أكدت مديرة الثقافة لولاية تيزي وزو السيدة قومزيان نبيلة ل «المساء»، أن قطاع الثقافة حظي بنقلة نوعية في مجال الإنجازات والنشاطات خلال سنة 2016، وأن العمل متواصل لتعزيز ما هو موجود عبر فتح مؤسسات ثقافية جديدة، حققت تقدما في الأشغال وتفعيلا أكثر للحركة الثقافية عبر خلق لا مركزية النشاطات في هذه السنة، مؤكدة أن على مصالحها أن تعمل جاهدة من أجل حماية التراث والعادات والتقاليد عبر دعم الجمعيات والمبادرات الشبانية لتنظيم صالونات وأعياد تبعث من جديد حرفا تقليدية، وتبرز مؤهلات وتراث القرى، منوهة بأن سنة 2017 ستكون مميزة، حيث تجمع احتفالات يناير 2967 بين حدثين، أولهما تخليد الذكرى 51 لمعمري، وخمسينية العطاء الفني للفنان لونيس آيت منقلات، حيث يكون عمل الثقافة لتيزي وزو متواصلا طيلة أيام السنة؛ احتفالا بأعمال ومشوار عمالقة الآداب والفن. ولمعرفة أكثر التفاصيل «المساء» أجرت الحوار ونقلت ما يلي. ودّعنا منذ أيام سنة 2016، ما تقييمكم لحصيلة قطاع الثقافة بتيزي وزو؟ سنة 2016 كانت مميزة بأنشطة متنوعة وأحداث هامة. تم تكريم وتخليد ذكرى عمالقة الفن، أمثال الراحل شريف خدام والفنان القدير عثماني وفريد فراقي وأرزقي موساوي. وعرفت أسابيع للتبادل الثقافي بين الولايات؛ حيث حلت تيزي وزو ضيفة ولاية قسنطينة. وعرضت عاصمة جرجرة على القسنطينيين تراثها وعاداتها، إضافة إلى مهرجانات الفنون الشعبية؛ مهرجان الفيلم الأمازيغي، زربية آث هشام وكذا إحياء أعياد الجبة القبائلية، زيت الزيتون وغيرهما. كما نُظم أول صالون للفخار التقليدي لآث خير، الذي تم بفضله إعادة بعث من جديد الحرفة. وكانت هناك نشاطات جوارية وحركة وديناميكية ثقافية كبيرة وواسعة، مست كل بلديات الولاية ومختلف المؤسسات الثقافية؛ من مسرح كاتب ياسين، ملحقة دار الثقافة لعزازقة، دار الثقافة مولود معمري وغيرها مع مشاركة الحركة الجمعوية بقوة. وأهم مشروع حققه القطاع تمثل في تدشين المكتبة الرئيسة للقراءة العمومية من طرف الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، وهو إنجاز هام له مهمة ترقية وتشجيع المطالعة العمومية، إضافة إلى إعادة فتح قاعة السينما لمدينة عين الحمام بعد إغلاق أبوابها سنوات، تم إخضاعها في سنة 2012 لأشغال الترميم وإعادة التهيئة، ليعاد فتح أبوابها لاستقبال مختلف النشاطات الثقافية؛ من مسرح وعروض أفلام وكذا العمل بالتنسيق مع مديرية التربية لإحياء ينّاير بهذه القاعة. وتم تحقيق إنجازات بعدة بلديات بالولاية، منها إنهاء أشغال إنجاز وتجهيز مكتبة تيقزيرت، وتقريبا كل بلديات الولاية، إضافة إلى إنهاء إنجاز 6 قاعات مطالعة مبرمجة في إطار برنامج قطاعي للتنمية، حيث تم إحصاء استلام 10 مكتبات، منها المكتبة الرئيسة، وتجهيز 8 مكتبات منجزة في إطار الصندوق المشترك للجماعات المحلية، ومكتبة إيليلتن، وهي مسجلة قيد التجهيز، وكذا مكتبة بني دوالة التي تشرف على الانتهاء، وغيرها من العمليات الاستثمارية التي انتهت تقريبا عملية إنجازها. ما هي استراتيجية قطاع الثقافة بتيزي وزو في 2017؟ قطاع الثقافة في تيزي وزو يعمل منذ سنوات على برمجة نشاطات متنوعة وكذا إنجاز مشاريع ثقافية متنوعة. وبالنسبة للسنة الجديدة 2017 ستكون حافلة بالإنجازات، حيث يُنتظر استلام عدة مشاريع ثقافية واعدة وطموحة تجري أشغال إنجازها، والتي ستكون إضافة لما هو موجود وتعززه بفتح للجمهور أماكن جديدة، يكتشف فيها التنوع الثقافي للولاية، ويتابع النشاطات المختلفة، وهذا عبر فتح مسرح الهواء الطلق، الذي يتسع ل 900 مقعد. ويُنتظر أن تكون له مساهمة كبيرة بفضل مختلف المرافق التي يضمها، والتي ستعزز الحركة الثقافية أكثر. وتأمل المديرية أن يحتضن هذا الفضاء الثقافي الجديد في صيف 2017، عرضا كبيرا، وكذلك قاعة سينما جرجرة التي تجري أشغال إنجازها على قدم وساق، حيث حققت تقدما بنسبة 65 بالمائة. المتحف الذي تجري عملية تجسيده وصلت نسبة تقدم أشغاله إلى حوالي 65 المائة، وغيرها من المشاريع التي تعمل المديرية من أجل تدشينها خلال السنة الجارية. هل سجل قطاع الثقافة في تيزي وزو مشاريع مجمدة؟ في قانون المالية 2016 حظي قطاع الثقافة بتيزي وزو، بالموافقة على العديد من المشاريع التي رأت النور، كما كان منتظرا إنجاز قاعات مطالعة أخرى، إضافة إلى معهد للتكوين الموسيقي وقاعة عروض، غير أن هذه المشاريع معنية بالتجميد مثل باقي مشاريع القطاعات الأخرى، التي لم تخصَّص لها مبالغ مالية لتسجيلها للإنجاز، في حين أن كلا من معهد التكوين الموسيقي وقاعة العروض سيكون محل إنجاز الدراسات خلال سنة 2017 في انتظار رفع التجميد وأن تكون هناك عمليات لتسجيلهما قيد الإنجاز. هل هناك برنامج لإعادة تهيئة وترميم المرافق الثقافية المهترئة؟ قامت مديرية الثقافة بتيزي وزو بعملية جرد لكل قاعات السينما والمراكز الثقافية الموجودة بتراب الولاية. فبخصوص قاعات السينما فإن وزارة الثقافة كلفت جهات من أجل القيام بتحقيقات حول واقع كل قاعة، وتحرير تقرير بشأن وضعية القاعات؛ بغية بحث إمكانية إعادة تهيئتها وترميمها، لكن إلى حد الآن لا يوجد أي شيء مؤكد. أما بالنسبة للمراكز الثقافية مثلا المركز الثقافي لبوزقان وغيره، فإن مديرية الثقافة لتيزي وزو، طالبت بتسجيلها ضمن عملية إعادة التهيئة، لكن إلى حد الساعة لم تحصل المديرية على أي شيء يسمح بالفصل في عملية التهيئة، لكن المديرية تطمح لتحقيق لا مركزية النشاط الثقافي حتى يكون بكل دائرة دار ثقافة وقاعة سينما، ما يسمح بالقيام بالنشاطات الثقافية. هل هناك مواقع أثرية مقترحة للتصنيف؟ هناك عمل قيد الإنجاز عبر إعداد ملفات بخصوص المواقع والمعالم الهامة وذات قيمة تاريخية التي هي بحاجة للتصنيف. ففي السنة الماضية تم اقتراح «أزرو أميازان» للتصنيف، وهناك عدة ملفات أحيلت على اللجنة الولائية، وحاليا هناك عمل آخر يتضمن اقتراحا لتصنيف مواقع جديدة، تم جردها من طرف مصالح مديرية الثقافة والحركة الجمعوية أو رؤساء الدوائر، الذين يقترحون مواقع يرون أنها مهمة وبحاجة للتصنيف؛ مثلا رئيسة دائرة بني يني اقترحت مواقع على مديرية الثقافة؛ بغرض تصنيفها، وأن المصالح المختصة تتولى عملية دراسة المواقع من أجل التأكد إذا ما كان لها قيمة تراثية، وإن تم التأكد من وجودها يتم فور ذلك تحضير ملف التصنيف، وتحويله على اللجنة الولائية، ومن ثمة على الوزارة الوصية، حيث هناك ملفات حظيت بالموافقة من طرف اللجنة، وبقيت الوزارة الوصية. وهناك ملفات قيد الدراسة من طرف اللجنة الولائية، مثلا مستشفى عين الحمام، الذي يُعتبر منشأة قديمة تعود إلى الحقبة الاستعمارية. تفصلنا أيام عن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2967، ما هو البرنامج المسطر؟ سطرت مديرية الثقافة بتيزي وزو وككل سنة، برنامجها من أجل إحياء يناير الذي يبدأ في 8 جانفي ليمتد إلى غاية 14 من نفس الشهر، حيث سيكون هناك سوق يناير الذي يكون فرصة للحرفيين والحرفيات لإظهار وإبراز ما تحوزه الولاية من تراث وحرف وعادات وغيرها. وكانت البداية مع تنظيم مديرية الفلاحة لمعرض العسل، وأن يشمل السوق مختلف المنتجات التقليدية ومواد الدرج من إنتاج زيت الزيتون، حياكة الزرابي لآث هشام وفخار آث خير، واللباس التقليدي؛ من الجبة القبائلية والبرنوس وغيرهما من المنتجات التي تثري سوق يناير. وهناك ملتقى أول حول الشعر بالأمازيغية، الذي يتم من خلاله التطرق لما أضافه الشعر بالأمازيغية للمجتمع، حيث سيتم تناول شعر القدماء، أمثال الشيخ محند الحسين، يوسف أوقاسي، سي محند أومحند وغيرهم من أعمدة الشعر بالأمازيغية، بمشاركة رجال الثقافة والآداب من عدة ولايات من الوطن؛ تمنراست، سكيكدة وغيرهما الذين يثرون الملتقى. وسيكون جمهور عاصمة جرجرة يوم 12 جانفي على موعد مع استعراض كبير انطلاقا من ساحة الزيتونة إلى غاية دار الثقافة مولود معمري، بمشاركة الحركة الجمعوية، متبوع بتنظيم «وعدة» الكسكس بلحم الدجاج والبقول، كما هو معمول به في هذا اليوم، ليختتم برنامج يناير بحفل فني من تنشيط الفنان طالب طاهر، إضافة إلى نشاطات جوارية تحتضنها عدة مرافق ثقافية بعدة بلديات، ومحاضرات على مستوى المكتبات التي فتحت أبوابها حديثا، مع برمجة خرجة ميدانية إلى قرية أبيزار لعرض كيفية جني الزيتون والعادات المرافقة لها. آيت منقلات يحتفل هذه السنة ب 50 سنة من العطاء الفني، ماذا حضّرت المديرية لتكريم الفنان احتفالا بمسيرته الفنية؟ هذه السنة هناك حدثان هامان بالولاية أولهما الذكرى 51 للكاتب الراحل مولود معمري، والذكرى 50 للعطاء الفني للفنان القدير لونيس آيت منقلات، حيث إن الحدثين يتعلقان بشخصين لهما وزن بالنظر إلى ما قدّماه لخدمة الثقافة والفن والآداب؛ لذلك فعمل قطاع الثقافة بتيزي وزو سيكون مستمرا ومتواصلا طيلة أيام السنة، ولا يقتصر على يوم واحد؛ لأنه يستحق أكثر من ذلك وحفلات التكريم وما شابه، ينظم بالتنسيق مع الفنان بحد ذاته، ومادام الفنان لونيس آيت منقلات سيكون خارج الوطن لإحياء حفل بباريس يوم 15 جانفي، فلا يمكن تقديم أي برنامج الآن إلى حين عودته؛ لأنه هو أدرى بجمهوره وما يسعده؛ لذلك سيكون العمل مع بعض حتى يكون التكريم جديرا بمكانته كفنان وكشخص. العديد من المرافق الثقافية الجديدة بقيت بدون تسمية، هل هناك مشروع في هذا الإطار؟ نعم، تم مؤخرا إنجاز عدة مرافق ثقافية وأخرى مسجلة قيد الإنجاز، وطبعا هناك الكثير من الاقتراحات حتى يتم تسمية العديد من المؤسسات الثقافية بأسماء رجال الثقافة والآداب والفن، مثلا تم اقتراح تسمية مسرح الهواء الطلق باسم موحيا، وإطلاق اسم بوليفة على المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية.