أُسدل الستار بقصر الثقافة «عبد الكريم دالي» بمنصورة بتلمسان، على فعاليات المهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية «حضرة أندلس تلمسان» التي تنشطتها 16 جمعية موسيقية من مختلف ولايات الوطن وتلمسان؛ تكريما لأحد رموز الأغنية الأندلسية الشيخ العربي بن صاري في ذكرى وفاته 54. الحفل الختامي نشطته جمعية «نسيم الأندلس» وجمعية «أحباب الشيخ العربي بن صاري»، وكان مميزا من خلال تفاعل العائلات التلمسانية؛ في مشهد أعاد للأذهان سنوات مجد مهرجان الأغنية الأندلسية في فترة السبعينيات. وأكّد والي تلمسان السيد الساسي أحمد عبد الحفيظ في ختام هذا المهرجان، أنّ هذا اللقاء الذي احتضنته ولاية تلمسان في هذا الصرح الثقافي ولإحياء تقاليد تلمسان، خطّة متجددة، معتبرا حضور الجمهور الغفير طيلة ثمانية أيام، دليلا على تشبّث سكان تلمسان بتقاليدهم الثقافية، وحرص نخبتهم على إحياء هذه الثقافة العريقة، وهذا حسبه ما سيلقى تدعيما من طرف الإدارة المحلية، التي ستعمل سويا مع من كانت لهم هذه الفكرة وبلورتها في الميدان خلال سنة 2017، لإعطاء صورة أوسع للمهرجان خلال أسبوع كامل، وإن كانت -يضيف الوالي- شاملة وطنية، متمنيا بالمناسبة أن تكون الطبعة المقبلة دولية. بالمقابل، أكّد الفنان الحاج قاسم إبراهيم أنّ طبعة هذا المهرجان الوطني للأغنية الأندلسية، أرجعتهم إلى فترة الثمانينات. والمهرجان حسبه مع الأسف انقطع في التسعينات، ولم يعد إلاّ مع هذه الطبعة، مثمّنا هذه المبادرة الحسنة، التي ستتبعها طبعات أخرى في السنوات المقبلة وتكون أحسن منها. للإشارة، قُدّمت على هامش المهرجان محاضرة للأستاذ الباحث في علم الموسيقى والتراث الأندلسي الشيخ صالح بوكلي حسن تحت عنوان «تطوّر النوبة مع نظرة على نوبة الزيدان»، حيث تطرّق إلى صنائع ودلالات المحمية والاستثنائية والأصيلة التلمسانية. كما دعا إلى ضرورة الدراسة العلمية حفاظا واستنطاقا لهذا الموروث الثقافي. وخلصت المحاضرة إلى ستعراض مختلف الطبوع وتحويلات النوبة التلمسانية التي تتشابه حسبه في الترتيب؛ كالمصدر والبطايحي... مثل الجزائر العاصمة، غير أنّها تختلف في الموازين والإيقاعات. وعرفت التظاهرات الثقافية والفنية الخاصة بإحياء الذكرى 54 لوفاة عميد الأغنية الأندلسية الشيخ العربي بن صاري، إقامة معرض للصور والوثائق الأرشيفية التي تبرز المسار الفني للعربي بن صاري وأبنائه، والحفلات التي أحياها داخل الوطن وخارجه، بالإضافة إلى بعض الآلات الموسيقية التقليدية التي كان يستعملها جوقه في مختلف المناسبات، مثل الرباب والعود والكمان والطار، فضلا عن أشرطة وثائقية حول بعض الحفلات الفنية التي أحياها الشيخ. كما تضمّن برنامج هذه المناسبة تنظيم سهرات فنية من إحياء بعض الجمعيات الثقافية، منها قسنطينةوالجزائر العاصمة ومستغانم ووهران وسيدي بلعباس وبجاية إضافة إلى تلمسان، بمختلف فرقها الموسيقية العتيدة، مثل «غرناطة» و»القرطبية» و»أحباب العربي بن صاري» و»الموحدية» لمدينة ندرومة، بمعدّل جمعيتين في كل سهرة، بحضور عشاق الطرب الأصيل مقاطع من الموسيقى التقليدية في طبوع الأندلسي والحوزي والعروبي التي كان يؤديها العربي بن صاري، إلى جانب ذلك تنظيم مائدة مستديرة من تنشيط أساتذة وباحثين في الطرب الأصيل حول المسار الفني للشيخ العربي بن صاري ودوره في المحافظة على التراث الفني والموسيقي وحمايته من التزييف والاندثار، وكذلك الأسفار والتنقلات التي قام بها عبر بعض البلدان الشقيقة والصديقة، مع التطرق لدور ابنه الأكبر رضوان في مواصلة مشواره الفني.