أكد رئيس حزب جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، أمس، بالجزائر، أن حزبه سيدخل الاستحقاقات التشريعية المقبلة ببرنامج «واقعي»، ساعيا إلى أن يكون «قوة سياسية حقيقية» في المجتمع الجزائري. وأوضح السيد بلعيد، في كلمته الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني لجبهة المستقبل أن حزبه «سيذهب إلى الانتخابات المقبلة بخطاب سياسي يحمل بين طياته أمال وطموحات الشعب الجزائري، وببرنامج وا قعي وسيعمل على أن يكون قوة حقيقية في المجتمع الجزائري ولن يكون ذلك إلا من داخل قبّة البرلمان». وأعرب رئيس جبهة المستقبل عن أمله في أن تكون الانتخابات التشريعية القادمة «نظيفة ونزيهة لكي تعطي الأمل للجزائريين وتحثهم على أداء واجبهم الانتخابي لأن كما قال الكثير منهم عزفوا عن التوجه إلى صناديق الاقتراع لفقدانهم عامل الثقة في الصناديق». عبّر السيد بلعيد، عن قناعة حزبه في «نبذ كل أشكال العنف حتى اللفظي منه» في إشارة منه إلى الأوضاع التي شهدتها بعض مناطق البلاد خاصة ولاية بجاية، مناديا في هذا الصدد ب«فتح حوار حقيقي بين كل شرائح المجتمع الجزائري». ويرى السيد بلعيد أن «الحوار الحقيقي هو وحده المؤدي إلى استقرار اجتماعي بدونه لا استقرار اقتصادي ولا استقرار أمني وسياسي». وفي هذا السياق قال رئيس جبهة المستقبل إن حزبه «ضد كل أنواع العنف في المجتمع والحركات العنيفة الموجودة هنا وهناك»، مؤكدا أنه «مع المسيرات السلمية وكل ما رأيناه مؤخرا كما قال من تهديم وحرق لا يعطي صورة جيدة على الممارسة السياسية في البلاد». وفي هذا الصدد انتقد السيد بلعيد، بعض الممارسات السياسية في الجزائر من بينها انتزاع صلاحيات المنتخب في كافة المستويات وتسلميها للإداري المعين، بالإضافة إلى مسببات الأزمة الأخرى من سوء تسيير ومغالطات في استعمال الأرقام في كثير من القطاعات الحساسة، حاثا السلطة في هذا الصدد «إعطاء الأولوية لقطاعات أخرى مثل الفلاحة والسياحة كبديل عن الاعتماد عن الريع البترولي». وعلى الصعيد الأمني نوّه السيد بلعيد، بمجهودات «كل أسلاك الأمن وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي الذي يقوم بمجهود كبير لحماية البلاد». مؤكدا أن ذلك لا يكفي إن لم يكن الشعب هو السند لهذا المجهود، و«أن الأمن هو قضية الجميع وأن كل جزائري معني باستقرار البلاد والعمل على تحقيق ذلك». ومن جهة أخرى انتقد السيد بلعيد، تشكيلة الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات التي قال عنها «لا علاقة لها بالانتخابات التشريعية بحد ذاتها» لأن المعني بالانتخابات هي الأحزاب بالدرجة الأولى. واستبعد السيد بلعيد، تحالف حزبه مع حزب أو تيار سياسي آخر تحسبا لهذه الانتخابات، مذكرا موقفه من مبادرة الجدار الوطني التي طرحها حزب جبهة التحرير الوطني على الساحة السياسية الوطنية والقاضي ب«التحفّظ التام». وأعلن رئيس حزب جبهة المستقبل أن حزبه سيعمل بدءا من مؤتمره القادم على أن تكون استحقاقات أولية بين صفوف المناضلين لإعداد القوائم في أي انتخابات كانت في المستقبل بلدية كانت أم تشريعية، وهذا للحد من ظاهرة «الشكارة» وكثرة التدخلات من قبل القيادة.وا