوطني، فيما يخص إنتاج العسل المُر المرتبط بهذه الشجرة الذي يكثر الطلب عليه نظرا لفوائده الصحية. للعلم، فإن هذه الشجرة التي قيل لنا بأن أصلها إغريقي، تتميز بحجمها المتوسط وجمالها الرائع، حيث يصل علوها إلى أكثر من 10 أمتار، دائمة الخضرة، تتواجد مع أشجار السندان والبلوط، تبدأ ثمارها بأخذ اللون الأزرق، ثم الأخضر، فالأصفر إلى أن تصير خلال فصل الشتاء عند النضج حمراء قرمزية، وإلى جانب جمالها، فهي غنية بفيتامين (س)، كما أن طعمها مزيج بين الكيوي والكرز وبرتقال المندرين، وكان الأقدمون وما يزال العديد من أهالي خناق مايون يستخدمون ثمرة «اللّني» في علاج العديد من الأمراض، كالأكزيما المرتبطة بالنقرس، مرض وآلام الروماتيزم، وآلام المفاصل خاصة المفاصل الكبيرة كالركبة والمرفقين، كما تستعمل في علاج آلام الظهر ومشاكل البول المتقدمة بالمثانة.